لندن – عادت بوليساريو من جديد الى التمسك بمطلب "الاستفتاء على تقرير المصير" الذي يتناقض مع مطالب ابناء الصحراء المغربية وتجد فيه القوى الدولية خيارا غير قابل للتطبيق، وبعد ان عززت الرباط من موقفها الداعي الى حكم ذاتي موسع. واكد الخاطري الدوه رئيس وفد بوليساريو للتفاوض مع المغرب الاحد في الجزائر، انه لا يمكن حل قضية الصحراء المغربية من دون تنظيم استفتاء لتقرير المصير لسكان هذه المنطقة. وقال الخاطري في لقاء صحافي "لا يمكن تصور حل (لقضية الصحراء المغربية) خارج حل يتعلق بتنظيم استفتاء حر وعادل ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي"، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الجزائرية الحكومية. واعتبر "ان مشروع الحكم الذاتي المغربي لا يمكنه ان ينجح". وتأتي تصريحات الخاطري بعد جولة للمبعوث الخاص للامم المتحدة للصحراء المغربية كريستوفر روس الى المنطقة زار خلالها الرباط بعد ان سحبت ثقتها منه. ويرى مراقبون ان المغرب الذي سحب ثقته من روس ولم يمانع في زيارته، اراد ان يجذب المبعوث الدولي الى وضع محايد، ليتمكن من الاطلاع على توضيحات ونقاط رئيسية في ملف الصحراء، كانت غائبة عنه. واستطاعت الرباط، بحسب المراقبين، ان تتيح لروس رؤية الملف من جميع جوانبه بدلا من التركيز على مقاربة بوليساريو والجزائر. واعاد المغرب الصحراء قبل 37 عاما ويطرح حكما ذاتيا واسعا فيها تحت سيادته. لكن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) تطالب مدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. وكان روس، قام في بداية تشرين الثاني/نوفمبر بجولة في بلدان المنطقة واوروبا، قبل عقد جولة جديدة من المباحثات في نيويورك بين اطراف النزاع دون التوصل الى نتيجة. واعلن روس الذي وصف الملف بانه "مثير للقلق الشديد" في ضوء الوضع البالغ التوتر في منطقة الساحل الافريقي، في 28 تشرين الثاني/نوفمبر انه سيقوم في المستقبل بجولات دبلوماسية مكوكية بين الاطراف المعنية والبلدان المجاورة. وواكبت المفاوضات بين الأطراف المعنية بشأن ملف الصحراء المغربية، في السنوات الأخيرة، كثافة في وتيرة الاجتماعات غير الرسمية، إذ وصلت إلى تسع جولات. وانخرط المغرب في كل هذه الجولات برؤية تفاوضية واضحة ومنسجمة للتوصل إلى حل سياسي في نطاق سيادته ووحدته الترابية.