ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود لإثارة الجدل: (بحب البنات يا ناس لأنهم ما بظلموا وما عندهم الغيرة والحقد بتاع الرجال)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر النفاق !!
نشر في الراكوبة يوم 22 - 11 - 2012

( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)
صدق الله العظيم
لا أعتقد أن أحداً- ولا أكثر الناس سوء ظن بالاخوان المسلمين- كان يخطر بباله أنهم بعد كل ما فعلوا بالشعب السوداني، وما ولغوا فيه من دماء الأبرياء، وما لوثوا من شرف الحرائر، وما نهبوا من أموال اليتامى المساكين، وما فاح من فسادهم حتى أزكم الانوف، وتحدث عنه القاصي والداني، أنهم بعد كل ذلك، سيجتمعوا، وينفضوا، وينهوا مؤتمرهم، الذي شغلوا به الناس، دون أن ينقدوا أنفسهم، أو يدينوا أي فرد منهم، على كل الكوارث الماحقة، التي احدثوها خلال ثلاثة وعشرين عاماً من حكمهم المشؤوم !!
لم يدينوا أنفسهم على فصل الجنوب !!
ولا على آلاف الذين قتلوا، واحرقت قراهم، وأغتصبت نساءهم، ومئات الآلاف الذين شردوا في دارفور!!
ولا الذين ضربوا بالطائرات، واحصروا في قمم الجبال، ومنعت عنهم الإغاثة ليموتوا جوعاً، في جبال النوبة والنيل الأزرق!!
ولا على مجازر العيلفون، وكجبار، وبورتسودان!!
ولا على تعذيب المعتقلين السياسيين في بيوت الأشباح !!
ولا على ضرب النساء، واغتصابهن في مكاتب الأمن !!
ولا على ضياع تراب الوطن، بسبب الاحتلال المصري لحلايب، والاثيوبي للفشقة !!
ولا على انتقاص سيادة الوطن، بسيطرة القوات الدولية في دارفور، وفي أبيي، وضربات اسرائيل المتكررة !!
ولا على الفقر والجوع، تدهور الإقتصاد، وغلاء المعيشة، وارتفاع الاسعار اليومي، وتفشي البطالة !!
ولا على إنتشار الأيدز، والسرطان، والفشل الكلوي، وقفل مراكز غسيل الكلى، وعدم وجود الدواء وتدهور المستشفيات !!
لم يذكروا أخطاءهم، ولم يعدوا بالمراجعة، والمحاسبة، ولم يتحدثوا عن واجب حركتهم الإسلامية في رفع المعاناة عن الشعب، أو يعدوا الشعب بتحسن الوضع في المستقبل، بل كان همهم هو خداع أنفسهم،وخداع الشخصيات التي دعوها لمؤتمرهم، من الاخوان المسلمين الآخرين .. إن حال الوطن قد عبرت عنه أحدى أعضاء جماعتهم فقد جاء ( البرلمان: ميادة صلاح
طالبت عضو البرلمان د. عائشة الغبشاوي بمحاسبة المفسدين وإعادة أموال الشعب لمحاصرة ومكافحة الفقر الذي أشارت إلى أنه يهدد البلاد بمجاعة وأشارت الغبشاوي في جلسة البرلمان أمس حول مناقشة الخطة الخمسية إلى أن بعض الأسر تأكل الطين لتسد الجوع، وأضافت أنها دفعت بالأمر لرئيس الجمهورية وفيما أقر برلمانيون بتدهور مريع بالجامعات كشفت الغبشاوي عن هجرة 345 أستاذاً جامعياً من جامعة أم درمان الإسلامية، وقالت بأن الأستاذ الجامعي مهدد بالتسول بعد نهاية خدمته)(الراكوبة19/11/2012م ).
