والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احزابنا (فطيره) وتحتاج الى حضانه ثم نضج.... الامام عبد الرحمن المهدي رعاني مادياً وفكرياً... تمت محاكمتي بالاعدام لكن خلف الله الرشيد استطاع اخراجي منها...
نشر في الراكوبة يوم 04 - 04 - 2013

= القيادي بحزب الامة القومي بكري عديل في مراجعات سياسية
= تمت محاكمتي بالاعدام لكن خلف الله الرشيد استطاع اخراجي منها...
=اول مرتب لي لم(اقبضه) حتى الان..
= اكثر من 1500 شخص يحملون اسم عديل...
=صارعنا الحكم الانجليزي الى ان انزاح من امامنا...
= الامام عبد الرحمن المهدي رعاني مادياً وفكرياً...
ولد القيادي المعروف بحزب الأمة الأستاذ بكري أحمد عديل بمدينة أبوزبد التي تقع جنوب غرب مدينة الأبيض ودرس المرحلة الثانوية في أعرق مدرستين بالسودان حيث إقتسم تلك المرحلة بين حنتوب وخورطقت ثم درس الإقتصاد بجامعة الخرطوم وتولى كثيراً من المناصب، والتي من بينها حاكم كردفان الكبرى في عام 1980م وتولى كذلك وزير التربية والتعليم... و أمسك بالعديد من الملفات بحزب الأمة الذي تدرج فيه، إلى المواقع القيادية وكان آخرها منصبه الحالي مساعد رئيس الحزب السيد الصادق المهدي ضمن أربعة آخرين ، كان(للمشهد الان) الشرف بالجلوس اليه بداره في حوار مراجعات سياسية وتوثيقية استطاع عديل تذكر كل تفاصيلها المرتبطة بقضية الوطن والبلاد ابان حكم الانجليز وبعده خلال الحكومات التي توالت على السودان ووصف عديل الاحزاب السودانية ب(الفطيرة) وقال انها تحتاج الى مرحلة الحضانة ثم النضج بما فيها حزب الامة القومي الذي يعد عديل من قياداته حتى الان...الى التفاصيل.
حوار:نفيسة محمد الحسن
*من هو بكري عديل واين نشأ ودرس؟
من ابناء ابوزبد قبيلة حمر وهي قبيلة عربية تشتهر بالرعي (ابل- ضأن)في كردفان وجنوب غرب كردفان وتتنقل في موسم الخريف،حيث تكون في موسم الخريف بشمال كردفان لانه خالي من الذباب وفي الصيف تتواجد في جنوبه لتوفر المرعى ، والمعلوم ان الضأن الحمري كما يقولون له سوق وطلب خاص لتميزه بالطعم ،وعاصمتنا النهود وابوزبد،درست الكتاب بابوزبد والمرحلة المتوسطة بالدويم الريفية لاسباب اسرية والثانوي درست عام بحنتوب والبقية بخورطقت ثم جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد.
*كم لديك من الاشقاء؟
تعد اسرة احمد عديل اكبر اسرة في السودان لانه عندما اجرينا بحث واحصاء وجدنا اكثر من 1500 شخص يحمل اسم عديل وتزوج والدي ب9 نساءولدي 17 من الاخوة و7 من الاخوات وتوفي عمره اكثر من 100عام وكان من المحاربين مع المهدي في شيكان وامدرمان والكثير من المعارك التي خاضتها المهدية .
ماهو سر تسمية عديل؟
اطلق هذا(اللقب) في عهد الامام عبد الرحمن المهدي ويرجع هذا الاسم الى المنطقة التي ننتمي لها فقريتنا عندما توصف يقال (امشي عديل) لتجدها وهو كان كبير المنطقة هناك فاصبحت عديل جزء من اسم احمد (والدي)ولم يكن المهدي يتحدث معه باسم احمد بل عديل.
