أوصى المتحدثون في منتدى تداعيات العدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك على أهمية دعم القوات المسلحة لمجابهة أي عدوان خارجي وتأهيل الدفاع الجوي خاصة وإعادة النظر في الإستراتيجية الإعلامية للبلاد لضمان وجود خطوط حمراء لوسائل الإعلام في النشر وتقوية الجبهة وعقد تحالفات لحسن الجوار خاصة مع مصر وعقد تحالفات مع دول أو منظمات لضمان تأمين وحماية البلاد وتوفير المعلومات الموثوقة للمواطن في كل القضايا. وأكد د. الفاتح عثمان في المنتدى الذي نظمه مركز الراصد للدراسات الإستراتيجية والسياسية اليوم ضرورة الموازنة في مناصرة السودان لبعض الجهات وحماية مصالحه وأمنه وقال إن السودان ظل يتعرض للاستهداف الإسرائيلي كنتيجة حتمية لمواقفه في مناصرة القضية الفلسطينية ومشاركته في حروب المواجهة منذ العام 48 مبيناً أن ذلك أفقده العديد من علاقاته مع دول غربية كبريطانيا وفرنسا وأمريكا وأبان أن عقيدة إسرائيلي مبنية على الهجوم الاستباقي على أي جهة تمثل خطر على أمنها، مشيراً إلى عدوانها المستمر على لبنان والأردن والاغتيالات التي نفذتها ضد مجموعات المقاومة في تونس ولبنان. وأوضح أن السودان تعرض للعدوان الإسرائيلي (5) مرات إلا أن إسرائيل لم تستطع من ضرب إيران رغم دعمها المقاومة الفلسطينية وذلك لامتلاكها قوات ردع ووجودها على مضيق هرمز منحها المناعة واستعرض دور السودان في حروب المواجهة والخسائر المادية والاقتصادية التي لحقت به نتيجة لذلك الدور الجهادي. وأكد أن السودان يحتاج لإعادة ترتيب البيت من الداخل وإعداد إستراتيجية خاصة بالدفاع ، مشيراً إلى أن التضارب في تصريحات المسؤولين في حادثة العدوان الإسرائيلي يوضح هنالك فجوة في التنسيق بين أجهزة الدولة بشكل معيب، مبيناً أن على الدولة معالجة هذا الخلل وإعادة ترتيب البيت من الداخل. من جهته أوضح اللواء (م) عباس إبراهيم شاشوق أن العدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك لإضعاف قدرة القوات المسلحة وتفكيك الدولة وبمثابة رسالة ولفت نظر السودان للحد من معاونته ومناصرته لحماس وأشار إلى أن السودان يمثل العمق الأمني المائي في إستراتيجية تأمين البحر الأحمر وألمح أن العدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك يحتم على الدولة ضرورة دعم وتأهيل الدفاع الجوي، وأكد أن الصمت العالمي وعدم إدانة الهجوم الإسرائيلي على السودان يحتم علينا مراجعة علاقاتنا الخارجية والنظر لأهمية التحالف مع دول أخرى في عالم تسوده التحالفات. وأوضح بروفيسور محمود حسن أحمد الباحث في القانون الدولي والعلوم السياسية أن إسرائيل أصبحت مهتمة بأفريقيا رغم أنها في العام 48 لم يكن لها أي وجود على البحر الأحمر وأشار إلى مقاطعة أكثر من 25 دولة أفريقية لإسرائيل بعد اتفاق كامب ديفيد إلا أن إسرائيل استطاعت اختراق العزلة وطبعت علاقاتها مع العديد من تلك الدول في إشارة إلى أن لن تصبح ملكية أكثر من الملك بعد التطبيع العربي وقال إن إسرائيل أصبحت تهاجم السودان رغم أنه لا يملك حدود معها وألمح أن الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر سيتعاظم لتأمين وجودها . وأشار العميد (م) حسن بيومي إلى أن العدوان الإسرائيلي جاء نتيجة حتمية لتفشي الجواسيس في البلاد ويوضح أن السودان أصبح دولة مكشوفة. وقال السفير صلاح محمد إن إسرائيل لديها إستراتيجية لتمزيق المنطقة وتساءل لماذا لا يقف السودان في الحياد في الصراع بين فتح وحماس وألمح إلى أن السودان لم يلتزم موقف متوازن في مناصرة البعض خصماً على مصالحه وأمنه.