ولقد خاطب أمينهم العام، الأستاذ علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية، المؤتمر قائلاً :(نُحب أن نؤكد موقف الحركة الإسلامية الثابت، المؤسس على مبادئها المُحكمة، إنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ، ونُذكِر بقول الله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" وبلادنا مليئة بالأعراق والقبائل ولن يجمعنا ويرد عنا خطر التمزق العرقي والقبلي إلا الإسلام بما فيه من وحدة للعقيدة ووحدة للشريعة والهدف، وما فيه من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأدب السنة الذي تربينا عليه جميعاً، فيكون ذلك ترقية لنا من وهاد الخصومات القبلية والجهوية إلى رحاب الأخوة الإسلامية الحقة)(سونا 16/11/2012م). وقبل هذا الحديث بأيام، كانت الصحفية الأستاذة سمية إسماعيل ابراهيم هندوسة، التي اختطفها رجال الأمن من قرب منزلها، وغطوا وجهها، ووضعوا أقدامهم على رأسها، تئن تحت ركلات أحذيتهم، قبل أن يكووا جسدها، بالمكواة الكهربائية !! ثم ضربت وشتمت بألفاظ نابية، وبذيئة، وقالوا لها"إنتي خادم وبنت حرام وأهلنا هجنوا امك ودا ما شعرك نحن دايرين شعرنا"، ثم حلقوا لها شعرها، وسخروا من ألمها وكرروا سبّها بعبارات يندى لها جبين الرجل الكريم .. لقد كانت ألفاظهم تنضح بالعنصرية، والبذاءة التي لا تليق حتى بالصعاليك، دع عنك رجال حفظ الأمن، في حكومة تقودها جماعة، تزعم أنها إسلامية، وتبلغ في نفاقها، أن يحدثنا أمينها، عن بعدها عن العنصرية والقبلية، بمثل ما خاطب به مؤتمرهم البائس.(راجع فيديو حديث هندوسة بالراكوبة 16/11/2012م).
وبينما كان الرئيس عمر البشير، يخاطب المؤتمر، ويقول عن تجربة حكمه، أنها (تستلهم مبادئ الإسلام ومقاصد شريعته السمحاء، بناءاً لنظام حكم اساسه كرامة الإِنسان وبسط الحريات واقامة العدل وتحقيق الشورى)(الراكوبة 16/11/2012م)، كانت مجموعة من طلاب المدارس الثانوية قد أعتقلت، بسبب خروجهات في مظاهرة سلمية في الفاشر، وتم ضربهم، وإساءتهم بإقذع الالفاظ، ثم قاموا بتشويه أجسادهم، بحرقها ب(موية نار) حتى تسلخت جلودهم، وتساقط لحمهم !! وهؤلاء الطلاب هم: أبو القاسم محمد إسماعيل، ومحمد الفاتح محمد آدم، وعايد عبدالله، ونزار الفريع، ومحمد بلة محمد، وأحمد عوض، وعمار عبد الله تيراب. وحين حاولت أسرهم فتح بلاغات جنائية ضد جهاز الأمن، رفضت السلطات ذلك، وهددتهم، بل أن احد ضباط جهاز الأمن، قال لأسر هؤلاء الطلاب، لا أحد يحق له محاسبة الاجهزة الأمنية، وتحديد طبيعة عملها، وان لا رقيب على الأجهزة الأمنية، غير الله سبحانه وتعالى !!(أقرأ إفادة الطلاب وأنظر صورهم والحريق على أجسادهم في الراكوبة 17/11/2012م) ثم تأمل كيف زج الرئيس بالشريعة السمحاء، والحريات، وكرامة الإنسان، في مستنقع تجربتهم الآسن.. وكيف زج رجل الأمن القمئ، وهو يرفض محاسبة جهاز الأمن، ويحرق أجساد الطلاب ب (موية النار)، بالله سبحانه وتعالى، وسط عباراته الاستبدادية الكريهة !!
لقد كشف مؤتمر الاخوان المسلمين، الذي عقد في الخرطوم في 14-17نوفمبر الجاري، نفاق تنظيمهم على المستوى الدولي. فقد جاءوا من مشارق الارض ومغابها، من الدول العربية، والإسلامية، والأوربية، ليشيدوا بحركة الاخوان المسلمين السودانية، لا لشئ إلا انها قد وصلت الى السلطة !! ولأن الدين النصيحة، وان الاخوان المسلمين لا دين لهم، لم ينصح أحدهم حركة الاخوان السودانية، بأن وصولها للسلطة عن طريق الإنقلاب العسكري، أمر مفارق للاسلام.
