لا تحظى الأدوية الموضعية بشعبية إلا أنها أثبتت قدرتها على تحقيق فاعلية عالية، لا سيما مضادات الالتهاب غير السترويدية. هل تؤدي إلى مضاعفات ومخاطر ومتى نلجأ إليها؟ تشكل مضادات الالتهاب غير السترويدية علاجًا شائعًا يُستعمل عند الإصابة بالتهاب مفاصل الركبتين واليدين، يخلصك وضعها مباشرة على الجلد من أسابيع طويلة من الألم ومن دون التعرض لمخاطر تناول مضادات تؤخذ عن طريق الفمّ، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها منظمة «كوهران كوربوريشن» للأبحاث الدولية. د. إريك بركسون مدير مركز الأداء الرياضي في مستشفى ماساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد، يقول في هذا المجال: «نجد في مضادات الالتهابات غير السترويدية خيارًا ممتازًا، لا سيما بالنسبة إلى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات بسبب تناول أدوية تؤخذ عن طريق الفم». مخاطر يعمل بعض مضادات الالتهابات غير السترويدية كالإيبوبروفين (أدفيل وموترين) ونابروكسين (أليف ونابروسين) من خلال إيقاف عمل الأنزيمات التي تسبب الألم. عمومًا، تُعتبر مضادات الالتهابات غير السترويدية آمنة عند استعمالها على المدى القصير، لكن عندما يطول استعمالها قد تسبب قرحة ونزيفًا في المعدة وأضرارًا في الكبد والكلية، وقد تعرّض المريض لخطر الإصابة بأزمات قلبية. تشكل مضادات الالتهابات غير السترويدية الموضعية التي لا يمكن الحصول عليها إلا بموجب وصفة طبيب خطرًا أقلّ من تلك التي تُؤخذ عن طريق الفم، لأن الدواء يبقى قريبًا من موقع الألم وبهذا تبقى مستويات الدمّ والأنسجة البعيدة منخفضة. يقول د. بركسون: «أشارت الدراسات حول مضادات الالتهابات غير السترويدية الموضعية إلى أن الأعراض الجانبية النظامية الناتجة منها قليلة، لذا تبقى أكثر أمنًا من تلك التي تؤخذ عن طريق الفم، لا سيما عند استعمالها على المدى الطويل». أعراض جانبية يوضح د. بركسون أن مضادات الالتهابات غير السترويدية الأكثر استعمالا هي: ديكلوفيناك (فولتارين) إيبوبروفين (نورفين) وكيتوبروفين (أوروديس) وإندوميتاسين (إندوسين) وبيروكسيكام (فيلدين). فما الفرق بين هذه الأنواع؟ يجيب د. بركسون: «يأتي بعض هذه الأدوية على شكل رذاذ وبعضها الآخر على شكل مرهم أو هلام أو على شكل لاصقات، بينما تزوّد أخرى بمادة تساعد الجلد على امتصاصها بشكل أسرع». تختلف التعليمات المرفقة بأنواع مضادات الالتهاب غير السترويدية الموضعية، إلا أن الجرعة العامة تتطلب وضع كمية قليلة منها على المنطقة المصابة من مرتين إلى أربع مرات يوميًا. تشمل الأعراض الجانبية طفحًا جلديًا، وألمًا أشبه بالألم الناتح من حرق وأعراضًا أشبه بالزكام. قبل أن ترسو على أحد أنواع مضادات الالتهابات غير السترويدية للتخلص من الألم، خذ في الاعتبار ما يلي: 1 موضع الألم: يؤكد الباحثون أن الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم والأدوية الموضعية أثبتت فاعليتها في التخلّص من الألم، إلا أن مضادات الالتهابات غير السترويدية تبقى أفضل لمعالجة آلام الركبة أو اليد... لأنها توضع فوق منطقة الألم مباشرة على سطح الجلد. في المقابل، تبدو مضادات الالتهابات غير السترويدية التي تؤخذ عن طريق الفم أفضل للتخفيف من الآلام العميقة أو الشاملة التي تصيب الجسم كاملا. 2 مخاطر الدواء على الصحة: لا بدّ من مراجعة الطبيب، لا سيما الأشخاص الذين يعانون أمراضًا في الكبد أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، قبل تناول أحد أنواع مضادات الالتهاب غير السترويدية. 3 مدة العلاج: يصف د. بركسون مضادات الالتهابات غير السترويدية التي تؤخذ عن طريق الفمّ عندما يكون العلاج قصير الأمد أي لبضعة أسابيع أو أقل. أما حين يتطلب العلاج فترةً أطول تصل إلى ثلاثة أسابيع، فتفضل المضادات الموضعية. في حال كان الألم دائمًا، فتأكد أن النوعين لن يأتيا بنتيجة فاعلة. يشرح د. بركسون: «تبقى الأدوية الموضعية أفضل للأشخاص الذين يعانون آلامًا عرضية في المفاصل، في حال فشل أنواع العلاجات الأخرى في تخفيف الألم».