في اي عام بدأت تهتم بالعمل السياسي وهل من واقع سياسي ام تأثير للاسره؟
عام 1948م منذ دخولي للمرحلة المتوسطة ، وكان والدي (شرتاي) وسط قبيلته كما كان ضد وجود الانجليز بالبلاد وكان من المقربين للمهدي وكل عائلتنا انصار وحزب امة 100% ولانجامل في ذلك.
كيف توصف التعليم قديماً ؟
اصف تلك الفترة بالاثاره لان الحكم الاجنبي كان بالبلاد (الانجليز) وكان للطلاب دور كبيرومتميز في (مصارعة) الحكم الاجنبي فمنذ دخولنا الى المتوسطة بدأنا علااك مع الحكم الاجنبي بكل وسائل المقاومة مظاهرات واضرابات وتنسيق مع كل الايادي التي كانت لها مواقف واضحة تجاه الحكم الاجنبي (العمال- الموظفين- المزارعين).
درست بحنتوب عام واحد وبعد افتتاح خورطقت طلبت (نقلي) اليها وتم التبادل مع طالب من خورطقت، واذكر في حنتوب قابلت خلف الله الرشيد وجعفر نميري ثم ذهبت لخورطقت التي ساهمت الى حد كبير في العمل السياسي ضد النظام القائم واضراب خورطقت الشهير والذي تم فيه فصل 119 طالب كنت احد المفصولين، حيث قاد الاتحاديين عمل سياسي ضد وجود الانجليز في البلاد وكان هناك صراع بين الاتحاديين والاستقلاليين لذلك تميزت تلك الفترة بالعمل الدؤوب الذي استمر معنا الى الجامعة عام 1952م ،و اذكرمن زملائي الاخ دريج وقنديل بخورطقت كما انهم قريبون جداً من قلبي نسبة الى اننا كما يقولون (غرابه).
كم كان عدد منتسبي حزب الامة في الجامعة ؟
كنا ثلاثة فقط انا وكمال الدين عباس رحمه الله وعدنان الامين، ومنصور خالد كان متذبذب اوقات معنا واخرى ضدنا لكنه كان يتعامل معنا وكان وقتها في النهائي ونحن باولى ، وكنا نسير دفة العمل السياسي بالبلاد ومقترح الحكم الزاتي الذي قدم بالبرلمان تمت سياقته من نادي اتحاد الطلاب بجامعة الخرطوم واللجنة التي كانت تشرف على الطلاب هي لجنتنا (المستقلين)واستمر العمل السياسي الى ان تم الاستقلال وكنا وقتها تخرجنا قبل اشهر قليلة ولنا الشرف في المشاركة في بدايات مارس بحضور معركة القصر وشاركنا في ا لمظاهرات.
قبل الاستقلال لاي تيار كان انتمائك ؟
كنت مع مايسمى بالجبهة الاستقلالية التي كانت لاترغب في الاندماج مع مصر بينما الاتحاديين يريدون علاقة مع مصر.....لكن بعد مجئ الثورة المصرية تغيرت مفاهيم الاتحاديين لاحساسهم بأن العلاقة مع مصر تجرنا الى المشاكل خاصة بعد وصول الحكم العسكري بمصر فتحولوا من المطالبة بالاتحاد الى المطالبة بالاستقلال التام وتم الدمج مع مجموعة حزب الامة عدا اقلية لاتذكر كانت ترغب في الاندماج ، وبعد ذلك اقتنع المصريين بأن يأخذ السودان استقلاله الكامل.
هل كنت حضوراً اثناء رفع العلم بالقصر؟
لا لم اكن موجود... كنت بالبلد لكن كل المعارك التي حدثت ضد عساكرالانجليز في الخرطوم كنت مشاركاً واشهرها معركة مارس.
الم يعيق هذا الحراك السياسي المبكر مسيرتك الدراسية ؟
ابداً ... بل العكس كان الاهتمام السياسي دافع لنا لاكمال تعليمنا بتميزفكنا مجتهدون جداً لعلمنا التام ان تخرجنا هو اساس لاي نهضة يمكن حدوثها في السودان.
