بعد التقدم والتطور الكبير في طائرات الاستطلاع الهجومية من دون طيار، التي يمكنها منذ أكثر من عقد، شن هجمات صاروخية بكل أنواع الصواريخ جو أرض، تعكف البحرية الأميركية على قطع خطوة أخرى نحو استخدام قوارب الاستطلاع الهجومية. وعدا عن كونها قوارب استطلاع يمكنها إطلاق الصواريخ على أهداف مختلفة، فإن هذه القوارب البالغ طولها 36 قدماً تعمل من دون ربان أو طواقم بحرية. وأطلقت البحرية الأميركية على هذا النوع من القوارب اسم مشروع "زوارق الاشتباك السريعة غير المأهولة" USV PEM، وتهدف إلى مواجهة التهديدات التي تشكلها الخطط الحربية الإيرانية في منطقة الخليج. وقال نائب مدير برنامج الحرب البحرية الخاصة في القوات الأميركية مارك موزيس: "لقد جاء تطوير المشروع رداً على التطورات العالمية الأخيرة التي زادت من المخاوف بشأن هجمات الزوارق الصغيرة السريعة، وكذلك التهديدات التي أشارت إليها الدراسات الصادرة مؤخراً التي أجرتها قيادة تطوير الحرب البحرية". وأوضح موزيس أن الدراسة تحدد بدقة مدى فاعلية هذه الهجمات ضد سفن الإمداد وإعادة التزود بالوقود والسفن الحربية الكبيرة"، وفقاً لما ذكرته صحيفة الاندبندنت البريطانية. وأشار إلى أن التقنية المستخدمة في هذه الزوارق غير المأهولة تتيح قدرات مكافحة الهجمات الإرهابية التي ينفذها "إرهابيون" باستخدام زوارق صغيرة وسريعة بأقل التكاليف الممكنة. ويبدو أن البحرية الأميركية تنوي توظيف أسطول من هذه الزوارق لتنفيذ أعمال الدورية التي تقوم بها السفن الحربية الكبيرة في المياه الدولية، لتشكل درعاً واقياً لهذه السفن من الهجمات الإرهابية أو الانتحارية بواسطة زوارق صغيرة مفخخة. وتعمل الزوارق السريعة غير المأهولة من خلال محطة تحكم توجد في مقر على اليابسة، شبيهة بغرف التحكم بطائرات الاستطلاع الهجومية من دون طيار، وتستخدم وسائل الرؤية الليلية وكاميرات تعمل بواسطة الأشعة تحت الحمراء، لمتابعة ورصد ومهاجمة الأهداف بواسطة صاروخ أو سلاح رشاش بعيد المدى يتم نصبه على الزورق. ويقول الخبراء إن من السهل تركيب محطات أو غرف التحكم بهذه الزوارق على متن السفن الحربية الكبيرة. وكانت البحرية الأميركية أجرت اختباراً ناجحاً الأسبوع الماضي لهذا الزورق، حيث قام بتنفيذ كل الأعمال العسكرية المنوطة به وإصابة الهدف المحدد له في مسافة تصل إلى ميلين.
