لكل «مونديال» كروي علامته الشعبية المميزة التي تربط هذا الحدث الرياضي الهام بتراث البلد المضيف له. وفي مونديال هذا العام أصبحت «الفوفوزيلا» رمزا عند معظم الفرق المشاركة، بعدما كان استخدامها مقصورا على جمهور جنوب أفريقيا المستضيفة. الفوفوزيلا عبارة عن أبواق رقيقة من البلاستيك يدوّي بها الجمهور لدى تشجيعهم فريقهم المفضّل. ولكن على عكس ألوانها المتعددة الجميلة فإن أبواق الفوفوزيلا تصدر صوتا واحدا حادا ومستمرا.. من دون نوتات أو نغمات جميلة. وفي ألمانيا يقول العلماء الألمان، اليوم، بعدما غزت «الفوفوزيلا» مدن البلاد، إن هذه الأبواق تضر صحيا بأذن المواطن، كما أن مادتها البلاستيكية ضارة بالبيئة وستشكل عبئا على البيئة بعد انتهاء المونديال. وبالتالي، قررت عدة مدن ألمانية، بينها كولون وبون، منع استخدام الفوفوزيلا أيام العرس الكروي العالمي «بسبب مضارها الصحية». واتخذ القرار استنادا إلى دراسة لدائرة البيئة في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، تشير إلى أن هذه الأبواق تصدر صوتا بدرجة 127 ديسيبل (وحدة قياس الضجيج) وهذا يتجاوز الحدود الموضوعة من قبل الوزارة التي هي 80 ديسيبل كحد أقصى. ويحذّر العلماء، من شركة «فوناك»، المتخصصة في صناعة أجهزة السمع للصم، من أن نفخ الفوفوزيلا جماعيا لفترة 15 دقيقة، وبقوة 100 ديسيبل فقط، يمكن أن يصيب الأذن البشرية بأضرار، وأن الاستماع إلى ذلك طوال شهر - هي فترة «المونديال» – قد يؤدي إلى ضعف السمع والمعاناة من طنين الأذن. وقد نشرت نقابة الموسيقيين الألمان رسالة على صفحتها الإلكترونية تحث فيها الألمان على التخلي عن هذه الأبواق «المزعجة» والاستعاضة بأغاني التشجيع المعهودة. وقال عازف الترومبيت المعروف كورنيل فاختر إنه صار يعاني من طنين في الأذن منذ نفخ أحد المشجعين الفوفوزيلا فجأة قرب أذنه. وللعلم، كان اتحاد كرة القدم الألماني عبّر عن امتعاضه من «ضجيج» هذه الأبواق منذ دورة كأس القارات 2009 التي استضافتها أيضا جنوب أفريقيا.
