سفارة السودان بالقاهرة: تأخر جوازات المحظورين "إجرائي" والحقوق محفوظة    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضيحة روبي وعاصفة غضب مصرية ضد بيرلسكوني
نشر في الراكوبة يوم 01 - 11 - 2010

رغم أن فضائحه الجنسية باتت شيئا معتادا بالنسبة للإيطاليين ، إلا أن اللافت للانتباه أن سيلفيو بيرلسكوني تجاوز هذه المرة الخطوط الحمراء والأعراف الدبلوماسية بزج اسم رئيس أكبر دولة عربية في أحدث مغامراته العاطفية .
ففي 30 أكتوبر ، انتقد رئيس الجالية المصرية في روما المهندس عادل عامر أحدث فضيحة جنسية لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني والتي لعبت دور البطولة فيها فتاة قاصر مغربية الأصل تدعى "روبي".
واعتبر عامر أن المكالمة الهاتفية التي أجراها بيرلسكوني بالشرطة الإيطالية في مايو ماضي وزعم فيها أن "روبي" تمت بصلة قرابة للرئيس المصري حسني مبارك خارجة عن اللياقة ولا تليق باسم دولة كبيرة مثل إيطاليا ، متوعدا بمقاضاة رئيس الوزراء الإيطالى بتهمة التشهير والزج باسم الرئيس مبارك في "مغامراته غير المسئولة ".
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن صحيفة "المصري اليوم" نقلت عن رئيس الجالية المصرية القول أيضا إنه سيتقدم خلال الأيام القادمة برسالة احتجاج شديدة اللهجة لدى رئيس الجمهورية الإيطالي جيورجو نابوليتانو على تصريحات بيرلسكوني التي لم يأت بمثلها أحد قبله في سجلات السياسة الدولية .
وتابع أنه إذا استدعى الأمر أيضا فإنه سيقوم مع أبناء الجالية بوقفة احتجاجية أمام مبنى الحكومة الإيطالية ، مطالبا بيرلسكونى بتقديم اعتذار رسمى على الملأ للشعب المصري.
وفي السياق ذاته ، سارعت السفارة المصرية في روما لنفي وجود أي صلة قرابة بين الرئيس حسني مبارك وتلك الفتاة المغربية.
ونقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن بيان للسفارة المصرية القول :" لا علم لنا حول أن رئيس الحكومة الإيطالية أوصى قاصرا اتهمت بالسرقة بالادعاء أنها قريبة الرئيس المصري" .
وكانت صحف "جورنال" و"لاريبوبليكا" و"كوريرى ديللا سيرا" سربت في 27 و28 أكتوبر مضمون مكالمة هاتفية أجراها بيرلسكوني لإنقاذ روبي من السجن عبر الزعم بأنها تمت بصلة قرابة للرئيس المصري .
وبدأت القصة عندما ألقت السلطات الإيطالية القبض على راقصة مغربية تدعى روبي " 17 عاما " واسمها الحقيقي كريمة بتهمة سرقة 3 آلاف يورو ليلة 27 مايو الماضي.
وقبل توقيع وكيل نيابة القصر بمدينة مسينا في ميلانو أمرا بإيداع الفتاة إحدى دور رعاية الأحداث ، تدخل بيرلسكوني وأجرى اتصالا هاتفيا بالشرطة لتحرير الفتاة ، مدعيا أنها "قريبة الرئيس مبارك" وهو ما تم على إثره إطلاق سراح الفتاة وتسليمها لأحد مساعدي بيرلسكوني.
اعترافات وأكاذيب
وفيما أكد وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني على صفحات جريدة "لاريبوبليكا" صحة ما سبق ، خرج بيرلسكوني بكل "وقاحة" على وسائل الإعلام ليعترف بما ارتكبه بل إنه واصل الاستفزاز بدفاعه عن الأمر باعتباره من خصوصياته ، متناسيا تماما أنه ارتكب خطأ جسيما لا يغتفر ولا يمكن أن يصدر عن شخص عاقل وهو الزج باسم رئيس أكبر دولة عربية في تلك القضية .
