مسكينة عافية حسن تلك الصبية الموهوبة التي بدأت تتلمس طريقها في بداية دروب الفن فغمرتها الأضواء فاحترقت. في ظني ان ما يحدث لعافية حسن مأساة حقيقية. جهات ما تستثمر طاقة القبول والمحبة التي وجدتها من الناس الذين عشقوا صوتها وموهبتها الواعدة، فتارة تريدها هذه الجهات أن تتجه للمديح والإنشاد ومرة أخرى يريدونها أن تكون «داعية» رغم ان سنها وخبرتها ومؤهلاتها لا تسعفها لاداء هذه المهمة الجليلة وآخر بنود الاستثمار أن تطلق إحدى الجهات فضائية باسمها للاطفال كأنها ماما عشة او ماما آمال او شرحبيل أحمد أو بابا فزاري هذه الاسماء التي نذرت عمرها لخدمة ثقافة الطفل.. مأساة عافية حسن أسهم فيها الاعلام الذي لم يضع تجربتها في ميزانها الصحيح بأنها فنانة واعدة عليها أن تبذل المزيد من الجهد لتثبت اقدامها في الوسط وانما تعامل معها الاعلام بتضخيم زائد كأنها معجزة او عبقرية لم تنجب حواء الغناء مثلها لا في الماضي ولا الحاضر فأضرت بها هذه الآراء وجعلتها في حيرتها تلك ومتاهة البحث عن الذات حتى يوم الناس هذا.. أعرف ان هذا الرأي صادم وقاس لكنها الحقيقة التي يجب ان تستيقظ عافية حسن على صوتها والا سيمتد مسلسل الاستثمار والاستغلال الى ما لا نهاية.