تعتبر مصارعة الثيران جزءا من مظاهر فصل الصيف الإسباني حيث تجتذب مشاهد مصارعي الثيران في ملابسهم البراقة وهم يواجهون الثيران الضخمة السكان المحليين والسياح على حد سواء. ولكن هذه الصناعة التي أصبحت رمزا لاسبانيا قد تضررت الآن جراء الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد، بينما صعد النشطاء المعنيون بحقوق الحيوان أيضا حملتهم ضد «العيد الوطني». وقال خوسيه ماريا بافيانو المتحدث باسم حلبة «فينتاس» الشهيرة لمصارعة الثيران في مدريد، إن عدد مصارعي الثيران في اسبانيا انخفض من 2400 في عام 2007 إلى 1300 هذا العام. وقال بافيانو ان فينتاس، المعروفة باسم «كاتدرائية مصارعة الثيران»، لاتزال نقطة مضيئة بين حلبات مصارعة الثيران في البلاد. لكن في أماكن أخرى كثيرة، تسببت الأزمة الاقتصادية في خفض عدد المشاهدين الذين لم يعد لديهم المال الكافي لحضور مصارعة الثيران. ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإسباني بنحو 2% هذا العام، على أن يبدأ في النمو عام 2014 وارتفع مستوى البطالة الى 24%. وفي الوقت نفسه، انخفضت ميزانيات الترفيه المخصصة للبلديات والأقاليم والتي كانت تساعد على تمويل مصارعة الثيران. كما تضررت أيضا حلبات مصارعة الثيران من زيادة ضريبة القيمة المضافة، في اطار حزمة السياسات التقشفية التي تطبقها الحكومة. وأصبح مربو الثيران غير قادرين على وضع الآلاف منهم في الحلبات نظرا لأن تكاليف تربية هذه الثيران أصبحت باهظة على نحو متزايد. وقال بافيانو إن «تكاليف التغذية والنقل والرعاية الصحية للثيران.. ترتفع. تربية الثور الواحد زادت بنسبة 40% مقارنة بعقد مضى». ولاتزال مصارعة الثيران صناعة مهمة في اسبانيا، التي لديها أكثر من 700 شخص يمتهن مصارعة الثيران وأكثر من ألف مزرعة لتربية ثيران المصارعة. ويساهم هذا القطاع ب 0.25% من اجمالي الناتج المحلي لاسبانيا ويعمل به نحو 200 ألف شخص.