ولا يمكن ان يكون كل قادة الاخوان المسلمين، الذين حضروا المؤتمر، لم يسمعوا بما حدث من مجازر في دارفور، وفي جبال النوبة، والنيل الأزرق، فلماذا لم يلوموا اخوانهم على تقتيل المسلمين، من ابناء وطنهم، لينفردوا بالسلطة والثروة، دون شعبهم ؟! وهؤلاء الاخوان المسلمون يعلمون ان السودان بلد غني بأراضيه، ومياهه، وموارده الطبيعية، ولكنه أصبح، الآن، وتحت حكم اخوانهم، من افقر بلاد العالم، واصبح شعبه الذي سبق سائر الشعوب العربية، في التقدم والحضارة، ضعيفاً، ومستضغفاً، يعيش سائر اهله تحت خط العوز، والملايين من ابنائه، يعانون بين معسكرات اللجوء، والنزوح، ومنافي الاغتراب.. فلماذا لم ينكر أحدهم هذا الوضع، ويقول لاخوانه كيف حولتم حكم الله، إلى شقاء العباد، بدلاً من رخائهم وراحتهم ؟!
هل تريدون الحق ؟؟ إن الاخوان المسلمين، إينما وجدوا، فهم ضد الحرية، وضد الديمقراطية، ومع القهر والتسلط والدكتاتورية، ولكنهم يخفون هذا الوجه القبيح، تحت دعاوى عريضة، من مناصرة المظلومين، والتمسك بالديمقراطية .. ولكنهم في غمرة حماسهم، فرحهم، ومهرجاناتهم، التي يتعاطون فيها النفاق، تسقط جميع اقنعتهم !!
لقد حيّا د. محمد بديع، مرشد جماعة الأخوان المسلمين بمصر، الحاضرين بتحية مصر الثورة ومصر الحرية !! ثم تحدث طويلاً، دون ان يشير الى عدم رضا حركة الأخوان المصرية، عن طريقة وصول حركة الاخوان السودانية للحكم. وهاجم أسرائيل، لأنها قتلت بعض الفلسطينين في قطاع غزة، وهاجم بشارالأسد لقتله السوريين، وترحم على الذين قتلوا من المسلمين في بورما، وبنغلاديش، ولم يذكر السودانيين، الذين كانوا اثناء حديثه، يقتلون بواسطة الحكومة السودانية، التي اشاد بها، في جبال النوبة، والنيل الأزرق !! فأي نفاق هذا ؟! ولماذا طالب الحاضرين، بأن يتوحدوا ضد اسرائيل، ولم يطالب د. محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر، وزميله في تنظيم الاخوان المسلمين، بقطع العلاقات مع اسرائيل أولاً قبل محاربتها ؟! (راجع اليوتيوب بالانترنت).
وحين تحدث الشيخ علي البيانوني، ممثل الاخوان المسلمين السوريين، كان بادئ التأثر، وتحدث بغضب، عن دكتاتورية نظام بشار الأسد، وكيف أنه قتل حوالي ثلاثين ألف سوري حتى الآن، وابدى أسفه عن صمت العالم، عن المجازر التي فعلها نظام الأسد الدكتاتوري (تلفزيون السودان مساء 17/11/2012م). ولعل الشيخ قد دهش، لأن قادة الاخوان المسلمين السودانيين، والذين كانوا يتصدرون المقاعد الأمامية، لم يظهر عليهم التأثر لحديثه!! فهل تراه يعلم أن اخوانه هؤلاء قتلوا حوالي 250 ألف مواطن في دارفور وحدها، وأن الاسد حتى الآن لم يفعل عُشر ما فعلوا !! أكثر من ذلك!! أنهم كانوا مؤيدين للأسد، وارسلوا أحدهم ممثلاً لوساطة فاشلة، من خلال جامعة الدول العربية.. وأن العرب الذين يلومهم على صمتهم عن مجازر الأسد، قد قاموا على الأقل بنقل جرائمه في فضائياتهم..ولكنهم لم ينقلوا مجازر دارفور، ولا المجازر التي تجري الآن في جبال النوبة والنيل الازرق، ولم يتحدثوا عنها، بل أن الاخوان المسلمين، قد جاءوا من كل الدول، يهنئون النظام الدكتاتوري، الذي ارتكب كل هذه الجرائم، بما فيهم الشيخ السوري نفسه !!