ففي 30 أكتوبر وعقب القمة الأوروبية في بروكسل ، قال بيرلسكوني "74 عاما" للصحفيين الإيطاليين الذين كانوا يسألونه عن الفضيحة الجنسية التي تهز الساحة السياسية الإيطالية :" أنا إنسان فرح ، أحب الحياة وأحب النساء ، لا أحد يستطيع إجباري على تغيير نمط حياتي ، أنا فخور به ، أعيش حياة فظيعة وأبذل جهودا جبارة ، أعمل حتى الساعة الثانية والنصف فجرا ، بعد ذلك أخلد إلى النوم وأنهض في الساعة السابعة ، وإن كنت بحاجة من حين لآخر إلى أمسية للاسترخاء ، لا أحد سيجبرني على تغيير نمط حياتي" .
ورغم التصريحات السابقة ، إلا أن بيرلسكوني يبدو أنه لن يفلت من العقاب هذه المرة ، خاصة وأنه كذب على الإيطاليين ، فهو اعترف في البداية بأنه أمضى إحدى الليالي مع "روبي " ورقص معها ، لكنه نفى أن يكون أقام معها علاقة جنسية .
وتابع " بين الحين والآخر ، أشعر بحاجة إلى مساء أسترخي فيه ، ألقي فيه بعض النكات بغرض العلاج الذهني وتنقية دماغي من هذه المشاغل واعتقد أن هذا جزء من شخصيتي وفي سني هذه لا يمكن للشهرة أن تدفعني لتغيير أسلوب حياتي".
وأضاف أنه ساعد الفتاة الفارة من أسرتها والبالغة 17 عاماً عندما كانت في مشكلة مع الشرطة ، مشيرا إلى أنه حاول العثور لها على مأوى لكنه نفى دفع أموال لها أو القيام بأي تدخل غير قانوني في النظام القضائي.
واللافت للانتباه أن روبي أكدت في البداية صحة الكلام السابق لجريدة "لاريبوبليكا" قائلة إن بيرلسكوني لم يسع إلى أخذها للفراش بل على العكس أعطاها مظروفا به 7 آلاف يورو دون مقابل حين التقاها في منزله قرب ميلان ليلة عيد الحب وذلك عند اكتشافه أنها ما زالت قاصرا .
وتابعت أنها قابلت بيرلسكوني مرة واحدة فقط ونفت ممارسة الجنس معه ، قائلة :" لا يسعني سوى إبداء الإعجاب به والتحدث بشكل جيد عنه فبفضله لم ينته بي الحال إلى الشوارع أو ألى أعمال بذيئة ، أقول له ، أشكرك من قلبي ، فأنت رجل نبيل ومن العار أن الناس لا يعرفون حقيقتك ".
ورغم ما سبق ، إلا أن روبي سرعان ما خرجت على وسائل الإعلام مجددا في 31 أكتوبر لتؤكد أنها حضرت حفلات في فيلا بيرلسكوني في آركوري شمالي إيطاليا ، متهمة إياه باستغلالها جنسياً وهي دون الثامنة عشر.
وأوضح الموقع الرسمي لراديو "لومبارديا" الإيطالي أن روبي أكدت أيضا أن بيرلسكوني مارس معها الجنس مرات متعددة في السنوات الماضية.
وفي السياق ذاته ، كشفت صحيفة "إلفاتو كوتيديانو" الإيطالية أن المغربية "روبي" وبحكم رغبتها في دخول عالم العروض الفنية وعروض الأزياء لجأت إلي أهم الوكلاء المشهورين بإيطاليا وهو "ليلي مورا" الذي يقف وراء تقديم العديد من الوجوه الفنية والتليفزيونية الإيطالية والذي يلجأ أيضا لتزويد معظم الملاهي والمحلات الليلية الشهيرة بالحسناوات اللواتي كانت "روبي" المغربية واحدة منهن.
وأشارت الصحيفة إلي أن ليلي مورا اصطحب روبي معه هي وفتيات أخريات في مرات عديدة إلي السكن الرسمي لبيرلسكوني ببلدة "أركوري" الموجودة شمالي "ميلانو".
