سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكثر الاقتصادات نموا في المنطقة العربية حضورها على اللائحة معهد ماكنساي العالمي للإحصاء عبر إمارة أبوظبي حيث حلت في المركز 65. ويتوقع ان يبلغ تعداد إمارة أبوظبي عام 2025 مليون و600 الف ساكن مقابل 800 الف عام 2010 فيما ينتظر أن يسجل الناتج القومي تطورا بنسبة 162 بالمائة، من 67.1 مليار دولار إلى 175.9 مليار دولار. وبعد أكثر من عقد من الآن ستوضع المدن العالمية على محك جديد في تصنيفها. لا يتعلق الأمر بطيب العيش فيها ولا بمدى جاذبيتها للسياح والاستثمارات فحسب، وإنما أيضا بمقياس الديناميكية. وتبين أرقام إحصائية نشرت بموقع صحيفة فورين بولسي الأميركية بالتعاون مع معهد ماكنساي العالمي للإحصاء، واستندت إلى قاعدة بيانات شملت 2600 مدينة، أن السيناريو المحتمل للتطور الحضري في العالم يقوم على فكرة تجميع المساحات المندمجة والمتكاملة مع المدن المجاورة لها لتصبح مركزا حضريا واحدا. ويرتكز هذا السيناريو على جملة من المعايير الموضوعية، أساسا التطور الديمغرافي والناتج القومي وحركة النزوح من الأرياف باتجاه المدن. ووفق هذه المعايير تم تحديد 75 مدينة على العالم تعد الأكثر ديناميكية في المستقبل القريب. ولا يتعدى التمثيل العربي على اللائحة خمسة مدن جلها من منطقة الخليج العربي، وذلك على الرغم من ضعف قاعدتها السكانية، باستثناء المملكة السعودية، لكنها تتميز بعوائدها الطاقية الهائلة وارتفاع الدخل الفردي ونموها الحضري المطرد بفعل تمدد مراكز المال والأعمال. وتخترق عاصمة المملكة السعودية الرياض كأول مدينة عربية التصنيف العالمي بالمركز 29. وتتوقع الإحصائيات ارتفاع عدد سكان المدينة إلى أكثر من ثمانية ملايين نسمة في عام 2025 مقابل خمسة ملايين و200 ألف ساكن في عام 2010. كما يتوقع تطور الناتج القومي الخام للمدينة خلال نفس الفترة بنسبة 165 بالمائة أي من 122.7 مليار دولار إلى 325.6 مليار دولار. وتقبع جدة، المدينة السعودية الثانية، في المركز 59 حيث ينتظر ان يشهد نمو سكانها من 3.5 مليون نسمة إلى 5.2 مليون نسمة وارتفاع ناتجها القومي من 75.9 مليار دولار إلى 196.9 مليار دولار اي بنسبة 159 بالمائة. وتأتي العاصمة القطرية الدوحة، المدينة الأعلى دخلا للفرد في العالم، في المركز الثالث والثلاثين. ولا تتميز المدينة بقاعدتها السكانية حيث لن يتعدى تعدادها السكاني المليون و600 ألف ساكن في العام 2025 ولكنها تشهد نموا اقتصاديا لافتا. وتشير التقديرات إلى ارتفاع ناتجها القومي من 98.8 مليار دولار إلى أكثر من 275 مليار دولار أي بنسبة تطور تبلغ 197 بالمائة. وتقل تلك النسبة في مدينة الكويت التي تحتل المركز الخامس والأربعين على اللائحة إلى 123 بالمائة حيث ينتظر أن يقفز ناتجها القومي إلى 261.8 مليار دولار عام 2025 مقابل 117.5 مليار دولار عام 2010. وتعتبر تلك العوائد ضخمة قياسا الى حجم المدينة السكاني حيث لن يتعدى تعدادها 3.2 مليون نسمة عام 2025 مقابل 2.3 عام 2010. ولا يمكن بأي حال مقارنة نسب التطور الهامة لدى أفضل ترتيب لمدينة عربية، الرياض مثلا، مع المدينة الأولى على الترتيب العالمي شنغهاي الصينية ذات الثقل السكاني والصناعي العالميين. حيث تعد المدينة الصينية في العام 2010 أكثر من 22 مليون نسمة ما يقارب حجم سكان السعودية بأكمله مع ناتج قومي يبلغ قرابة ضعف الناتج للعاصمة السعودية في حدود 250 مليار دولار. وتشير التقديرات إلى ارتفاع سكان شنغهاي إلى أكثر من 30 مليون نسمة عام 2025 مع ارتفاع حجم الناتج القومي إلى ثلاثة أضعاف ونصف عام 2025 بنسبة 344 بالمائة. ويمكن ان ترتفع تلك النسبة إلى أكثر من اربعة أضعاف في مدن صينية أخرى مثل شونغكينغ ويوهان وشانغدو ونانغينغ.، وأكثر من خمسة أضعاف في مدينة ايشيان، وهي أرقام لا تضاهيها أي مدينة أخرى في العالم. وتعد الصين أكثر الدول في العالم التي تشهد نزوحا مكثفا من الأرياف باتجاه المدن. وإذا ما استمر النسق على حاله فإن التقديرات تفيد أن الصين ستضم خلال سنة 2025 نحو مليار نسمة في المناطق الحضرية وحدها يتوزعون على 221 مدينة لا تقل تعدادها السكني عن مليون نسمة. ولا ترتبط أهمية الصين بعنصري الحجم والكثافة السكانية فحسب، وإنما أساسا بالثقل العالمي. واذا تحولت الصين إلى تزعم العالم فإن هذا سيصبح أمرا واقعا. ويمكن ان نفهم هذا التحول من خلال اللائحة المشتركة لصحيفة فورين بولسي ومعهد ماكنساي العالمي للإحصاء حيث تتواجد 29 مدينة من الصين وحدها، مقابل 13 مدينة أميركية و3 مدن أوروبية، ضمن 75 مدينة الأكثر ديناميكية في العالم مع حلول سنة 2025. وبعض تلك المدن تعد أقطابا عالمية الآن، مثل المدينة الصناعية العظمى شنغهاي والعاصمة بكين ومدينة تيانغين، وهي تحتل المراتب الثلاثة الأولى على التوالي بشأن المدن الأكثر ديناميكية، ليس بسبب مساحتها الشاسعة وثقلها السكاني وإنما كذلك بسبب ابتكاراتها وحركية بنيتها الاقتصادية. وتأتي نيويورك كأول مدينة أميركية على اللائحة في المركز السابع فيما تقبع العاصمة البريطانية لندن في المركز الحادي والعشرين خلف مدينة اسطنبول التركية في المركز الرابع عشر.