تتوافد جموع حجاج بيت الله الحرام اليوم، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اقتداء بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ليقضوا ليلتهم الأولى في المشعر المقدس، ترقبا ليوم الحج الأكبر الذي يبدأ فجر غد. ومن المرتقب أن يكتسي المشعر المقدس «منى» اليوم بالبياض، ويغشى صوت التلبية أفئدة الحجيج الصادحة ب«لبيك اللهم لبيك». وسيمضي الحجيج فور وصولهم مقار حملاتهم ومخيماتهم، يوما كاملا أعدت له القطاعات الحكومية والخاصة المعنية بالحج، حزمة خدمات وإمكانات وجهت القيادة السعودية بتنفيذها، ليتمكن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر في جو مفعم بالأمن والإيمان. وأكد اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن الهدف والخطة الرئيسية لكل الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن يتمثل في نقل ما يربو على مليوني حاج تقريبا، وذلك بعد اكتمال توافدهم إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وخاصة حجاج التروية الذين يبيتون في منى حتى اليوم التاسع. وقال التركي خلال المؤتمر الصحافي اليومي الأول لأعمال الحج في مقر الأمن العام بمنى: «تشير التقديرات إلى توجه 85 في المائة من الحجاج إلى منى»، فيما يتجه بقية الحجيج إلى عرفات. وأضاف اللواء التركي: «إن 24 في المائة من الحجاج سينتقلون بواسطة قطار المشاعر في أيام التروية والتصعيد، في حين سيتم نقل 34 في المائة من الحجاج بواسطة النقل الترددي عبر ثلاث مراحل، فيما يتم نقل باقي الحجاج ونسبتهم 42 في المائة عبر النقل التقليدي». وسيستخدم الحجاج ما يربو على 18 ألف حافلة تستقر حاليا في مكة والمشاعر، فيما سيتم منع السيارات الأقل من 25 راكبا من نقل الحجاج أو الدخول إلى المشاعر المقدسة. ولفت المتحدث الأمني إلى إجراءات إضافية يتم تنفيذها إلى جانب توفير المزيد من رجال الأمن لضمان القدرة على تنظيم الحضور في المسجد الحرام وأثناء الطواف والسعي في أوقات الصلوات. وأفاد بأن هناك خططا لمنع السيارات المخالفة من الدخول إلى المشاعر المقدسة، إلى جانب بدء منع دخول السيارات غير النظامية إلى المشاعر المقدسة منذ يومين تقريبا. وقال: «قد نشهد بعض محاولات الدخول للسيارات غير النظامية إلى المشاعر المقدسة، ولكن الخطة حازمة»، متمنيا من أصحاب السيارات التي تقل عن 25 راكبا والسيارات غير المرخصة لنقل الحجاج الابتعاد قدر الإمكان عن الطرق التي تؤدي إلى المشاعر المقدسة والمساهمة في تيسير وتسهيل عمليات النقل. ويأتي ذلك في وقت بلغ فيه حجم الإنفاق على المشروعات الجديدة التي نفذتها لحج هذا العام، أكثر من مليار ونصف المليار ريال، لتوفير المزيد من الخدمات والراحة لحجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء النسك، ولفت الدكتور سهل الصبان وكيل وزارة الحج للنقل والمشاريع بالمشاعر المقدسة، إلى شمول المشروعات الجديدة ربط منطقة «الشعبين» بمشعر منى ومنشأة الجمرات، الذي سيخدم 600 ألف حاج من الحجاج الواقعة مخيماتهم في تلك المنطقة، وقال: «تم تنفيذ مشروع ربط منطقة العزيزية والقادمين من مكةالمكرمة بمنشأة الجمرات، بالإضافة إلى توسعة الساحات الغربية للجمرات، إلى جانب مشروع نقل مجزرة الجمال والأبقار إلى منطقة الشرائع الواقعة إلى الشمال الشرقي لمشعر منى، مع إنشاء الطرق والخدمات الملازمة لها».
