حذرت ندوة عقدها المجلس القومي للمرأة حول خفاض الاناث في مصر من أن الخفاض بلغ مرحلة خطيرة في ظل سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر، كاشفة عن أن 81% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين15-19 عاماً جرى تشويه أعضائهن التناسلية، وأن أكثر من 90% من النساء المتزوجات في الفئة العمرية 15-49 عاما جرى تشويه أعضائهن التناسلية، وأن 54% من النساء و 57% من الرجال بين 15-49 عاما يؤيدون إجراء الخفاض. وأوضح المشاركون الأسباب والمعتقدات الخاطئة وراء استمرار وزيادة معدلات الخفاض ومن بينها ضعف المستوى التعليمي، والعادات والتقاليد المترسخة المرتبطة بالظاهرة، الفقر، بالإضافة إلى التحجج بالأسباب الدينية ومن بينها التحكم في الحياة الجنسية للمرأة، وضمان العذرية حتى الزواج، والإخلاص في أثناء الزواج. وأكد د.فاضل شلتوت أستاذ الامراض النسائية والتوليد بكلية طب قصر العينى أن الخفاض يعد من الممارسات الإجرامية التى تنتهك حقوق المرأة فى مصر مشدداً على ضرورة محاكمة المسؤولين عن إجراء جرائم الخفاض، مشيرا إلى أنه يشعر بالخزي أن 75% من عمليات الخفاض يجريها الأطباء. وطالب شلتوت بتعديل المناهج التي تدرس في كلية الطب بحيث تتضمن مضار ومخاطر خفاض الإناث، وقال "يترتب على الخفاض مخاطر تظهر عند الزواج والحمل والولادة، كما يسبب مضاعفات طبية مثل الصدمة العصبية، النزيف الحاد، مثل الورم العصبي، العسر البولي، المضار النفسية". وأكدت د.آمنة نصير "أن القران الكريم قد خلا من أي نص يتضمن إشارة إلي خفاض الإناث، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن تغيير خلق الله وصح عنه لعن "المغيرات خلق الله"، والقران الكريم جعل من المعاصي قطع بعض الأعضاء. مؤكدة أن الخفاض بالصورة التي يجرى بها في مصر وفى أجزاء أخرى من العالم فيه تغيير لخلق الله. وأشارت إلى ضعف الأحاديث الواردة في شان خفاض الإناث وهو ما أكده أهل الاختصاص من علماء الحديث ومن المصادر الصحيحة. وقالت "إنه عادة قديمة مارستها بعض الشعوب خاصة بعض المناطق فى أفريقيا مثل السودان والصومال وجيبوتى وغيرها، لكن بلاد المغرب العربي والشام والسعودية وإيران لا تعرف هذه العادة" . وأوضحت أن ربط الخفاض بالعفة والطهارة والحرص على أخلاق الفتيات لا تكون باستئصال الأعضاء، ولكن تتأكد وتتعمق بتربية الخلق القويم وغض البصر، وان الذين يركزون على هذا الجزء من المرأة ما هو إلا عدوان صارخ عليها وجهل بأصول التربية والأخلاق . وقال د.هبه العيسوي أستاذ الطب النفسي إن المصطلح العلمي للخفاض هو "تشوه الأعضاء التناسلية للمرأة، لأنه يحتاج إلى عمليات لاحقة لإصلاح ما ينتج عنه من تشوهات". وأكدت على أن السلوك الجنسي يأتي بعد الرغبة الجنسية والتي يتحكم فيها التفكير والأخلاق والوازع الديني، وهذه كلها مركزها العقل البشري وهذا اكبر دليل علمي على أن الأجزاء التناسلية الخارجية للمرأة غير مسؤولة مطلقا عن السلوك الجنسي . ولفتت إلى أن هذه المنطقة هي مركز الاستمتاع الجنسي للمرأة، وهذا حق شرعي مكفول لها للاستمتاع مع زوجها وهذا يعود بالنفع على الزوج، "المرأة إذا لم تشعر بالاستمتاع تصاب بمرض البرود الجنسي وهذا مرض خطير يضر بالكيان الأسرى والحياة الزوجية". وأشارت العيسوي إلى الأضرار النفسية لهذه العادة تتمثل في أنها تؤدي إلى صدمة نفسية شديدة نتيجة شعور الفتاه بفقدان الأمان والثقة بعد أن تصحبها والدتها لإجراء هذه العملية الى جانب شعورها بالاكتئاب والقلق وحدة الطبع. وفى النهاية أكدت على أن المجتمع في حاجة إلى شباب على قدر من الصحة النفسية الشديدة ولديهم حوافز انجاز وهذا لن يتأتى لشباب تعرض لهذا القطع والإهانة والانتهاك. وتحدثت د.منال عاطف مدير مركز حماية المرأة ويعد أحد المراكز المخصصة لإستضافة النساء المعنفات، أن كثيرا من حالات العنف ضد النساء تعود إلى الخفاض، حيث تبين بعد عقد جلسات بين المعنفات، والأخصائيين النفسيين أن سوء العلاقة الحميمية بين الزوج والزوجة تعود إلى خضوع الزوجة لعملية الخفاض وهو ما يسبب تعرضها للعنف. ميدل ايست أونلاين