القاهرة دخل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع عارف، في نقاش مطول مع الفنان عادل أمام حول مستقبل الفن في مصر. وقال عارف ل"الزعيم"، على هامش حفل الاستقبال الذي أقامه سفير السعودية بالقاهرة احتفالا بالعيد الوطني للملكة، إن الجماعة ليست ضد الفن الذي يتم تقديمه ب"صورة مشرفة". ويقول فنانون مصريون إن تصريحات المرشد تزيد من إثارة المخاوف أكثر مما تبعث على الاطمئنان. وقالوا عن مايريدونه من الإسلاميين بمختلف أحزابهم ومرجعياتهم هو موقف واضح لايقبل اللبس والتفسيرات ذات الأوجه المتعدد. ولم يقدم عارف ماهو المقصود تحديدا بالصورة المشرفة للفن الذي اشار إليه. ومؤخرا قال الناقد الفني عصام زكريا إن هناك لجنة داخل جماعة الإخوان المسلمين تقوم حاليا بمراقبة الأعمال الدرامية وتكتب تقارير عنها لمحاربتها فيما بعد. وتوقع زكريا "أن تشهد الفترة القادمة مزيدا من قضايا تكفير الفنانين، لا سيما أن النظرة المسيطرة على التيارات الإسلامية هي أن الفنانين مجموعة من العلمانيين الكفرة". وأكد زعيم الإخوان لعادل أمام أن "الله يحب مصر"، لذلك فهي لن تنهزم على الإطلاق على حد تعبيره. وقال "مصر هي الدولة الوحيدة المذكورة في القرآن الكريم والتوراة والإنجيل، وهذا دليل على أن الله يحبها وسيحفظها، فلا الهند ولا الصين ولا أي دولة أخرى مذكورة في الكتب السماوية". وأيد عادل أمام الذي استقبله عارف بترحاب شديد ووصفه ب"النجم الكبير"، ما قاله المرشد. وذكر واقعة فتح مصر على يد عمرو ابن العاص دون حروب، مؤكدا على أن هناك عدة وقائع تؤكد حفظ الله لمصر. كما تبادل المرشد العام للإخوان المسلمين الحوار أيضا مع الفنانة رجاء الجداوي وبعض سيدات المجتمع حول دور المرأة، حيث أكد لهن أن المرأة لها دور كبير في الحياة السياسية في مصر. وأثارت هيمنة الإسلاميين على الحياة السياسية وعلى وسائل الإعلام المصرية خشية الفنانين من تأثير تلك الهيمنة على حرية الرأي والتعددية الفكرية، وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها شيوخ محسوبون على تيار سلفي وتهجموا فيها على الفنانة إلهام شاهين٬ وعلى الفن بصفة عامة. وكان الفنان المصري عادل إمام نفسه، قد واجه القضاء المصري بتهمة ازدراء الدين الإسلامي التي أقامها ضده أحد المحامين المحسوبين على التيار السلفي. وفي أبريل/ نيسان أصدرت محكمة مصرية حكما بالسجن لمدة ثلاثة أشهر في حق "الزعيم" لاتهامه بالإساءة للدين الاسلامي في بعض أعماله الفنية، وتغريمه بكفالة مالية بقيمة 100 الف جنيه (نحو 16 ألف دولار) بسبب ما وصفته ب"ازدراء الدين الإسلامي وتقديمه لأعمال فنية تسيء للدين والاستهزاء بمرتدي الجلباب والحجاب والنقاب"، من بينها مسرحية "الزعيم" وأفلام "مرجان أحمد مرجان" و"الإرهابي" و"حسن ومرقص" و"طيور الظلام" و"الإرهابي والكباب" و"اللعب مع الكبار" وغيرها من الأعمال التي تناولت ظاهرة التيارات الدينية. وقضىالقضاء المصري لاحقا ببراءة عادل إمام من التهمة التي نسبت إليه. وأكد الفنان المصري بعد الإفراج عنهأنه يرفض ممارسة أية وصاية على الفن والإبداعقالئلا إن أي فصيل أو حزب سياسي لن يستطيع أن يغير من حب الشعب المصري للفن والفنانين. وكان رئيس مصر الإخواني محمد مرسي قد سعى بدوره، إلى طمأنة الفنانين المصريين العاملين في مجال السينما، بالتأكيد على أن الدولة ستظل خير ضامن لحرية الإبداع والفن والفكر ولحق الفنانين في تناول مختلف القضايا دون خطوط حمراء.