منح الساحر الارجنتيني ليونيل ميسي فريقه برشلونة جرعة معنوية عالية قبيل مواجهة ميلان الايطالي الاربعاء المقبل في ذهاب دور الستة عشر لدوري ابطال ابطال اوروبا حينما قاد (البلوجرانا) لتحقيق فوز صعب على مستضيفه غرناطة بهدفين مقابل هدف واحد وذلك ضمن المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري الاسباني لكرة القدم. وسجل ميسي هدفي فريقه في الدقيقتين 50 و73 ليواصل هوايته بتحطيم الارقام ويرفع رصيده الى 301 هدف في مشواره مع البرسا ويحبط مخططات غرناطة قاهر ريال مدريد والذي كان قد تقدم بهدف السبق عبر مهاجمه النيجيري اودوين ايجهالو في الدقيقة 26 لكنه عجز عن المحافظة على تقدمه بعد أن اكتفى بتقديم شوط أول للذكرى امام ضيفه العنيد. بهذه النتيجة واصل برشلونة عزفه المنفرد على قمة الدوري حينما رفع رصيده الى 65 نقطة ، بينما تجمد رصيد غرناطة عند 26 نقطة في المركز الرابع عشر على سلم الترتيب. واجرى راورا المدرب المؤقت للبارسا بعض التعديلات على التشكيلة الاساسية للفريق حينما اراح كل من قائد الدفاع بويول ومايسترو الوسط انيستا والظهير الايسر خوردي البا وزج بدلا منهما بكل من ماسكيرانو و تياجو وادريانو ،واعتمد البرسا على طريقته المعتادة 4/3/3 من خلال تواجد بيكيه الى جانب ماسكيرانو في قلب الدفاع ،والظهيرين البرازيليين الفيس وادريانو ،بينما تولى الثلاثي بوسكيتس وتياجو وفابريجاس بسط السيطرة على منطقة المناورة،في الوقت الذي توزعت فيه المهام الهجومية على كل من ميسي وسانشيز وبيدرو. بالمقابل انتهج لويس ألكاراز مدرب غرناطة طريقة 4/2/3/1 من خلال تنفيذ اداء متوازن فرض من خلاله رقابة صارمة على نجوم البرسا في مختلف ارجاء الملعب من أجل تضييق المساحات أمامهم ،وبرع المدافعون لوبيز ونيوم وماينز وسيكيرا في تنظيم الخط الخلفي ،في الوقت الذي تولى فيه لاعبا المحور ريسو وريسيو ضبط الايقاع في منطقة العمليات وترك الحرية للثلاثي نوليتو وتورجي واراندا من اجل توفير الاسناد لرأس الحربة ايجهالو. غرناطة كان البادئ في تهديد مرمى برشلونة في وقت مبكر ،حينما ارسل تورجي عرضية مثالية اطلقها نوليتو عالطاير وامسكها فالديس على دفعتين،وشكل الركن الايمن مصدر رزق لهجمات غرناطة من خلال حيوية تورجي الذي استغل الترهل الواضح في اداء ادريانو وقاد اكثر من هجمة شكلت ازعاجا واضحا لمدافعي البلوجرانا. لم يأخذ برشلونة التهديد المبكر لغرناطة على محمل الجد ،لأن لاعبوه بالغوا كثيرا في تدوير الكرات وعجزوا عن اختراق الحصون الدفاعية المتينة لاصحاب الارض في ظل الاصرار الواضح على الدخول من العمق ،وانتظر الفريق الزائر حتى الدقيقة 20 للاعلان عن نواياه الهجومية حينما سدد تياجو كرة رأسية اعتلت العارضة . وشهدت الدقيقة 26 ذرورة الاثارة في الشوط الاول حينما انفرد سانشيز بمرمى غرناطة لكن المدافع ابعد الكرة باللحظة الاخيرة لتتحول الى هجمة معاكسة وصلت الى تورجي نجم الشوط الاول في الميمنة وارسل كرة عرضية بالمقاس الى نوليتو الذي اعادها