بينما شل إعصار «ساندي» أمس الاثنين الحياة في أجزاء كبيرة من ولايات الساحل الشرقي الأميركي، بما في ذلك تجميد كل من الرئيس باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني لحملته الانتخابية، استغل أوباما الإعصار في إصدار أوامر لحماية المواطنين من تبعاته، وزار مركز مراقبة العاصفة. وقبل أسبوع من يوم التصويت، أظهر استطلاع رئيسي أن أوباما يتفوق على رومني بثلاث نقاط. وأمس الاثنين، أصدر البيت الأبيض سلسلة بيانات، منها أن أوباما عاد إلى واشنطن «لرصد إعصار ساندي». وقال بيان «يواصل الرئيس بانتظام الاطلاع على تطورات العاصفة. وأشرف على عمليات إدارة الطوارئ الاتحادية (فيما) في واشنطن. وأحاطه بآخر التطورات المدير كريغ فوغيت. واطلع الرئيس على المساعي المستمرة لتوفير الموارد والمساعدات، ودعم الحكومة الاتحادية للولايات والمسؤولين المحليين في المناطق التي يحتمل أن تتأثر». وأضاف البيان «وتلقى الرئيس معلومات عن العاصفة من المدير الوطني للإعصار، ريك كناب. وتكلم في ما بعد مباشرة مع المحافظين ورؤساء المقاطعات والبلديات في المناطق التي يتوقع أن تتأثر بالإعصار». وقال البيان «يظل الرئيس يتلقى تحديثات منتظمة عن العاصفة. ويواصل توجيه فريقه من المستشارين والخبراء للتأكد من أن جميع الموارد المتاحة متوافرة للولايات والمقاطعات والمدن المعنية». وخلال يوم أمس، أصدر البيت الأبيض سلسلة بيانات عن إعلان أوباما حالة الطوارئ في عدة ولايات ومقاطعات بسبب الإعصار. في الوقت نفسه، أظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن أوباما وسع الفارق الضئيل الذي كان يتقدم به على رومني، وقد بقي على يوم التصويت أسبوع واحد فقط. وحصل أوباما على نسبة 49 في المائة، مقابل 46 في المائة لرومني. والأسبوع الماضي، كان الفارق بينهما نسبة واحد في المائة. وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه، رغم أن ثلاث نقاط لا تزال، حسب التجارب الانتخابية، في نطاق غير المؤكد، فقد صار واضحا أن أوباما يتقدم. لكن، قالت نسبة 15 في المائة، حسب استفتاء «رويترز»، من الناخبين المسجلين، إنهم قد يغيرون رأيهم، ويصوتون للمرشح الآخر. وقابلت حملة أوباما بالسرور أخبار ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أول من أمس، بأن استطلاعا أجرته خلال الصيف في 21 بلدا أظهر أن أوباما هو المفضل خارج الولاياتالمتحدة. وتصدرت فرنسا الدول المعجبة بأوباما، حيث حظي بتأييد 72 في المائة من السكان. بينما كانت باكستان الدولة الوحيدة التي فضلت عليه رومني. وأيضا، قابلت حملة أوباما بالسرور تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي جان مارك أيرولت، عن أمله في إعادة انتخاب أوباما. وكان أيرولت يرد على سؤال لإذاعة «فرانس إنتر»، وقال إنه لو كان مواطنا أميركيا كان انتخب أوباما «من دون تردد». وأضاف «حتى لو كنا نتوقع من الولاياتالمتحدة في عدد من المواضيع الجرأة.. إذا أعيد انتخاب أوباما، آمل أن يعالج المسألة المهمة جدا المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وكان المرشحان ألغيا خططا لعقد مهرجانات انتخابية في ولايات أساسية تقع على مسار الإعصار ساندي. وأثر هذا على استراتيجيات خططا لها خلال أشهر للفوز بالمزيد من الأصوات في الأسبوع الأخير الذي يسبق الاقتراع. وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية فرجينيا، مارك وارنر، في تلفزيون «فوكس»: «سيثير الإعصار الفوضى في السباق». وبينما استمر المسؤولون في إصدار أوامر بترحيل أعداد كبيرة من المواطنين من مناطق الإعصار، نظر إلى ذلك المسؤولون في حملتي أوباما ورومني نظرة فقدان فرص كثيرة لزيادة الدعاية لكل مرشح. وكان أوباما، قبيل الإعصار، زار ولاية فلوريدا. لكنه اضطر إلى إرجاء مهرجانات في ولايات: فرجينيا، وأوهايو، كولورادو. وعاد إلى البيت الأبيض لإدارة الأوضاع الناجمة عن الإعصار. وكرر أوباما أن همه الأول هو «حماية المواطنين الذين يواجهون أخطارا محتملة». ورغم أنه لم يقل، فإن هذا كان تلميحا إلى أن اهتمامه