*وهل كان والدك يساندك في تلك الاهتمامات السياسية؟
نعم ...لكنه توفي وانا ادرس في خورطقت ، ولم يعارضني في اي عمل ضد الانجليز بل كانت له مواقف مشهورة في منطقتنا هناك ضد الاستعمار.
علاقتك بالامام عبد الرحمن والامام الهادي في محطات ؟
كان يعجبني كثيراً الامام عبدالرحمن وكنا نذهب له كل يوم جمعة لنستمع لحديثه حول الدين والسياسة وكان يدعمنا ويرعانا كثيراً.
ماهو شكل هذه الرعاية ومن كان معك؟
الثلاثة الذين استطاعوا دخول الجامعة وكان يدعمنا (مالياً) وينصحنا بالحديث عن تأريخ المهدية ودور ابائنا والدور المطلوب منا في المستقبل وان السودان لابد ان يستقل والكثير من احساسه وحبه للسودان ، واعتدنا ان نذهب له كثيراً ، اما الامام الهادي عندما جاء كنت وقتها موظف كبير وقتها كان ناس نميري في السلطه وقبل احداث الجزيرة ابا كنا نقود العمل السياسي المضاد لنميري وكنا كشباب نأتي له ونطلب رأيه في بعض الامور الى ان حدثت احداث الجزيرة ابا واستشهاد الامام الهادي لم يكن هناك امام للانصار في تلك الفتره ولايوجد نشاط لحزب الامه واستطاع نميري في تلك الفترة السيطره على البلد بالكامل وهذه هي الفترة التي عملنا فيها عمل سياسي (جد)بتكوين حزب الامة والمكتب السياسي للمقاومة برئاسة السيد الصادق.
اين تم اول تعيين رسمي لبكري عديل؟
اول تعيين رسمي لي لم (اقبض) مرتبه حتى الان....كنا في الماضي قبل التخرج نبحث عن الوظيفة وكان بوزارة المالية بالرغم من اني تقدمت الى شل مع كل الدفقعة التي كان مجملها 37 خريج وتم اختبارنا جميعاً لكن حظي كان اوفر من غيري وبعدها ذهبت الى المالية وقلت لهم لا استطيع الحضور لتعييني في موقع اخر لكن لشهرين كانت وظيفتي موجوده وكل من يذهب لهم بطلب تعيين يقولون لهم لابد من تنازل بكري كان اخرهم صاحبي مهدي الفكي محافظ بنك السودان الاسبق فقال لي بعد عملك في شركة شل تنازل عن وظيفتك في المالية لي وحدث ذلك وتدرج الى ان اصبح محافظ بنك السودان.
وكم كان راتبك حينها؟
120 جنيه ووضع مميز بعربة وزملائي بالمالية كانوا يصرفون 30 جنيه، عملت بشل 10 اعوام لم تفصلني عن العمل السياسي الى ان قامت اكتوبر فقررت التفرغ الى السياسية فاصبحت لدي علاقات بالقيادات في الحزب واستمريت في الحزب الى ان جاءت حكومة سرالختم الخليفة ثم رجعت الى العمل الخاص ومنه الى العمل السياسي حتى اصبحت وزير.
*يقال انه تم اعتقالك والحكم عليك بالاعدام الا انه لم ينفذ ابان حكم نميري ؟
هذا صحيح.... لدي زميل درس معي في خورطقت كان هو المستشار القانوني للمحكمة وبحكم الزمالة والصداقة تخيلت انه سيقدم لي المساعده لكن بعد اكمال حيثيات واجراءات المحكمة قررت المحكمة اعدامي لكن هذا المستشار رأى انه لايمكن الحكم بالاعدام بشهادة شخص واحد ومشكوك في زمته.
