أظهرت نتائج مؤشر الاتصال الكلي التي تنشرها مجموعة المرشدين العرب سنويا تحسنا كبيرا في أرقام الدول العربية، وهو في الغالب عائد إلى نمو قطاع الاتصالات المتنقلة، في حين سجّل قطاع الانترنت عالي السرعة نسب نمو متزايدة. بحسب النتائج التي توصلت إليها مجموعة المرشدين العرب، والتي تنشرها سنويا في مؤشر الاتصال الكلي لكل دولة، ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تتربّع على قمّة دول العالم العربي اتصالا وتواصلاً، تتبعها المملكة العربية السعودية ودولة قطر، فيما حلت الكويت في المرتبة السادسة. ويتم حساب المؤشر بواسطة إحصاء نسبة نفاذ الخطوط الهاتفية المنزلية، ومعدل انتشار الهواتف النقالة، ونسبة أعداد مستخدمي الإنترنت في كل دولة. وبالطبع لا بدّ أن يحدث شيء من التداخل، فالعديد من الناس يستخدمون هذه التقنيات الثلاث للاتصال في الوقت نفسه. ومع ذلك، فإن المؤشر يعطي صورة دقيقة ومعبرة حول معدلات انتشار خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كل دولة بشكل عام. وتأتي هذه النتائج بعد ان بلغت نسبة انتشار الهاتف النقال في دولة الإمارات 198 في المائة بعد تجاوز عدد خطوط الهاتف النقال الفعالة 10 ملايين و650 ألف خط بنهاية النصف الأول من العام الحالي، فيما بلغ عدد مشتركي شركتي الهواتف النقالة في دولة الامارات، وهما اتصالات ودو، حد التشبع بحوالي مائة في المائة. وقالت هيئة الاتصالات الإماراتية في هذا الخصوص إن خطوط الهاتف المتحرك بنظام الدفع المسبق للشركتين تستحوذ على نحو 90 في المائة من إجمالي الاشتراكات بعدد خطوط فعالة يصل إلى نحو 9 ملايين و607 آلاف خط، فيما استحوذ مشتركو الخطوط بنظام الفاتورة على 10 في المائة من الإجمالي بعدد خطوط بلغ مليون و43 ألف خط. وسجلت معدلات انتشار الهاتف النقال في الإمارات أول تراجع منذ تفعيل المنافسة في القطاع نتيجة تشبع السوق المحلية، حيث بلغت نسبة انتشار الخدمة خلال شهر يناير الماضي نحو 203.7 في المائة. لتنخفض تدريجياً خلال الأشهر الخمسة التالية لتسجل 202.7 في المائة في فبراير 2009 ، و201.3 في المائة في شهر مارس من العام نفسه، لتصل بعد ذلك إلى 198.5 و198 في المائة على التوالي خلال شهري مايو ويونيو الماضيين. ووفقاً لنتائج التقرير، بلغ مؤشر الاتصال الكلي في دولة الإمارات العربية المتحدة %352 متصدّرة دول العالم العربي، تليها السعودية بنتيجة بلغت %256، ثم قطر (%254)، والبحرين (%250)، وليبيا (%246)، والكويت (%201)، وعُمان (%189)، والجزائر (%161)، ولبنان (%155)، والمغرب (%149)، والأردن (%148)، وتونس (%145)، وسوريا (%142)، ومصر (%140)، وفلسطين (%109)، والعراق (%100)، واليمن (%66)، وأخيراً السودان (%51). وقد علق سامر عباس كاتب التقرير ومحلل أول في مجموعة المرشدين العرب بقوله: «من الملاحظ عند النظر إلى نتائج مؤشر الاتصال الكلي أن نفاذ خدمات الاتصالات لها علاقة وثيقة بمستوى الدخل والناتج المحلي للدول، حيث أن دول مجلس التعاون الخليجي لها الصدارة في نتائج المؤشر لكونها تتمتع بمستوى دخل مرتفع مقارنة مع باقي الدول العربية. إضافة إلى ذلك، شهدت الدول التي تتمتع بأسواق عالية التنافسية تحسنا سريعا في نتائج المؤشر، حيث أن التنافس أدى إلى انخفاض الأسعار وزيادة وعي المستهلك بخدمات الاتصالات». القبس