وعلى نجوميته اللامعة وبريقه الكروي اللافت، يمتاز النجم الهلالي مدثر الطيب (كاريكا) بأدب جم ودماثة خلق وتواضع يدفعك إلى اعتماده لاعباً مختلفاً وإنساناً مميزاً.. الهداف كاريكا اسم يتردد في عالم الكرة المحلية والإقليمية ولكنه بسيط بروعة السوداني الأصيل. لا أشجع كرة القدم كثيراً، ولكني معجب بطريقة ولمسات كاريكا حد الشغف، وأقر هنا بأن أداء كاريكا هو الذي قادني لمتابعة الموج الأزرق عن قرب، وجمعتني دعوة من الصديق د. مؤتمن معاذ صاحب شركة مؤتمن معاذ الطبية بالنجم الهلالي كاريكا في أمسية خالدة بضاحية الرياض الأيام الماضية، استطعت من خلالها الوقوف عن قرب على تجربة النجم الهلالي، وتعرفت على الفارق بينه والآخرين. الكابتن من خلال (الونسة) أبدى لباقة ودبلوماسية في الحديث تشبه سلوكه الرياضي داخل الملعب، بجانب إنسانيته العالية عندما حكى كيف ذرف الدمع في سوق الخضار بالسوق الشعبي حينما كان برفقة زوجته، وقال إنه عندما فرغ وزوجته من الشراء نادى باعة الأكياس البلاستيكية لحمل متاعه إلى المنزل، وعندما أتى الطفل بأكياسه سأله النجم عن سعر الواحد مما يحمل، فرد عليه بأن السعر جنيه، فأجابه كاريكا مازحاً: (ليه بي جنيه خليها خمسمائة)، فقال الطفل لكاريكا وهو لا يعرفه أو أظنه لم يكن يتوقعه في مثل هذا المكان: (يا عمك دايرين نتمها (6) جنيهات عشان نجازفها وندخل بيها كورة الهلال بكرة)، مما جعل كاريكا يجهش بالبكاء على طفل يحمل الشمس فوق رأسه والظروف القاسية على قلبه ليشهد المباراة داخل الاستاد ويشجع الموج الأزرق. وموقف آخر حكاه النجم كاريكا، يعكس عمق الوفاء للجماهير، وينم عن إنسانية متجذرة وإحساس مرهف، الإشارة التي أطلقها الكابتن في الهواء صوب الجماهير في مباراة الهلال وأهلي شندي الأخيرة والتي تحدثت عنها كثير من الأقلام الصحفية وتكهنات المشجعين، قال كاريكا إن الجمهور في تلك المباراة كان يشعر بضغط كبير، وعندما أحرزت الهدف الأول أشرت فيما معناه (بحبكم يا هلالاب)، وخاصة إلى ثلاثة مشجعين قال إنه يتعرف عليهم من خلال الأعلام التي يحملونها لكبر حجمها، وأوضح أن المشجعين الثلاثة تكبدوا نهار رمضان الحار وسبقونا إلى شندي لتشجيع ومساندة الموج الأزرق. ..(الونسة) دارت كما الكرة لتقترب من قضية النجم الهلالي هيثم مصطفى أو كما يحلو للبعض مناداته بالبرنس، فقال كاريكا: (كل الناس بتحب هيثم مصطفى)، وأبدى أمله في حل القضية على نحو ودي يعود بالبرنس إلى معانقة الملاعب وجماهيره المتعطشة لرؤيته داخل المستطيل الأخضر، وعندما تقترب أصابع اتهام الحاضرين إلى أن المدرب الهلالي وراء ما يحدث للبرنس ينجو بذكاء ودبلوماسية من خلق توتر بينه وغارزيتو ويقول: (إنتو رأيكم شنو)، ويقفز مباشرة إلى مدح الرجل وخطته التي يصفها البعض بغير الواضحة داخل الموج الأزرق، كاريكا يذهب إلى أن غارزيتو وضع لاعبي الهلال في مقدمة الرمح جميعهم، بحيث يمكنه اللعب بأي أحد في الفريق، الأمر الذي وضع اللاعبين في حالة نفسية جيدة ومتوازنة. كاريكا يقول إن النجومية ليست كلها سعادة كما يصفها البعض، فأحياناً قد تصنع المتاعب، وذكر أنه عندما أصيب في رمضان قبل الماضي وغادر إلى القاهرة تناقلت الأنباء الإسفيرية أن نادي المريخ سيأخذني في رحلة علاج إلى سويسرا، وعند عودتي للخرطوم كان الحديث على كل لسان حتى أصبت بالوهم. كاريكا صعد الفترة الأخيرة على قائمة هدافي الكرة السودانية وتجاوزها إلى العالمية. وأعلن الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء الرياضي في قائمة هدافي العالم للعام 2012م بنهاية يوليو الماضي صنف النجم مدثر كاريكا في المركز (32) على العالم برصيد (6) أهداف وقتها، منها هدفان مع المنتخب الوطني في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة وأربعة أهداف مع الهلال في مشواره الأفريقي. ويقول كاريكا إنه بصدد أرشفة كل الأهداف التي أحرزها على موقعه الإلكتروني. تكريم د. مؤتمن معاذ للنجم الهلالي كان لفتة بارعة من صديق ومعجب. وقال د. مؤتمن إنه معجب كثيراً بطريقة كاريكا وتحركاته في المستطيل الأخضر ولمساته، وأنه على علاقة وطيدة باللاعب ويتابعه عن قرب ومعجب حتى بتعامله الاجتماعي الراقي ونظرته الثاقبة لكيفية إدارة النجم لنشاطه وكنموذج مثالي للاعب السوداني المثقف.. وقال إنه مستعد لإنشاء قسم مختص بالأغذية مجاناً وبطاقم اختصاصي تغذية للموج الأزرق الذي طالما أمتع الشعب السوداني. الراي العام