ورغم نفي النائب العام لمدينة ميلانو إدموندو بروتي في بداية تفجر القضية وجود أي تحقيق حولها ، إلا أن صحيفة "إلفاتو كوتيديانو" أكدت أن تصريحات الشابة المغربية السابقة تعني متابعة بيرلسكوني قضائيا بتهمة الاستغلال الجنسي للأطفال والتشجيع علي دعارة الأطفال ، مشيرة إلى أن النيابة العامة في ميلانو فتحت بالفعل تحقيقا قضائيا حول التصريحات التي أدلت بها الشابة المغربية التي تم توقيفها في مايو الماضي في قضية سرقة بالمحلات الليلية التي يرتادها المشاهير بمدينة ميلانو.
وحتى إن نجح بيرلسكوني بالإفلات من التحقيق القضائي ، فإن المعارضة لن تفوت تلك الفرصة لتصعيد حدة الغضب الشعبي ضده خاصة وأنه رفض الاعتذار عن إقامة علاقة جنسية مع قاصر .
وكان وزير الخارجية الايطالي السابق والقيادي في "الحزب الديمقراطي" المعارض ماسيمو داليما سارع لمطالبة الفاتيكان بضرورة التدخل والإدلاء برأيه في قضية الفتاة المغربية "روبي" ، هذا فيما وجه رئيس تحرير مجلة "أفنيير" الناطقة باسم الفاتيكان نقدا لاذعا لبيرلسكوني ، قائلا :" عليك الرحيل".
مسلسل الفضائح
وإلى حين انتهاء التحقيقات بالقضية ، فإنه يتأكد يوم بعد يوم أن رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيولسكوني مصمم على مواصلة زلات لسانه ومغامراته مع النساء خصوصاً الصغيرات في السن غير عابيء بتداعيات تصرفاته الطائشة سواء داخليا أو خارجيا .
ففي 14 فبراير / شباط الماضي ، كشفت صحيفة "القبس" الكويتية عن أحدث زلات لسان بيرلسكوني التي وقع بها خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء ألبانيا سالي بيريشا في روما .
وتحت عنوان " بيرلسكوني : سنمنع الهجرة إلا للجميلات فقط ! " ، قالت الصحيفة :" في تصريح جديد مثير لرئيس الوزراء الإيطالي سليفيو بيرلسكوني ، خاصة بعد سلسلة الفضائح الجنسية التي تعرض لها العجوز صاحب ال73 عاما ، قال إنه من غير المرحب به وجود المهاجرين غير الشرعيين في ايطاليا ، إلا أن الفتيات الجميلات منهم يمكن استثناؤهن".
وأضافت الصحيفة " بينما كان يلقي بتصريحاته للصحفيين عقب اجتماعه ورئيس وزراء ألبانيا سالي بيريشا ، أشار بيرلسكوني إلى أن الاتفاق الذي عقده البلدان نجح في فرض إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية ، إلا أنه لم يدع الفرصة تفلت من دون أن يضيف نكتة وفق عادته المشهورة ، حيث قال مازحا: أنا قلت لسالي إنه يمكن استثناء الفتيات الجميلات من هذا الإجراء" .
مرض مزمن
زلة اللسان السابقة تؤكد أن ولع بيرلسكوني بالنساء بات كالمرض المزمن ولذا فإنه يضرب عرض الحائط بالعرف الدبلوماسي الذي يفرض على الساسة التزام الحصافة واللياقة ، بل إن مالك نادي "إيه سي ميلان" الإيطالي لكرة القدم وإمبراطور وسائل الإعلام الإيطالية يبدو غير آبه تماما بما تسببه تلك الزلات من إساءة لصورته وصورة السياسيين الايطاليين بصفة عامة .
ولعل إلقاء نظرة على زلات لسان وفضائح بيرلسكوني المتكررة يرجح بقوة أن الفترة التي قضاها خلال شبابه كمغن على متن السفن السياحية تركت فيما يبدو بالغ الأثر على تكوين شخصيته وأبعدته تماما عن ضوابط العمل السياسي .
ففي 31 يوليو 2009 ، كشفت وسائل الإعلام الايطالية أن بيرلسكوني عرض على بائعة الهوى الايطالية باتريزيا داداريو الترشح في لائحته للانتخابات البلدية في منطقة باري ، مقابل التزامها الصمت تجاه تسجيلات صوتية وأشرطة فيديو للحفلات الخاصة التي جمعت بينهما .
