القاهرة - قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار في مصر الثلاثاء إنها ستبلغ اعتراضها الرسمي على تمثال لرائد علم المصريات فرانسوا شامبليون نحت واضعا إحدى قدميه على رأس مقلد يمثل ملك فرعوني أمام فناء مدخل الكلية الفرنسية بالعاصمة باريس. وفرانسوا شامبليون هو العالم الفرنسي الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد المكتشف أثناء الحملة الفرنسية. وقد نقش على الحجر نص بلغتين وثلاث كتابات المصرية القديمة ومكتوبة بالهيروغليفية والتي تعني الكتابة المقدسة، لإنها كانت مخصصة للكتابة داخل المعابد، والديموطيقية وتعني الخط أو الكتابة الشعبية، واللغة اليونانية بالأبجدية اليونانية، ومن خلال المقارنة بينهم نجح شامبليون في فك طلاسم الكتابة الهيروغليفية. وظهر نبوغ شامبليون مبكرا جدا، فقبل أن يبلغ السابعة عشرة كان قد قدم بحثا عن الأصل القبطي لأسماء الأماكن المصرية في أعمال المؤلفين اليونان واللاتين، كما قضى ثلاث سنوات في دراسة اللغات الشرقية والقبطية على يد كبار علماء ذلك العصر، وأبدى موهبة لغوية نادرة، ثم رجع إلى جرنوبل مرة أخرى لتدريس التاريخ. وسافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، كما شغل وظيفة أستاذ كرسي الآثار المصرية في الكوليج دي فرانس، ووضع شامبليون معجما في اللغة القبطية. والتمثال الذي تداول صوره نشطاء ومعنيون بعلوم المصريات والآثار في الآونة الأخيرة أثار ردود فعل رافضة واعتبروه مهينا للحضارة المصرية القديمة. وقال البيان إن محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار بعد اجتماعه بمجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار "أكد على أنه سوف يتم مخاطبة السفير الفرنسي بالقاهرة ووزير الثقافة الفرنسي عن طريق الخارجية المصرية اعتراضا على هذا التصرف المسيء إلى العلاقات الثقافية المشتركة بين مصر وفرنسا". وأوضح البيان أن الاعتراض على نحت التمثال بهذه الصورة لا يتناقض مع "تأييده الكامل لحرية الإبداع إلا أنها لا يجب أن تمس بسمعة مصر أو تسيء إلى تراثها بأي شكل من الأشكال". وقال البيان إن نحت هذا التمثال "استهانة وإساءة غير مبررة" لمصر وأثرييها ومثقفيها. وطالب عمر الحضري، رئيس لجنة السياحة والآثار باتحاد شباب الثورة ومجموعة من علماء الاثار المصريين بإصدار قرار بوقف جميع البعثات الفرنسية التي تعمل في مصر في مجال الآثار، ومنع دخولهم مصر حتي يصدر اعتذار رسمي ويُزال هذا التمثال تماما، وبتغيير أسماء الشوارع المصرية التي تحمل أسماء فرنسيين.