كشف العقيد علي المنتشري، مدير التحقيقات في الدفاع المدني بمكةالمكرمة ل«الشرق الأوسط» أن حادثة وفاة السيدة وطفلتها كان عرضيا، نتيجة خلل فني لحق بالمبنى جراء إنشاء إحدى البنايات بجواره، بعد أن قامت الفرق بانتشال جثتها من تحت أنقاض منزل شعبي، بجبل النور، ونقلهم على الفور إلى ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فيصل. وبين المنتشري أن «هناك لجنة مكونة من 6 جهات حكومية لملاحقة المباني الآيلة للسقوط, وأنه يتم العمل والتنسيق فيما بينها في الكشف عن المباني الآيلة للسقوط جراء أعمال الإزالة في العاصمة المقدسة». وأشار مدير التحقيقات في الدفاع المدني بمكةالمكرمة إلى أن «الدفاع المدني في العاصمة المقدسة تمكنت، أول من أمس، من انتشال جثة امرأة وطفلها من أسفل أنقاض غرفة نوم انهارت داخل منزل شعبي في جبل النور القديم، وأن هناك خمس فرق من الدفاع المدني مختلفة الاختصاص بقيادة العميد خلف المطرفي مدير الإدارة في العاصمة المقدسة ومساعد لشؤون العمليات العقيد مكسف العميري، تمكنت من انتشال امرأة وطفل متوفيين من أسفل أنقاض غرفة انهارت تابعة للمنزل الشعبي، حيث كان الانهيار في اتجاه عمارة تحت الإنشاء ملاصقة للمنزل». وأبان المنتشري أن «الحادث العرضي تم الوقوف عليه من مندوب من أمانة العاصمة المقدسة، إضافة إلى تشكيل لجنة فنية هندسية لتحديد الأسباب الفنية لوقوع الحادث»، مشيرا إلى أن التحقيق لا يزال جاريا. من جهته، قال المهندس فهد اليوسفي، خبير منشآت: «من الضروري فحص المباني الآيلة للسقوط، وجميع الهياكل المصممة لدعم الأحمال المعينة، خاصة أن مكةالمكرمة تشهد حملة إزالات بالكامل». وأفاد اليوسفي قائلا: «لا بد أن يوضع في الحسبان مسألة العمر الافتراضي للمنشآت، خاصة في الأحياء القديمة للعاصمة المقدسة ومعرفة الأحمال ومدى وطأة الأمطار وأعمال الإزالات وتحمل المبنى نفسه، خاصة مع البنايات الشاهقة، التي بها كثير من الطوابق، ومراعاة جودة السقف وقوة تحمله، وذلك بدعم من وزن المبنى نفسه، وهذا هو الاعتبار الرئيسي، وتدعيم الجسور الطويلة في البنايات الشاهقة، التي من الممكن أن تخضع لانهيار كارثي». وزاد اليوسفي: «إن استخدام معدات ثقيلة لمبانٍ تحت الإنشاء وملاصقة يجب أن يتم وفق دراسة هندسية تراعي مدى ملاءمة المباني الملاصقة بشكل مباشر»، مؤكدا أن الأحمال غير العادية غالبا ما تكون طبيعية، كاستخدام المعدات الثقيلة بشكل مباشر، أو اهتزازات لعمليات زلازل أو هزات أرضية متواصلة، حيث ينبغي أن يكون المبنى الذي يهدف إلى الوقوف لعدة سنوات قادرا على مواجهة هذه التحديات، والكشف على البنى المرنة الواهية لتجنب عمليات الدمار جراء إزالة مبانٍ ملاصقة، في حين يتم تدمير البناء الصلب الذي قد يسبب انهيارات وكوارث وخسائر في الأنفس والممتلكات.