دفعت وزارة الزراعة بفرق من وقاية النباتات الى غرب أم درمان بغية التحوط لغزو الجراد الصحراوى، وارتكزت فرق المكافحة في منطقة «ام جواسير» ، ومعها المعدات اللازمة لمواجهة أى غزو محتمل لأسراب الجراد، بينما حملت وزارة الزراعة المصرية، ضعف مكافحة السودان للجراد مسؤولية تهديد أسرابه لمصر. وكانت الوزارة استبعدت وصول الجراد الى الخرطوم، لكنها قالت ان تلك الفرق ارسلت الى غرب أم درمان لاجراء مسح وتوضيح الموقف بالمنطقة. في الاثناء، ارسلت ادارة وقاية النباتات طائرتي رش لمشروع الراجحي الزراعي بولاية نهر النيل بعد ان غزت أسراب الجراد المشروع الذي يملكه رجل الاعمال السعودي سليمان الراجحي وتبلغ مساحته حوالى 21 ألف هكتار . وقال مدير الادارة العامة للوقاية بوزارة الزراعة خضر جبريل ل»الصحافة» ، ان الجراد في مشروع الراجحي تم القضاء عليه عبر طائرتين كافحتا الآفة لمدة يومين حتى مساء امس، واضاف « المشروع اصبح الان خاليا من الجراد الصحرواي». واكد مدير الوقاية بعد عودته من دنقلا، التي ذهب اليها لتقييم موقف الجراد الصحراوي، ان الجراد انحصر في ثلاث مناطق تشمل: البرقيق شمالي دنقلا والسليم ووادي حلفا بعد جهود المكافحة، مؤكدا استقرار الاوضاع على ساحل البحر الأحمر. ونوه جبريل الى ان موقف الجراد الصحراوى هادئ في مروي والدبة بعد رش الطائرات، واشار الى ان طائرتي رش ستغادران الخرطوم الى الشمالية صباح اليوم. ودعا اي مزارع في الشمالية ونهر النيل تعرضت زراعته للتلف لابلاغ السلطات للوقوف على التلف ومعرفة الذين يكذبون بوجود تلف كبير في مزارعهم لاستخدامه حجة امام التزاماتهم مع البنوك او شركات التأمين. ونفى ظهور جيل جديد للجراد الصحراوي يهدد شمال السودان، وقال ان الجراد الذي وصل الشمالية يحتاج الى سنة لتشكيل جيل جديد، واكد توفر تكاليف الوقاية كاملة . الى ذلك، كشف رئيس الادارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية محسن عبده، أن سبب تفاقم أزمة الجراد في مصر، هو قلة عدد فرق المكافحة واعداد اللجان والآلات الموجودة بالسودان، مقارنة بالمناطق الشاسعة والصحراوية، التى تنتشر بها أسراب الجراد. وقال المسؤول المصري ل»الاهرام» المصرية امس، ان كل ذلك يزيد المساحات المفتوحة على الحدود المصرية السودانية التي يهاجم منها الجراد الصحراوي الاراضي المصرية، اضافة الى قوة الرياح، التى جعلته ينتشر على مساحات كبيرة داخل الأراضي المصرية. وقال عبده أثناء تواجده بأسوان لمتابعة مكافحة الجراد هناك «ان البطء في التخلص من أسراب الجراد سببه، أنه لا يمكن رش الجراد للقضاء عليه وهو طائر، حيث ينبغي تتبع تحرك الأسراب حتى تستقر على الأرض أو الجبال ليلا ويتم وقتها ضرب تلك الأسراب بالمبيدات»، مؤكد أن مصر تمتلك بؤراً ولجاناً كثيرة مزودة بأحدث المعدات للقضاء على أسراب الجراد، الا أن ضعف المكافحة واتساع الأراضي في السودان هو ما يجعل مصر مهددة دائما بأسراب جديدة بين وقت وآخر. وعن امكانية دخول فرق المكافحة المصرية للأراضي السودانية لمكافحة الجراد قبل أن تهاجم الأراضي المصري، قال «ان مهمة المكافحة على السودان شأن الحكومة السودانية وتساعدها في ذلك منظمة الفاو سواء بالتدريبات أو المعدات وغيرها». الصحافة