اتهم المؤتمر الوطني القوى السياسية المعارضة بالعمل على تفتيت وحدة البلاد ، وأنها لا تعمل لمصلحة الوطن. صحيح ( كل إناء بما فيه ينضح) فالمؤتمر الوطني الحاكم هو الذي أسهم مساهمة أساسية في فصل الجنوب، وأشعل نيران الحرب في ارفور حتى سُمَيت بماساة العصر . وهو الذي عمل على تدويلها ووافق على دخول الأف الجنود الأجانب لحماية مناطق النزاع التي صنعها بيده. وهو الذي افشل اتفاقية أبوجا، ويقف الآن عقبة كاداء أمام تنفيذ اتفاق الدوحة. المؤتمر الوطني هو الذي يغذي الصراع العرقي والجهوي بين قبائل السودان المختلفة. وهو الذي فتت البلاد الى 26 ولاية قبل الانفصال ومزق نسيجها الاجتماعي يخلق ولايات جديدة قائمة على أسس قبلية وعنصرية. وأسس دون دوافع موضوعية معتمديات ومحليات داخل الولايات لارضاء الموالين له. وبهذا عمق الصراعات والفتنة وبذر بذور الشقاق الذي بلغ حد المطالبة بالحكم الذاتي وتقرير المصير، كما يحدث الآن في شرق السودان ومعظم ولايات الغرب، وأقرب مثال لذلك هو ما حدث من صراع في شرق دارفور وشمال كردفان حول حقل نفط زاره والي الولاية في منطقة عديلة. ومن جهة أخرى فان التقسيم الغير عادل لدعم الولايات مقارنة بالمركز والتنمية البعيدة عن التوازن بين مختلف اقاليم السودان، كما هو وارد في كافة الخطط ربع القرنية والعشرية والثلاثية –التي فشلت جميعها، تؤكده موازنة 2013 حيث خصص لكل ولايات السودان مبالغ متفاوته لكل منها بلغت في جملتها 7.7 مليار جنيه فقط بينما خصص لجهاز الأمن والدفاع والشرطة والقطاع السيادي 9 مليار جنيه . كل هذه الممارسات هي أساس الغبن الاجتماعي الذي يدفع المواطنين دفعاً للحرب والتفكير في الحكم الذاتي والانفصال كما حدث للجنوب. يؤكد ذلك تصريح نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني عن أن الحرب لن تقف في جنوب كردفان، ولاسبيل للسلام الا بهزيمة الحركة الشعبية قطاع الشمال او تخليه عن شعار اسقاط النظام. وبهذا يكشف نافع عن ان القضية ليست قضية وطن ووحدته ارضاً وشعباً ،وكيفية السعي العقلاني الحثيث لحل ازمته الشاملة، بل يؤكد انها قضية بقاء المؤتمر الوطني في السلطة الى الآبد كما عبر بعض قيادته. المؤتمر الوطني هو المسؤول الأول عن العمل لتفتيت الوطن ووحدة شعبه بسبب السياسات التي يفرض بها نفسه ويتوهم انه فوق جميع اهل السودان. كل يوم يؤكد ان أي فترة يبقى فيها المؤتمر الوطني في السلطة هي خصم من تراب الوطن ووحدة شعبه واستقرار امنه. ولهذا يصبح نضال الجميع ووحدة كلمتهم وتنظيم صفوفهم لا محيد عنها لإسقاطه.