*هل تذكر اسم هذا الشاهد؟
نعم كان اسمه محمد بخيت ويعمل عسكري، وفي قانون المحكمة انه في حالة اختلاف المستشار القانوني للمحكمة مع قيادة المحكمة يرفع الامر الى الرئيس نميري وبعد رفع امري اليه ايد قرار الاعدام لكن برجوع الاوراق الى المحكمة وفي قانون المحكمة من حق نائب الاحكام يحتج ثانية ويعاد الامر الى رئيس المحكمة العليا وكان وقتها خلف الله الرشيد وهو صديق مقرب لي فإستطاع تفنيد حديث الرئيس وحول الحكم الى السجن خمسة اعوام قضيت منها عامان ونصف زقت فيها كل انواع العذاب بسجن بورتسودان من شهر 7 الى 4 في وقت (سخونة) وصمت رمضان 40 يوماً لانني مغلق في زنزانة يعطوني صحن (عدس) وبصلة واحده ومياه في(كوره) اتجرعها عبر(الشباك) فقط وكنا 119 شخص الى ان حدثت المصالحة الوطنية مع مايو وتم تعييني حاكماً لكردفان ثم وزيراً للتربية والتعليم ثم وزيراً للطاقة وقدمت استقالتي بعد 6 اشهر من تعييني.
= القيادي بحزب الامة القومي بكري عديل في مراجعات سياسية ل(المشهد الان)..(2)
= كلفت بالعمل العسكري داخل الجبهة الوطنية منذ العام 1972م...
= فُصل محمد نور سعد من الجيش لعلاقته مع المعارضة... وكان دعماً للجبهة...
= الشريف الهندي كان المسؤول عن الدعم المادي والحربي...
=براءة إمرأه اجهضت محاولة اغتيال نميري...
= احزابنا (فطيره) وتحتاج الى حضانه ثم نضج..
حوار:نفيسة محمد الحسن
*ذكرت في الحلقة الماضية انك قدمت استقالتك من وزارة الطاقة والتعدين بعد 6 اشهر من التعيين...ماهي الاسباب؟
حدث اختلاف بيني ومجلس الوزراء حيال وزارتي ، حيث عمت السودان امطار غزيرة عصفت بكل كوابل الكهرباء وبما انني وزيراً للطاقة من مسؤولياتي هذا الضرر لكن المطر يأتي من السماء لماذا تتم محاسبة احد؟ المهم انه صادف في نفس اليوم اي قبل اجتياح الامطار والسيول للبلاد كنت مسافراً للندن بغرض اجراء الفحوصات وبعد اقلاع الطائرة جائتني رسالة من مكتبي بالوزارة يبلغني بالكارثة التي حلت على البلاد فأخبرت مكتبي برد لرسالتهم انني ساعود على الفور ولن اكمل رحلتي وحدث ذلك عدت الى السودان مباشرة بعد وصول الطائرة الى مطار لندن فقط لكني فوجئت بقرار من مجلس الوزراء قضى بفصل كل القسم المختص بالمياه في الوزارة وكان لدي رأي واضح في هذا القرار لعدم وجود اي سبب مباشر لفصلهم وعندما قلت لهم ذلك قالوا هذا تأديب لهم! فقلت لهم هل تم تكوين لجنة لاصدار القراردون الرجوع لي قالوا لا ...فأقمت الدنيا ولم اقعدها مع مجلس الوزراء على هذا التجاوز وقدمت استقالتي حينها.
