بوينس أيرس - غالبا ما تسمع النساء في الأرجنتين أثناء قيادتهن سياراتهن عبارة "إذهبي واغسلي الاطباق" وربما يكون ذلك جزءا من السبب وراء أن نسبة النساء لا تتعدى 20 في المئة من بين أكثر من 20 ألف سائق حافلة في بيونس إيرس وهي مدينة يسكنها أكثر من 12 مليون نسمة. إلا أن بعض النساء يحاولن بفعالية تغيير هذا المفهوم. وفي معرضها الذي يحمل عنوان (نساء وراء عجلة القيادة) تعرض المصورة سيسيليا إيستاليس النساء والمركبات بجانب مختلف ، مع مسحة من الثقة بالنفس ، حيث تقف سيدة شابة بجوار دراجتها الكهربائية الخضراء ، وأخرى تنحني بأريحية على سيارة فيات قديمة في ورشة. وتتذكر السيدة /30 عاما/ قائلة "الرجال عادة ينظرون تجاهي متعجبين وأنا أقود سيارتي الشيفرولية التي يعود تاريخ صنعها إلى سبعينيات القرن الماضي". وتضيف "كل يوم أسمع تعليقا جديدا". والواقع أن إيستاليس استغلت تجربتهافي التحيز لبني جنسها عندما قررت أن تبحث عن نساء راغبات في قيادة السيارات. فقيادة السيارات ظلت لفترة طويلة مقصورة على الرجال حسبما تشير. وتضيف "ومن الصعب تغيير هذا الوضع". علاوة على ذلك ، تواصل هذه المحاولة تأثيرها على مستويات كثيرة من الحياة في البلد الواقع في أمريكا الجنوبية التي لديها الآن سيدة في سدة الحكم هي الرئيسة كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر. ويقول متحدث باسم نقابة سائقي الحافلات "شركات الحافلات تقرر ما إذا كانت تستعين بنساء أم لا ". ويضيف "بالنسبة لكثيرين فإن هذه مهنة ذكورية ". وفي مترو الانفاق ، تتشابه الأشياء تماما وفقا لنقابة العمال حيث يوجد حاليا 30 سائقة للمترو. ومن بين إجمالي 3000 موظف في شبكة مترو الانفاق والمعروفة محليا باسم سوبتي هناك فقط 600 سيدة . ووفقا لمتحدث ، فإن النساء كانت لديهن فرصة فقط لتولي وظائف هامة في سوبتي مثل سائقة قطار طيلة 15 عاما. وفي السابق كن تقريبا يعملن في شبابيك التذاكر وتقدر سائقة عربة أجرة تدعى سيلفيا مازوليتي عدد زميلاتها في المهنة بأقل من 1% في بيونس أيرس . ويوجد حاليا 400 سائقة عربة أجرة. وتقول مازوليتي /52 عاما/إنها لا تشعر بالخوف من العمل في المهنة رغم أنها طوال فترة 25 عاما من العمل بالمهنة تعرضت للسرقة بالاكراه في سيارتها ثلاث مرات. وتقول "في أيامنا هذه في بيونس إيرس يمكن أن يحدث أي شئ لك في أي مكان سواء كنت رجلا أو إمرأة ، في المنزل أو البنك أو في الشارع". ويعتمد الظلم الواقع على النساء السائقات على العديد من التصورات الخاطئة بحسب إيستاليس وهي تؤكد أن "قيادة السيارات ليست مهنة من اختصاص الرجال فقط ". ورغم ذلك ، فان بيرثا بنز هي التي نجحت في عام 1888 في قيادة سيارة والسير بها لاول مسافة طويلة وكانت هذه السيارة من ابتكار زوجها وتقول إيستاليس "صوري الفوتوغرافية لا توضح فقط أن النساء يمكنهن قيادة السيارات. فهن يتخذن القرارات الخاصة بحياتهن ويتحكمن فيها".