ولد عبد العزيز محمد داؤود في مدينة بربر في عام 1930م وتلقى تعليمه في إحدى خلاوي بربر. ثم انتقل الى المدارس الاولية, توفي والده وتركه صغيرا فعمل بالتجارة ولكن كان الغناء يجري في دمائه منذ نعومة أظافره, فقد كان صاحب صوت جميل عذب صقلته تلاوة القرآن فزادته حلاوة وقد لاحظ ذلك شيخه في الخلوة فعلق على صوته بأنه جميل وسوف يكون له شأن كبير. غنى في ذلك الوقت في ختان احد اصدقائه وعندما سمع شيخه بذلك فصله من الخلوة فكانت تلك بدايته حيث انه اتجه الى مجال الفن, كان يستمع الى كبار الفنانين آنذاك مثل كرومة وسرور والأمين برهان وزنقار حتى تأثر بهم. أثرى الفنان عبد العزيز محمد داؤود الحياة الفنية بروائع أغاني الحقيبة وأغانيه الخاصة وعشقه الكثيرون من ذوي الذوق الرفيع, بنى عبد العزيز محمد داؤود مجده الغنائي, وهو بعد متين, على قصائد انشأهن عوض حسن أحمد مثل (فينوس) ثم جاءت (صغيرتي) ثم (هل انت معي) للشاعر المصري محمد علي أحمد واسهم عبد المنعم عبد الحي في ذلك العقد المتلألئ بقصيدة (لحن العذارى). وبازرعة (صبابة) وحسين عثمان منصور (أجراس المعبد) ولا بد اننا نؤمن اليوم أن عبد العزيز داؤود قد أجاد الغناء بالعامية و الفصحي كليهما . تعامل عبد العزيز مع الكثير من الملحنين والشعراء الا ان اكثر من ارتبط اسم عبد العزيز به كان الاستاذ المرحوم برعي محمد دفع الله والاستاذ بشير عباس عازفي العود المجيدين. رحل ابوداؤود ولم يترك غير هذا التراث الضخم وهذه السيرة العطرة وما تزال قفشات ابوداؤود ونكاته تثير البهجة في نفوس كل السودانيين ومازال ابوداؤود يطرب كل من عشق وعرف معنى التطريب وما برحنا نسمعه يقول (مناي في الدنيا قبل الرحيل اخلي العالم طرباً يميل) ...