*تأريخك في الجبهة الوطنية والتي اسماها الرئيس نميري بالمرتزقة؟
كنت عضو بالمكتب السياسي الذي كان يكون من 10 اعضاء وهو الذي قاد العمل العسكري ضد مايو الى ان سقطت، كان الصادق المهدي رئيس المكتب والفاضل الجاك وكمال الدين عباس وشريف التهامي ونقد الله ودكتور بقادي وبكري عديل وعباد برشم وعمر نورالدائم، وعملنا بجد ضد مايو وتم تشكيل المجلس العسكري وجمع الصفوف العسكرية والانصارية وتم تكليفي بعدة سفريات منها انجلترا والنمسا ومصر والمانيا لجمع السلاح والدعم واعلام جيوبنا هناك مالذي يحدث ، وبعد ضرب الجزيرة ابا خرجت اعداد كبيرة من الانصار الى الحبشة وبعد تكوين الجبهة الوطنية نقلناهم الى ليبيا حيث اقمنا المعسكرات هناك، وذهبنا انا ومحمد نورسعد وعمر نورالدائم الى السيد الصادق بلندن وحددنا السلاح الذي نريده ثم ذهبت الى النمسا ثم القاهرة وجده ثم الخرطوم حتى قيام سبتمبر1983م.تم تكليفي بالجانب العسكري عام 1972م والمعلومات عن الجيش وتوزيعه وتحركاته ومن يتبعون لنا داخل الجيش، واكتمل تواجدنا في ليبيا بعد نقل الانصار من الحبشة الى ليبيا لكن ليس كل افراد الجبهة ذهبوا عن طريق الحبشة فمنهم من ذهبوا عن طريق اوروبا واخرين بالعربات وغيره من وسائل النقل وتم تدريبهم عسكرياً واصبحت قضيتنا هي اسقاط النظام.
*من اي دولة تم دعمكم؟
اول ماقمنا به هو تأمين مصادر الدعم من ليبيا والدول المجاورة وبعض الاقباط والشريف الهندي لعب دوراً كبيراً في ذلك لعلاقاته المتعددة والجيدة مع الدول المجاورة كما ان هذه المهمة كانت تتم في سرية تامة.
*متى انضم لكم محمد نور سعد ؟
لم يكن معنا محمد نور سعد بل يعقوب اسماعيل لكن نظام نميري استطاع كشف امره ،ففضلنا التعامل مع محمد نور سعد من بعده حيث كان ضابطاً مميزاً بالقوات المسلحة ودرسنا شخصيته واذكر اننا تزاملنا في خورطقت وجندت بعض الاخوان للحديث معه واقتراح ان ينضم لنا وبعد قبوله قابلته لكن سرعان ما انكشف امره ايضاً بعد ملاحظة تواجده معنا وتم فصله من الجيش وكان رأينا ان يذهب لليبيا حتى يتعرف على اوضاع معسكراتنا هناك ومستوى التدريب لقواتنا لكن واجهتنا معضلتين اولها كيف يخرج ومن سيكون معه، فأصدر قرار ان اذهب انا معه واتفقت معه ان اسافر انا اولاً الى السعودية ثم لندن لمقابلة المعارضة هناك وان يسافر هو الى المانيا ويتصل بي لاذهب اليه لمقابلة السيد الصادق ثم ندخله الى ليبيا.
* لكن لماذا اخترتم المانيا تحديداً؟
كان لدي محمد نور سعد ابن من زوجة المانية انفصل عنها،فطلبنا منه تقديم طلب الى الاستخبارات ان يذهب الى المانيا لرؤية ابنه ومواصلة الدراسة بعد انقطاعه عن العمل في الجيش،ومن جانبنا نعلم ان عمر محمد الطيب تربطه علاقة صداقة قوية مع محمد نور سعد وطلب من عمر محمد الطيب اقناع نميري بالسماح له بالسفر الى المانيا لعدم ارتباطه بشئ في السودان واستطاع اقناعه فوافق نميري وكنت حينها مدير تسويق في مؤسسة النيل الازرق للتغليف واتفقنا ان اذهب للسعودية لمقابلة المعارضة لاخذ اموال ثم اقابل الصادق والهندي في لندن واقابل محمد نور سعد وعمر نورالدائم بالمانيا،اقمت في (لكونده) فرانكفورت والسيد الصادق في (لكونده) بجوارها وهو بثالثة بالقرب منها وقابلنا السيد الصادق انا ومحمد نور سعد ولم يكن معنا عمر نورالدائم كما تنشره الصحف هذه الايام.