لا ينصب في مثل هذه الظروف على مصيره السياسي الشخصي. وفي فلوريدا، في آخر لقاء جماهيري قبل الإعصار، قال مخاطبا عاملين في حملته الانتخابية «طبعا، أولويتي الأولى هي حتما التأكد من اتخاذ كل التدابير، وإتمام كل الاستعدادات، من أجل العائلات» الأميركية. على الجانب الآخر، ألغى رومني تجمعات انتخابية في ولاية فرجينيا، إحدى الولايات الأساسية المتأرجحة في السباق الانتخابي، وفي الوقت نفسه، المهددة بالإعصار. وأعلن المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، بول رايان، القلق على مواطني الولايات الواقعة على خط سير العاصفة، ورفع صلواته من أجلهم. وقال «دعونا لا ننسى مواطنينا الأميركيين هؤلاء». وقال ديفيد اكسلرود، كبير مستشاري أوباما، في تلفزيون «سي إن إن» إن الإعصار يمكن أن يؤثر على عمليات التصويت المبكر التي تعتبر مهمة، خاصة في ولايات مثل فرجينيا. وقال «واضح أننا قلقون حول إمكانية الوصول بحرية مطلقة إلى مراكز الاقتراع، لأننا نؤمن بأنه كلما شارك المزيد من الناس، زاد حظنا». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) إن الأعصار «يشكل خطرا على رومني. لا يقتصر الخطر على بروز الرئيس في موقع المسؤولية والقرار، بل يتعداه إلى إمكانية إغراق رسالته (رومني) الختامية في نهاية حملته مع هيمنة أخبار الأعصار على التغطية الإعلامية على مدى أيام». لكن، قال مستشار رومني، كيفن مادن، إن المرشح الجمهوري بعث «برسالته الختامية» إلى الأميركيين المقيمين على مسار الإعصار، وإنه قال لهم إن «سلامة الناخبين، وعائلاتهم، هي الآن الأهم». وأضاف «لا أرغب إطلاقا في أن أكون سخيفا وأتحدث عن السباق الانتخابي حين يكون لدينا هذا العدد الهائل من المواطنين الذين سيواجهون عواقب الإعصار». وأمس، تلقى رومني أنباء سارة لأن استطلاعا أوضح أن الفرق بين المرشحين في ولاية أوهايو يكاد يكون معدوما. وأيضا، حصل رومني على تأييد صحيفة «دي موين ريجستر» في ولاية أيوا، التي كانت شهدت انطلاقة حملة أوباما للانتخابات الرئاسية عام 2008. غير أن استطلاعا في ولاية فرجينيا أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «إيه بي سي» أظهر تقدم أوباما بأربع نقاط، وغير نتيجة استطلاعات سابقة عن تقارب بين المرشحين في الولاية. ونفى رئيس الحزب الجمهوري، رينس بريباس، في تلفزيون «فوكس»، ادعاءات الديمقراطيين بأن التقدم الذي حققه رومني بعد المناظرة الأولى بدأ يتبدد. وأكد أن بعض الولايات الأساسية، مثل أوهايو وويسكونسن، بدأت تميل نحو المرشح الجمهوري. وأمس، أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» تأييدها لإعادة انتخاب أوباما. وقالت الصحيفة العريقة إن دعمها لأوباما بدلا من خصمه الجمهوري رومني له عدة أسباب، بينها: أكبر إصلاحات أدخلت على نظام العلاج الصحي منذ سنة 1965، ونجاحه في منع حصول انكماش اقتصادي كبير، وإنهاؤه الحرب في العراق. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها «أبدى أوباما وإدارته تصميما على مطاردة قيادة (القاعدة)، بما في ذلك قتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن»، وإن «رومني قال إنه كان سيصر على إبقاء آلاف الجنود الأميركيين في العراق». وأوضحت الصحيفة أن أوباما سيقوم بتعيين شخصية واحدة على الأقل في المحكمة العليا، إذا أعيد انتخابه، معتبرة أن «مستقبل أعلى محكمة مرتبط بالتوازن في هذه الانتخابات، وأيضا، الحرية المفيدة للنساء الأميركيات، والمساواة في الحقوق للجميع». وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن أوباما كان عين خلال ولايته القاضيتين الليبراليتين إيلينا كاغان، وسونيا سوتومايور، في المحكمة العليا، مما قوى موقف الليبراليين، بينما لا تزال المحكمة تحت سيطرة المحافظين وحلفائهم وسط أعضائها التسعة. من جهتها أعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية عن إلغاء رحلاتها المتجهة من الرياضوجدة إلى واشنطنونيويوركبالولاياتالمتحدة الأميركية والمجدولة أمس واليوم، على أن تستأنف غد الأربعاء. الشرق الاوسط