أما السيد خالد مشعل، أمين حركة حماس، فقد طالب (الدول العربية أن تتخلص من أي دكتاتور يحكمها لتمضي في طريق الحرية والديمقراطية واستقلال القرار على غرار ما حدث في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا)(حريات 16/11/2012م). لماذا صمت مشعل عن دكتاتورية عمر البشير، ولم يقم دكتاتور في كل الدول التي ذكرها، بتقسيم بلاده وتقتيل أهلها مثله ؟! ثم ألم يكن مشعل مؤيداً لبشار الأسد، ومتعاوناً معه، حتى وقت قريب ؟! أليس هو من ضمن محور ايران والأسد، والذي لحق به السودان مؤخراً تحت حكم البشير؟! هل يظن مشعل، أنه بمثل هذا النفاق، الذي يجعله يثني على جماعة مجرمة، باسم الإسلام، يمكن ان ينتصر على اسرائيل ؟!
لقد كان من الممكن للاخوان المسلمين السودانيين، ان يعقدوا مؤتمرهم بعضويتهم السودانية، ويركزوا على قضاياهم الداخلية، دون دعوة تنظيمات الاخوان من جميع انحاء العالم .. ولكنهم ظنوا أن تورطهم، وتصعيد المواجهة ضدهم، وخلافاتهم الداخلية، وهزيمة تيار الإصلاح الذي يرفض الدخول في محور إيران على حساب العلاقة مع دول الخليج، يقتضي التصعيد بتحالفات إقليمية، ودولية، والانضمام لمحاور خطيرة، ذات مطامع، ومشروعات، تهدد الأمن القومي لدول مجاورة.
ولما كان المشروع الاسلامي الدولي هذا، يتآمر على دول المنطقة، فإنه يتوقع إدانة من المؤسسات الدولية، ولهذا بادر الامين العام للحركة الإسلامية السودانية، بإعلان رفضهم للشرعية الدولية.. فقد جاء (وقال طه لدى مخاطبته الجلسة الختامية للمؤتمر العام الثامن بحضور الرئيس عمر البشير بقاعة الصداقة أمس: "لابد من رفع الراية الآن، ورفع الصوت كما الأذان لا عن حماسة ولا عن شعارات"، وهتف: "كفانا ذلاً.. وكفانا هواناً.. الله أكبر"... وتعهّد طه بتحريك طاقة الشعوب الإسلامية لخدمة الإنسانية وتكوين نظام إسلامي عالمي جديد، وقال: "لا للأمم المتحدة.. لا لمجلس الأمن.. لا لمجلس الإذلال"، وأضاف: "الإسلام قَادمٌ من السودان ويتقدم من ليبيا وقادم من سيريلانكا.. قادم من كل الأمة وتحت راية الإسلام فنحن الشهداء ونحن القضية"(صحيفة الرأي العام 18/11/2012م). هذا حديث السيد نائب رئيس الجمهورية، فهو يرفض الأمم المتحدة، ويرفض مجلس الأمن، مع أن دولته عضوة بهما، ولم تنسحب منهما !! ثم هو يزعم ان صراخه هذا، ليس مجرد حماس وشعارات، فما هو إذن ؟!