ووفقا لما سربته داداريو لوسائل الإعلام فإن بيرلسكوني قدم لها 1000 يورو لحضور حفلة في عام 2003 في منزل بيرلسكوني الخاص في روما ومكثت فيه حتى اليوم التالي .
وأضافت أنها حضرت الحفلة في المنزل الخاص وأنه شارك فيها بالإضافة لبيرلسكوني رجل الأعمال الايطالي جيانباولو تارتيني و20 فتاة حسناء ، قائلة :" خلال الحفلة ، سأل بيرلسكوني الفتيات إن كن يردن العمل في القنوات التليفزيونية أو الدخول في عالم السياسة أو المشاركة في برنامج الأخ الأكبر الذي تستضيفه فضائية تابعة له ".
وما أن نشرت وسائل الإعلام تصريحات داداريو إلا ووجه سياسيون ايطاليون انتقادات لاذعة لبيرلسكوني ، خاصة وأنه سبق أن عرض مناصب رفيعة على حسناوات ليس لديهن خبرة في مجال السياسة ، مقابل حضورهن حفلات خاصة معه.
كما يلاحق القضاء الإيطالي تارتيني صديق بيرلسكوني بتهم الفساد وتشجيع البغاء وتوجيهه دعوات لبعض الفتيات لحضور حفلات رئيس الوزراء ، مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن رئيس الحكومة الإيطالية سبق له وأن اختار "وزيرتين جميلتين " ضمن تشكيلة حكومته ، كما وصف نساء حزبه بأنهن "الأجمل" .
بل وطالب أيضا بنشر الآلاف من عناصر الشرطة في الشوارع لحماية "النساء الإيطاليات الجميلات جداً " ، محملاً إياهن المسئولية لتعرضهن للاغتصاب ، الأمر الذي أثار صدمة في أوساط الجمعيات النسائية الايطالية .
وقبل سنوات ، شجع أيضا رجال الأعمال الأمريكيين على الاستثمار في بلاده لأنها تحوي "الكثير من السكرتيرات الجميلات والفتيات الرائعات".
ولم يقتصر الأمر على ما سبق ، حيث نشرت صحيفة "البابيس" الإسبانية في نوفمبر الماضي أيضا ما قالت إنه صور لحفلات صاخبة في فيلا يملكها بيرلسكوني على جزيرة سردينيا ظهرت فيها امرأة عارية.
ورغم أن البعض قد ينظر للفضائح السابقة على أنها تدخل في إطار الحياة الشخصية لبيرلسكوني ، إلا أن الحقيقة عكس ذلك ولها تداعيات اجتماعية وسياسية ، حيث أقامت فيرونيكا لاريو زوجة بيرلسكوني فى مايو/ آيار 2009 دعوى قضائية لطلب الطلاق بعدما نشرت وسائل الإعلام أنباء علاقة زوجها بعارضة أزياء صاعدة تبلغ من العمر 18 عاما وفي نفس عمر أبنائه الثلاثة .
زلات لسان
وبجانب فضائحه الأخلاقية ، عرف عنه أيضا زلات لسانه مع السياسيين من دول أخرى وإطلاق النكات السياسية ، ففي اليوم الأول لتولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في عام 2003 ، دخل بيرلسكوني في ملاسنة مع النائب الألماني في البرلمان الأوروبي مارتن شولز الذي اتهمه بالارتباط بالمافيا الإيطالية ، فما كان من بيرلسكوني إلا أن رد عليه ، قائلاً : "أعرف منتج أفلام في إيطاليا يقوم بعمل فيلم عن معسكرات الاعتقال النازية ، أقترح أن تلعب دور الحارس" ، الأمر الذي أثار حينها أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وألمانيا.
ومن ضمن زلات اللسان التي وقع فيها أيضا قوله لرئيس الوزراء الدانماركي السابق ورئيس حلف الناتو حاليا أندريس راسموسين إنه يعتزم تقديمه لزوجته فيرونيكا لاريو ، مادحاً وسامة راسموسين الذي أشار إليه ب "أجمل رئيس وزراء أوروبي".
وبالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما ، فإنه لم يسلم هو الآخر من زلات لسان بيرلسكوني ، حيث وصفه بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية ، ب "صاحب البشرة السمراء" ، في إشارة إلى لونه الأسود وذلك خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الروسي ديمتري مديفيديف.
