قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس الاول إن بلاده لن تسمح للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بالتدخل في الشأن التونسي. وقال الفيصل أثناء زيارته لتونس إن المملكة العربية السعودية لن تسمح لبن علي بالتدخل لا في الشأن السياسي الداخلي السعودي ولا في الشأن التونسي أو كذلك الإدلاء بتصريحات. ويأتي هذا التصريح غداة نشر حوار لبن علي أدلى به لموقع تونسي ناطق بالفرنسية وتعرض خلاله إلى الأوضاع الداخلية في تونس خلال فترة حكمه وأثناء الثورة وما بعدها. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن الوزير السعودي الذي التقى رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إن السلطات السعودية أجرت مسحا شاملا لممتلكات بن على في المملكة «ولم تجد أثرا لأي ممتلكات على ذمته». وأوضح الفيصل بحسب بيان صادر عن المجلس التأسيسي التونسي حرص بلاده على بناء تعاون حقيقي مع تونس، مشيرا إلى أنها تتسم اليوم بالانفتاح والشفافية. وأضاف أن صندوق التنمية السعودي يخصص أعلى نسبة من إسهاماته لتونس مقارنة ببقية الدول العربية. من جهة اخرى أكد وزير الخارجية السعودي أن النظام في سورية يمنع تحقيق الاستقرار ويصر على تعميق مأساة السوريين. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الامير الفيصل في افتتاح أعمال الدورة الثانية للجنة المتابعة والتشاور السياسي التونسية السعودية مع نظيره التونسي رفيق عبدالسلام. واشار الفيصل في كلمته الى حرص بلاده على دعم المسار الانتقالي في تونس عبر توسيع استثماراتها وتطوير مبادلاتها التجارية معها فضلا عن ازالة العوائق التي تعترض الاستثمارات والتجارة البينية. وأعرب عن استعداد بلاده لتعزيز تعاونها الفني مع تونس، مشيرا الى ما ستشهده السعودية من تنظيم لعدد من التظاهرات الاقتصادية التونسية خلال شهر مارس المقبل. وأشار الى «تطابق الموقفين السعودي والتونسي حيال القضايا العربية والدولية». من جانبه، أكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام في كلمة مماثلة متانة العلاقات الثنائية والروابط الاقتصادية القائمة بين تونس والسعودية، مشيرا الى «تطابق وجهات النظر بين البلدين بشأن عدد من الملفات العربية والاقليمية والدولية والذي تعكسه لجنة المتابعة والتشاور السياسي بينهما». وبعد تونس انتقل فيصل مساء امس الاول الى الجزائر في زيارة تستغرق يومين ان زيارته تشكل فرصة لبحث «الاحداث الراهنة في المنطقة العربية»، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الجزائرية امس. من جهة اخرى اعلن الفيصل انه قدم الى الجزائر حاملا رسالة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتعلق اساسا، بحسب الوكالة الجزائرية، ب «تعزيز التشاور لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين». واكد وزير الخارجية السعودي وقوف بلاده «الى جانب الجزائر في المحنة التي مرت بها مؤخرا» في اشارة الى الاعتداء على مصنع تيقنتورين في ان اميناس مشيدا ب «موقف الجزائر المعادي لهذه الظاهرة الخطيرة» وداعيا الى تكثيف الجهود العربية والاسلامية للقضاء على الارهاب. واجرى الفيصل امس مباحثات مع نظيره الجزائري مراد مدلسي.