وكأول رد فعل على مؤتمر الاخوان المسلمين بالسودان، جاء (هاجم الفريق ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى، المرشد العام للإخوان، قائلا إن الدكتور محمد بديع من السودان يعلن العداء لدول الخليج التى يأمل أن يجرف نهر ثورته أنظمتها... وأوضح خلفان أن أخطر ما فى المؤتمر كلمة مرشد الإخوان التى أعلن فيها بوضوح عن استراتيجية التنظيم دون اكتراث من أحد، مضيفا: “خطاب مرشد الإخوان المفلسين فى السودان سيجعل الأجواء العربية مكفهرة")(حريات-وكالات16/11/2012م). وعن رد الأخوان المسلمين السودانيين جاء (انتقد د. نافع حديث مدير شرطة دبي بدولة الإمارات المتحدة بأن مؤتمر الحركة الإسلامية في السودان يعتبر مهدداً لأمن دول الخليج، وقال: نحن نعتبره رأياً، وإن الذي يخشى الإسلام ليس له من وسيلة ليصحح بها أخطاءه لأنه مصحوب بأفكار مزعجة له شخصياً، وقال: لا أرى في المؤتمر مفسدة لعلاقاتنا مع دول الخليج ولا العالم العربي)( صحيفة الرأي العام18/11/2012م). أنظر الى مثل عنجهية السيد مساعد رئيس الجمهورية الفارغة، حين يصف الفريق ضاحي خلفان، بأنه يخشى الإسلام !! ولو كان صادقاً، لقال أنه إنما يخشى تآمر حركة الاخوان المسلمين، على استقرار بلاده، وزعزعة امنها، والإستعانة عليها بعدوات اقليمية، لا تتورع حتى من الإغتيالات السياسية . إن رأي د. نافع هذا، يمثل بحق حكومته، ويؤكد مدى قدرة نظامه، على إفساد العلاقات مع كل دول الجوار.. ولكنه، لحسن التوفيق، لا يمثل رأي الشعب السوداني، فقد نشر السودانيون المقيمون بدول الخليج، بياناً، في كافة المواقع الإلكترونية، جاء فيه (الى / حكومات دول مجلس التعاون الخليجى
نحن مجموعة من الناشطين المدنيين السودانيين المقيمين بدول الخليج العربى نعلن عن أسفنا على ما قامت به الحكومة السودانية الممثلة فى جماعة الاخوان المسلمين (المؤتمر الوطنى ) من تبنيها لعلاقات مشبوهة مع جمهورية ايران الاسلامية التى جعلت من السودان بؤرة من بؤر الارهاب الدولى و ساحة من ساحات تصفية الخصومات السياسية بين دول المنطقة والتى ليس للشعب السودانى مصلحة فيها، ونعلن باسم المواطنين السودانيين المقيمين بهذه الدول من عمال وموظفين و رجال اعمال ومستثمرين ان كل ما تقوم به الحكومة السودانية بقيادة هذه الجماعة الاخوانية لا يمثلنا فى شئ ولا يعبر عن رأينا باى حال من الاحوال. وكل نهج تنتهجه هذه الحكومة الاخوانية يعتبر تصرف و سلوك معزول عن توجه المواطن السودانى الفرد الذى يوجد فى داخل وخارج السودان)(حريات 17/11/2012م).
إن مؤتمر الأخوان المسلمين السودانيين، قد جاء مخيباً لآمال كثير من قاعدتهم، واصدقائهم، الذين كانوا يظنون انهم سيحاسبون أنفسهم، ويعتذرون لشعبهم، ويصلحون من أمر حركتهم، وينشغلوا باخطائهم، عن التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، والتصعيد للاستقطاب الاقليمي والدولي. ولكن الله تعالى، أراد لهم المزيد من الإفتضاح والخزي، كما قدر عليهم الخلاف والتنازع، وزاد بنفاقهم هذا أوزارهم، وباعد بينهم، وبين ما يدعون من الإسلام، إقرأ إن شئت قوله تعالى ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ )صدق الله العظيم.
وأصدر رئيس المؤتمر الطيب ابراهيم (سيخة) بياناً مساء الجمعة يطمئن الدول الخليجية بأن (الحركة الإسلامية تحترم سيادة الدول ورغبات الشعوب) وانها تتجنب (الدخول في أي محاور أو برامج إستقطاب يمكن ان تؤثر في إستقرار المنطقة )(حريات 19/11/2012م) .
د. عمر القراي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.