مراقبون: تصاعد التوتر بين حكومة مرسي والجموع الشعبية الغاضبة، قد يؤدي إلى عودة القوات المسلحة إلى الحكم. واشنطن- بعث الجيش المصري بإشارات توضح نفاد صبره بطريقة متصاعدة تجاه قادة البلاد اللذين ينتمون إلى التيار الإسلامي، منتقدا سياساتهم بطريقة غير مباشرة، وملمحاً لإمكانية عودته الى السلطة من جديد". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مايكل جورج حنا الخبير المصري في مؤسسة القرن بنيويورك قوله "من حيث الجوهر، فإن الجيش لن يسمح بأن يوضع استقرار البلاد تحت التهديد أو أن يحدث أي انهيار في النسيج الإجتماعى المصري، أو أن يمتد الصراع الأهلي على نطاق أوسع". وأكد بقوله أن الجيش المصري ليس مؤدلجا يريد زعزعة استقرار الحكم المدنى، ولكنه أيضا لن يجلس مكتوف الأيدي إلى أن تصل البلاد إلى نقطة اللاعودة وتشتعل حرب أهلية. ويرى البعض أن تصاعد التوتر بين الجانبين قد يؤدي الى تفكير الجيش مرة أخرى للعودة إلى الحكم، كما حدث في بداية 2011 عندما قرر قادة الجيش الوقف في صف الاحتجاجات الشعبية، التي ادت في النهاية الى عزل الرئيس السابق حسني مبارك، بعد بقاءه في الحكم لأكثر من ثلاثين عاما. ويأتي ذلك التصعيد في الوقت الذي يتزايد فيه يأس غالبية المصريين من قرب احتدام الصراع، والوصول به إلى طريق مسدود بين الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من جهة، وأغلب القوى العلمانية والليبرالية المعارضة. وتأتي معركة شد الحبل بين المعسكرين للتزامن مع خلفية محبطة من حالة عدم الاستقرار التي تعم البلاد، والمتمثلة في الانفلات الأمني المتزايد والأزمة الاقتصادية المتفاقمة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الخلاف بدأ عندما تسربت شائعات عن نية الرئيس إقالة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع من منصبه، لمقاومته الدائمة لمحاولات الحكومة التي يسيطر عليها الإخوان المسلمين، فرض هيمنتها على الجيش. وأشارت إلى أن السيسي ربما يكون قد أغضب الرئيس مرسي عندم صرح الشهر الماضي بأن الجيش على استعداد للتدخل، محذرا من أن البلاد من الممكن أن تنهار اذا لم يتم التوصل لحل سريع للأزمة السياسية الراهنة. وأشار بوضوح الى أن الجيش يجد صعوبة بالغة في الجمع بين حماية منشات الدولة في مناطق الصراعات، وفي نفس الوقت الالتزام بقراره بعدم استعمال القوة ضد المتظاهرين السلميين. وفي تصريح أخر له "اننا لن نسمح للإخوان المسلمين أو أي فصيل أخر بالسيطرة على القوات المسلحة، أو العبث بهويتها الوطنية". فيما صرح المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين ياسر محرز فيما يتعلق برغبة الجماعة في السيطرة على الجيش "ان كل هذا كلام قديم ويتم تكريره كل يوم". وترى الصحيفة الأميركية أن الإشاعة التي تتحدث عن إقالة السيسي كانت عبارة عن بالونة اختبار، أطلقتها الجماعة لقياس رد الفعل عليها من قبل قيادات الجيش، والرأي العام معا. على الرغم من ذلك، فان تصريح رسمي من الجيش لم يصدر، إلا أن هناك الكثير من التعليقات التي نسبت لمصدر عسكري أكد فيها أن أي محاولة لعزل قيادات الجيش الحاليين تعد انتحارا للحكومة. وأشارت التعليقات أيضا إلى مدى الاستياء الذي انتشر بين صفوف القوات المسلحة نتيجة تصريحات الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري قوله "أن الشعب لن يقبل أي تدخل في شؤون القوات المسلحة، وسوف يتضامن معها في مواجهات أو تحديات". وكان المتحدث العسكري الرسمي قد نفي في وقت سابق التصريحات التحذيرية التي نشرت على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مؤخرا، ولكن يبدو أن الرئاسة استشعرت خطورة الموقف، وهو ما دفعها الى اصدار بيانا تهدف فيه الى تهدئة الأجواء. يأتي ذلك في وقت استغربت القوات المسلحة المصرية من تصريحات فلسطينية تتهم مصر بإحكام الحصار على الفلسطينيين وخنق اقتصادها، وردت بان الاهتمام بالقضية الفلسطينية يجب أن لا يؤثر على الأمن القومي المصري، في رسالة واضحة لحركة "حماس" الفلسطينية الحليف القوي للإخوان المسلمين. وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة المصرية أحمد محمد علي، في تصريح صحفي الخميس "إن وجود القضية الفلسطينية فى قلب كل مصري يجب ألا يؤثر سلبياً على الأمن المصري، والإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة لتأمين الحدود المصرية بما يمنع الضرر عن الأمن القومي المصري والإقتصاد المصري لا يجب أن تغضب أحداً". وأعلن مسؤول في حركة حماس الخميس، أنها احتجت لدى مصر على الحملة الأمنية التي تستهدف إغلاق أنفاق للتهريب مع قطاع غزة.