واشنطن - أظهرت دراسة حديثة أن النبيذ الأحمر الخالي من الكحول يمكن أن يساعد على خفض ضغط الدم عند مَن يرتفع لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب. ووجد الباحثون في مستشفى "كلينيك أو بارشلونا" الإاسباني أن الرجال متوسطي العمر والمسنين الذين شربوا كميات معتدلة من النبيذ الأحمر يومياً لمدة 4 أسابيع سجّلوا انخفاضاً في ضغط الدم الإنقباضي والإنبساطي. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة غيما شيفا- بلانش، إنه "في سياق النظام الغذائي وأسلوب الحياة الصحيين، فإن الإستهلاك اليومي للنبيذ الأحمر الخالي من الكحول يمكن أن يساعد على منع ارتفاع ضغط الدم". وتبيّن ارتفاع أيضاً في مستويات أسيد النيتريك لدى من يتناولون هذا النبيذ، وهو جزيء في الدم كانت دراسات سابقة قد ربطته بتحسّن صحة شرايين القلب وخفض الضغط. وبلغ عمر المشاركين في الدراسة ما يزيد عن 55 عاماً، وكانوا إما مصابين بالنوع الثاني من السكري أو لديهم أكثر من 3 عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والشرايين، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وزيادة الوزن. وقاس الباحثون ضغط الدم ومعدل دقات القلب ومستويات أسيد النيتريك في الدم. وتبيّن أن انخفاضاً غير ملحوظ في ضغط الدم بعد أن شرب الرجال نبيذاً أحمر، لكن الذين شربوا نبيذاً أحمر خالٍ من الكحول سجّل لديهم انخفاض ملحوظ في الضغط. وجدير بالذكر أن عصير العنب الطبيعي يحتوي على مواد مفيدة لصحة القلب وغيره من أعضاء الجسم، وهي التي ينسبها البعض خطأً للنبيذ حصراً. وتحدثت الدراسات في السنوات الماضية عن عمل مركب ريسفيراترول على المستوى الجيني للوقاية من تكوين مركبات كيميائية ضارة على الشرايين وأيضاً في التأثير الصحي المباشر على خلايا عضلات القلب نفسها. وهو أحد مركبات فلافونويد في العنب، التي تعمل على نفس طريقة أدوية مثبطات تحول أنزيم أنجيوتنسين 2، وتستخدم شريحة واسعة جداً من مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم هذه الأدوية. وهي لا تعمل على خفض ضغط الدم فحسب بل للحفاظ على بنية صحيحة لعضلة القلب خالية من الترسبات التي تعيق قوة انقباضها وسهولة ارتخائها، ما يعني رفع قدرات الضخ لعضلة القلب وتخفيف حدة التضخم لها. وأكدت عديد الدراسات على دور مركب ريسفيرترول، في تحسين تدفق الدم، وتناغم حصوله إلى الدماغ. وكانت مجلة كيمياء الغذاء والزراعة الأميركية قد نشرت في أبريل/نيسان من العام الماضي نتائج تُؤكد دور تناول هذه المادة الموجودة في العنب وفي الفول السوداني على خفض نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تتجاوز 30%. وكانت مجلة التغذية الأميركية قد نشرت في أغسطس/آب من عام 2005 نتائج دراسة مدى استفادة النساء من تناول عصير العنب وليس النبيذ تحديداً كما قال الباحثون. وقالوا بأن تناول مطحون الزبيب المجفف بكمية 36 غراما يومياً الممزوج بالماء، لمدة أربعة أسابيع، هو أمر له فوائد جمة، على حد وصفهم، للقلب لدى النساء الذين أعمارهم تقارب أو تتجاوز سن اليأس. وشملت العناصر الإيجابية خفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار، وخفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وخفض نسبة مركبين كيميائيين يعملان على تسهيل تضرر الشرايين بالكولسترول. وذكروا مجموعة من المواد الكيميائية التي تتسبب بهذه التأثيرات الإيجابية والموجودة في العنب، لكنهم أكدوا على أن أهم التأثيرات في مجال الكولسترول هي التي تنتج عن مركب ريسفيرترول.