بصمة الانثى على اصابع البيانو واوتار النغم السودانى موفورة منذ امد بعيد ،ففى العام 1910 شهد شارع فكتوريا الخرطومى ومايعرف الآن بشارع القصر صرخة مولودة خرجت مدوزنة كما الموسيقى المتقنة..النجية فرج ابوزيد ,طفلة وليدة لاب يعمل فى رتبة عسكرية رفيعة بالجيش الانجليزى (قائمقام)..ولابد بحسب وضعها الاجتماعى ان تنال حظا وافرا من التعليم ..فكان ان سجلت مع بنات (الخواجات) فى الدفعات الاولى لمدرسة الراهبات..وقبل ان تنهل من معين العلم الدنيوى اخذت نصيبها من علوم الدين على يد الشيخ احمد ابراهيم والد الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم اخت صلاح ..النجية بملامحها السمراء ..تنقلت فى طلب العلم الى مدرسة الاتحاد وكانت بالمدرسة معلمة الموسيقى(تلبانه تودورا) فتعلمت منها اولا عزف المارشات العسكرية اذ كانت ثقافة المعزوفات حينها كذلك ..اتقنت النجية عزف البيانو فصارت رائدة للمرأة الموسيقية السودانية بجانب نشاطها فى الاكروبات والمرشدات.. حينها صويحباتها كن يغنين بالشتم والدلوكة لما انتلقت مع اسرتها الى الموردة بام درمان فكانت وحيدتهن التى تتقن هكذا مزازيك فتفردت وانها صاحبة اول أنامل انثوية تمتد برفق الى اصابع البيانو فتصافحها ابداعا..ظلت النجية ملتزمة بمودتها مع الموسيقى الى ان وافاها الاجل فى العام1994 .