شكك الكثيرون في قدرة المدير الفني الجديد لبرشلونة الإسباني تيتو فيلانوفا في إمكانية قيادة الفريق نحو النجاح وتحقيق الانجازات التي حققها سلفه بيب غوارديولا في السنوات الأربع التي قاد بها الفريق إلى قمة المجد الكروي. لكن فيلانوفا لم يحتج أكثر من 17 جولة في الليغا ليكشف عن قدراته في عالم التدريب، وليحقق بداية تاريخية في الليغا الإسبانية، كاسراً أرقام برشلونة وأرقام الغريم ريال مدريد من حيث عدد الانتصارات.. فما هو سر فيلانوفا؟ عانى النادي الكاتالوني في آخر سنواته مع بيب غوارديولا، ولم يستطع الفوز إلا بلقب كأس الملك، وكان قريباً من خسارته في ربع النهائي أمام ريال مدريد، لكن الحظ وقف مع الفريق ليبلغ النهائي ويتوج باللقب. والمتتبع لمسيرة برشلونة في آخر لقاءاته في الموسم الماضي، يكشف ثغرة كبيرة في الفريق، لم يستطع غوارديولا إيجاد الحل لها، فالخروج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي الإنكليزي رغم التسيد الكامل للقاءي الذهاب والإياب شكل صدمة لعشاق البلوغرانا، وخسارة إياب الكلاسيكو في كامب نو أمام ريال مدريد زاد من الأوجاع والحيرة. في تلك اللقاءات، وغيرها الكثير، لم يستطع لاعبو برشلونة هز الشباك، بسبب التكتل الدفاعي من الفرق المنافسة، ولأن أسلوب ميسي ورفاقه بات مكشوفاً لأغلب الفرق، ولم تكن فكرة الاختراق من العمق والأطراف كافيتين لتحقق الانتصارات. فيلاونوفا انتبه إلى هذه الثغرة مبكراً، وتحديداً بعد الخسارة من سيلتيك الاسكتلندي في دوري الأبطال، ليتوصل إلى أن الحل هو التفكير خارج المربع.. كيف؟ وصل فيلانوفا إلى قناعة أن الفريق يجب أن يتدرب على التسديد من خارج منطقة الجزاء، ليجد الحل في حالة التكتل الدفاعي ومنع الكرة من الوصول إلى لاعبي الفريق في العمق أو على الأطراف، ليبدا مرحلة جديدة من النجاح مع برشلونة. تكشف الأرقام هذا الموسم أن برشلونة في طريقه لتسجيل ضعفي عدد الأهداف التي سجلها تحت قيادة غوارديولا في الموسم الأخير من خارج مربع العمليات "منطقة الجزاء" وتمكن ميسي ورفاقه من تسجيل 12 هدفاً من تسديدات بعيدة هذا الموسم حتى الآن. ميسي صدم ايكر كاسياس بتسديدته الحرة من خارج منطقة الجزاء عندما سكنت الشباك، وادريانو سجل هدفين أمام فالنسيا وأتلتيكو مدريد، وتشافي أمام مايوركا وغرناطة، وتيللو أمام مايوركا وانييستا أمام ليفانتي. هذه الفعالية الهجومية للاعبي برشلونة عبر التسديد البعيد، أعادت الموازين لصالح الفريق الكاتالوني وأعطته قوة جديد تضاف إلى قدراته الكبيرة في الحفاظ على الكرة وتسجيل الأهداف.