شدد رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت على أنه سيمنع عودة بلاده إلى الحرب مرة أخرى مع أي من جيرانه، مؤكدا أنه لن يتنازل عن أي شبر من أراضي الدولة حديثة الاستقلال، وفي ذات الوقت حث البرلمان الذي سيبدأ اليوم مناقشة اتفاق التعاون بين جوباوالخرطوم على إجازته، معتبرا أن الاتفاقية التي وقعت في السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي ستخلق مناخا لحل كل القضايا العالقة بما فيها منطقة أبيي، في وقت طالب فيه متظاهرون خارج مبنى البرلمان ينتمون إلى عدد من الولايات إلى رفض اتفاق الترتيبات الأمنية والحريات الأربع. وقال كير في خطاب أمام البرلمان ومجلس الولايات أمس بثه التلفزيون الرسمي وبحضور دولي إنه سيمنع عودة الحرب إلى بلاده مع أي من جيرانها، مشيرا إلى أن شعب جنوب السودان عانى كثيرا من الحروب التي شهدها على مدى أكثر من «50» عاما مع السودان الشمالي تخللتها اتفاقيات مؤقتة، وقال إن الجنوب نال استقلاله وإن الوقت حان لتحقيق التنمية الاقتصادية ورفاهية الشعب، مشيدا باتفاق التعاون الذي وقعه مع نظيره السوداني عمر البشير في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقال إن اتفاق الحريات الأربع بين البلدين سيسمح للجنوبيين الذين لديهم أملاك في السودان بالاستفادة منها، مقدما شرحا مختصرا حول أهم بنود الاتفاقية، مؤكدا أن منطقة «الميل 14» تابعة لشمال بحر الغزال ولسكان «دينكا ملوال» وسيتم السماح لقبيلة «الرزيقات» من السودان بحق الرعي فيها كما كان معمولا به في السابق، وقال إن اتفاق الترتيبات الأمنية نص على أن تكون منطقة «الميل 14» منزوعة السلاح، وأضاف «أنا ووفد التفاوض لن نتنازل عن شبر واحد من جنوب السودان». واعتبر كير المظاهرات التي وقعت خارج مبنى البرلمان أمس وفي مدينة أويل عاصمة شمال بحر الغزال الأسبوع الماضي حق للشعب في التعبير عن آرائه في بلد ديمقراطي، لكنه استنكر من سماهم بالذين يصطادون في المياه العكرة ويقومون بالتحريض وبينهم من هو في الحكومة، وأضاف أن الحدود ستخضع لرقابة دولية، وقال إن قضية الحدود مع السودان لا يمكن حلها بالقوة أو التحريض بالحرب، وأضاف «نحن لم نتنازل عن مناطق هجليج - بانثو - وكافيا كانجي، وحفرة النحاس، بانبيس جودة وكاكا التجارية» وقال «لقد رفضنا تقسيم منطقة أبيي مع السودان ونحن متمسكون بالمقترح الذي قدمته الوساطة الأفريقية للطرفين ورفضته الخرطوم»، حاثا أعضاء البرلمان وشعب بلاده إلى دعم الاتفاقية للانطلاق إلى تحقيق التنمية والرفاهية والاستقرار للدولة ومع جيرانها. الشرق الاوسط