بسرعة نحو ايجهالو غير المراقب الذي اكملها بسهولة في المرمى الخالي هدفا أشعل المدرجات. شعر البارسا بالحرج وشدد ضغطه على مرمى غرناطة وسدد ادريانو قذيفة هائلة مرت بجوار القائم قبل ان يسحبه رورا ويشرك البا بدلا منه عقاباً له على مردوده الدفاعي الباهت!! ظهر ميسي للمرة الأولى في الشوط الأول حينما ارسل ضربة حرة مباشرة امسكها الحارس تونو بثقة ،قبل ان يتصدى الاخير لانفراد البرغوث الارجنتيني اثر جملة هجومية مميزة بدأها الفيس الى بيدرو ووصلت الى ميسي الذي لم يحسن استثمارها. وفي ظل بحث برشلونة عن هدف التعادل شكلت الهجمات المعاكسة لغرناطة خطورة على مرمى فالديس وكاد اراندا يعزز تقدم فريقه حينما استغل خطأ دفاعياً واستلم الكرة لكنه تباطأ في التسديد قبل ان يرسل كرة ضعيفة في احضان الحارس في الزفير الاخير من الشوط الأول الذي أعلن تقدم أصحاب الأرض بهدف مستحق. كان من الطبيعي أن يبادر برشلونة الى شن هجوم كاسح على مرمى منافسه مع مستهل الشوط الثاني ،وهو الأمر الذي فعله رفاق ميسي الذين ضغطوا بشدة على مرمى تونو من مختلف المحاور حتى أدركوا التعادل في الدقيقة 50 حينما سدد فابريجاس كرة قوية من خارج المنطقة ابعدها الحارس لتجد ميسي يودعها بكل ثقة في المرمى محرزا هدفه رقم 300 في الليجا. التراجع الواضح في مستوى غرناطة دفع مدربه الى سحب اراندا واشراك المهاجم المغربي يوسف العربي ليشكل ثنائيا افريقياً مع النيجيري ايجهالو ،لكن هجمات اصحاب الارض افتقدت للزيادة العددية في الامام وسط اصرار واضح من لاعبي الوسط على ارسال الكرات العالية التي لم تزعج دفاع البرشا بوجود برج المراقبة بيكيه!. لم تهدأ وتيرة هجمات برشلونة وانفرد سانشيز من الميسرة لكنه تلكأ في التسديد قبل أن ينقض الحارس نوتو على الكرة ويفشل المهاجم التشيلي في ترك بصمته في المواجهة ليغادر أرض الملعب ويدخل تيو بدلا منه لبث المزيد من الحيوية في هجوم الفريق. والغى الحكم هدفا بداعي التسلل لبيدرو الذي كاد أن يضع فريقه في المقدمة حينما سدد قذيفة ارضية ارتدت من القائم ،قبل ان يخرج ويترك مكانه لانيستا الذي كان بمثابة (وجه السعد) على البرشا لأن الساحر الارجنتيني ميسي سجل مباشرة هدف التقدم اثر ركلة حرة رائعة فشل الحارس نوتو في السيطرة عليها لتتهادى في الشباك بالدقيقة 72 هدفا فرض الصمت على مشجعي اصحاب الارض. تحرك مدرب غرناطة واشرك كلا من بونانوتي وابراهيمي لتنشيط (الهرمونات) الهجومية لدى الفريق ،وسدد العربي كرة رأسية امسكها فالديس ، رد عليه تيو بكرة قوية اعتلت عارضة مرمى غرناطة رغم انه كان بامكانه التمرير لميسي المتمركز على فوهة المرمى!!. وكاد المدافع لوبيز ينجح فيما عجز عنه مهاجمو غرناطة حينما ارتقى لكرة عرضية عالية وسددها برأسه في أحضان الحارس،قبل ان يهدر ابراهيمي فرصة العمر حينما واجه الحارس وسدد الكرة بالشباك الجانبية في الوقت بدل الضائع وسط دهشة الجميع ليخرج البارسا بفوز معنوي هام قبيل الموقعة المرتقبة في (السان سيرو) امام ميلان الايطالي.
