قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إن كتيبة "الموقعون بالدماء" قامت مساء الأربعاء بإطلاق سراح المحتجزين الجزائريين لديها في موقع لإنتاج الغاز تابع لشركة "بريتش بتروليوم" جنوب شرقي الجزائر، بينما احتفظت بالرهائن الآخرين من جنسيات غربية. وأعلن بيان لمحافظة إيليزي التي وقع بها الهجوم أن المجموعة المسلحة قامت مساء الأربعاء بإطلاق سراح العمال الجزائريين المحتجزين على شكل مجموعات صغيرة. وأضاف البيان أن "المجموعة الإرهابية لا تزال تحتفظ ببقية المحتجزين من جنسيات أجنبية" وهم من النرويج وفرنسا وأميركا وبريطانيا واليابان. وحسب "الخبر" فإن المجموعة التي تحتجز رهائن غربيين اشترطت وقف العمليات العسكرية شمالي مالي مقابل سلامتهم. وتضاربت الأنباء حول أعداد الرهائن المحتجزين في موقع إنتاج الغاز، ففي حين أعلن رئيس مجلس ادارة شركة "سي إي إس كاترينغ" المتخصصة بمجال الفنادق ريغي آرنو أن 150 موظفا جزائريا يعملون لحساب الشركة محتجزون بعد هجوم نفذه 60 مسلحا "قدموا من دول مجاورة"، أعلنت جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة مسؤوليتها عن اختطاف 41 أجنبيا. وقبل احتجاز الرهائن، قتل جزائري وبريطاني وأصيب 6 آخرين في هجوم شنه نحو 20 مسلحا على حافلة لمنشأة الغاز ذاتها. وقال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية مساء الأربعاء إن السلطات الجزائرية لن تتفاوض مع "الإرهابيين" الذين يحتجزون الرهائن. وأضاف الوزير في تصريحات للتلفزيون الجزائري أن السلطات "لن تستجيب لمطالب الإرهابيين وترفض أي تفاوض". وقال متحدث باسم "جماعة الملثمين" المنشقة عن تنظيم القاعدة يقودها مختار بلمختار، لوكالة "نواكشوط" للأنباء في وقت سابق من الأربعاء إن كتيبة "الموقعون بالدماء" التي نفذت العملية صباح الأربعاء، تمكنت من إحكام السيطرة على مجمع تابع لمنشأة نفطية بمنطقة "عين أمناس" الجزائرية، يضم سكنا مخصصا للأجانب. وأضاف المتحدث أن "العملية تأتي ردا على التدخل السافر للجزائر وفتح أجوائها أمام الطيران الفرنسي لقصف مناطق شمال مالي". واعتبر المتحدث أن "مشاركة الجزائر في الحرب إلى جانب فرنسا، خيانة لدماء الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في محاربة الاستعمار الفرنسي"، على حد تعبيره. الجدير بالذكر أن كتيبة "الموقعون بالدم" أعلن عن تأسيسها مؤخرا من قبل قائد كتيبة "الملثمين" خالد أبو العباس الملقب مختار بلمختار والمكنى "بلعور"، لاستهداف مصالح الدول التي تشارك في الحرب على شمال مالي. وتشغل شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية حقل الغاز مع مجموعة "ستاتويل" النرويجية وسوناطراك الجزائرية. ومن جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأربعاء إنه ليست لديه تأكيدات بوجود مواطنين فرنسيين بين الرهائن. وصرح الرئيس الفرنسي أثناء كلمة أمام البرلمانيين: "في الوقت الذي أتحدث فيه إليكم وقعت عملية خطف رهائن في الجزائر بموقع نفطي شملت عددا من الأشخاص لا نعرف بالضبط عددهم. وكذلك الشأن بالنسبة للمواطنين الفرنسيين الذين قد يكونون معنيين".