والمثير للانتباه أنه لم يأبه بالآثار النفسية التي تنجم عن مجرد النطق بكلمة "فاشية" وتذكير الايطاليين والعالم بالتالي بتاريخ من القمع والقتل العشوائي ، وقال في مقابلة صحفية في عام 2003 إن الزعيم الفاشي الايطالي بينيتو موسوليني لم يقتل خصومه بل كان يرسلهم في إجازات ، وهو الأمر الذي جلب له انتقادات واسعة من المعارضة الإيطالية ومن معارضي الفاشية في أوروبا .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد طالت زلات لسانه أيضا العالم الإسلامي حينما زعم قبل سنوات أن الحضارة الغربية أرقى من نظيرتها الإسلامية وأنه يجب على الغرب اكتساح العالم الإسلامي ، وهو الأمر الذي قوبل حينها باستياء عارم في الدول العربية والإسلامية وخرجت مظاهرات واسعة للتنديد بتصريحاته ، ما اضطره في النهاية إلى الاعتذار عن تصريحاته غير المسئولة .
اتهامات بالفساد
وبالإضافة إلى الفضائح الأخلاقية وزلات اللسان ، فإن بيرلسكوني يواجه أيضا اتهامات بالفساد ، حيث وجهت محكمة ايطالية له تهمة دفع أموال قيمتها 600 ألف دولار إلى محاميه البريطاني لشئون الضرائب ديفيد ميلز لتقديم إفادات خاطئة بشأن محاكمتين خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي.
ورغم أن محاكمة بيرلسكوني قد علقت بعدما أجاز البرلمان الإيطالي في 2008 قانونا يقضي بمنح الحصانة لرئيس الوزراء الإيطالي ، لكن المحكمة الدستورية الايطالية قضت في 7 أكتوبر 2009 ببطلان الحصانة ، مما مهد الطريق نحو معاودة اتخاذ إجراءات قضائية ضد برلسكوني.
وبالفعل ، استؤنفت محاكمة رئيس الوزراء الإيطالي بتهم الفساد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في مدينة ميلانو ، فيما يصر بيرلسكوني على أنه برئ من التهم الموجهة إليه ، واتهم المدعين العامين بالتعاطف مع المعارضة اليسارية ، متعهدا باستكمال مدة ولايته في رئاسة الوزراء البالغة خمس سنوات والتي بدأت في شهر إبريل/نيسان 2008 حتى لو صدر في حقه حكم إدانة .
وبالإضافة إلى الرشوة واستغلال النفوذ ، فإن بيرلسكوني يواجه أيضا اتهامات بالتهرب من الضرائب ، ففي 16 نوفمبر 2009 ، أجلت محكمة ايطالية النظر في دعوى ضد رئيس الوزراء الذي يواجه اتهامات بتهرب ضريبي تبلغ قيمته 45 مليون دولار مارسته شركة "ميدياسيت" التي يرأسها خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2003.
ورغم أن كثيرين يتوقعون الإطاحة بيرلسكوني في انتخابات 2013 ، إلا أن العقاب يبدو أنه بدأ مبكرا ، ففي 14 ديسمبر / كانون الأول 2009 ، تعرض بيرلسكونى خلال تجمع انتخابي في ميلانو لهجوم أسفر عن كسر في أنفه وسقوط بعض أسنانه وكذلك قطع في الشفة.
الهجوم السابق وإن كانت السلطات الايطالية حاولت تبريره بأنه صادر عن شخص يعاني من مشكلات نفسية ، إلا أن وسائل الإعلام الايطالية كشفت فيما بعد أن ماسيمو تارتاجاليا (42 عاماً) الذى اعتدى على بيرلسكونى بقذفه بتمثال لم يكن يعاني أية اضطرابات نفسية وأنه خطط بعناية لهذا الهجوم احتجاجا على فضائح بيرلسكوني المتواصلة.
والخلاصة أن بيرلسكوني سيدفع عاجلا أم آجلا ثمن أخطائه وتصرفاته الطائشة ، بل إن إزاحته من السلطة هو أمر يخدم العرب والمسلمين باعتباره أكثر السياسيين الإيطاليين ولاء لإسرائيل وعداء للإسلام .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.