* ماهي المهمة التي اوكلت لمحمد نور سعد داخل الجبهة؟
كانت مهمته هي تحديد الاسلحة التي يريدها وان يتعرف على المقاتلين وعددهم هل يكفي ام نحتاج لزيادة، فجلسنا انا ومحمد نور سعد والسيد الصادق في اجتماع مغلق منذ ال9 صباحاً حتى 11 مساءً وحددنا حوجتنا استناداً على حديث محمد نور سعد لانه خبير في الاسلحة، لكن كيف يتم شراءها ومن اين هي مهمة الهندي ، وتقرر ان انقل هذه التفاصيل الى المعارضة الداخلية في السودان(لعدد بسيط ) وهم كمال الدين عباس والفاضل الجاك وعباد برشم،وحددنا خطتنا التي تركزت على عدد كبير من الشباب يتم تجنيده هنا حتى يكونوا مرشدون لمن يأتون من ليبيا لانهم كانوا بعيدين عن السودان لفترات طويلة وان نجند بعض منهم وتسفيره لليبيا كانت مهمة الفاضل الجاك، وذهبت الى القاهرة لهذا الغرض لان هنالك اعداد كبيرة من الشباب العاطل بمصر لكننا لم نتوسع في ذلك كثيراً لخوفنا من الاستخبارات المصرية وعلاقتها بليبيا وللتمويه طلبت مجئ ولادي الى مصر ومنها الى جده وحضرت الى السودان في 15/7/ 1975م.
*ماهي طبيعة الخطأ الذي حدث في سبتمبروانت شاهدٌ على ذلك؟
كانت بالمرخيات مجموعة من العساكر ولديهم (دبابات) ونحن استطعنا الحصول على كل انواع الاسلحة عدا الدبابات ففضلنا تعطيل دبابات المرخيات حتى لا تستهدفنا واوكلنا تلك المهمة لعبد الغني (الهارب)ومعه 14 من العساكر هو الان قاضي بالولاية الشمالية لكنه تراجع عن ذلك وهرب وتلك الدبابات نفسها التي قادها ابوالقاسم وبابكر محمد علي لضرب ناسنا في الاذاعة وتم احتلالها وانتهت سبتمبر.
*لكن الاعتماد على شخص واحد لمثل تلك المهام يعتبر خلل وخطأ؟
ابداً...مثل تلك المهام لانستطيع الاعماد فيها على اشخاص كثر لان عامل السرية في تلك المرحلة كان المهم،وكان هدفنا جميعاً هو اسقاط نظام نميري .
*مقارنات في الحكم منذ حقبة اكتوبر 64 وابريل 85 والفترة الانتقالية ؟
اغلبها حكومات عسكرية حتى التي المدنية جاءت بإنقلاب عسكري مثل نميري وعبود النظام الحالي،وخلافاً لسوار الدهب لايوجد نظام قدم حكمه لاخرين.
*هل صحيح انكم خططتم لاغتيال نميري في سبتمبر؟
نعم...لكن حدث خطأ بعد اكمال كل الخطط وهو ان من المنفذين يوجد عسكري تم توكيله بمهمه معينة في الاغتيال لكن طرق باب منزله زميل له وعندما فتحت الزوجة سألها عنه الا انها قالت له لديه انقلاب ذهب اليه حينها اسرع هذا العسكري الى موكب الرئيس الذي كان يتأهب للخروج فابلغهم المعلومة وتم تغيير خط سير نميري حيث ذهبوا به الى الحاج يوسف حتى استطاعواالتأمين على حياته ، وخطتنا تركزت على ان احد اصدقاءنا (ضابط) في الجيش كان مريض وذهب الى انجلترا للعلاج وبعد اطمئنانه على صحته اراد اقامة(كرامة) واقترحت عليه دعوة نميري وطلبت منه الاكثار من الويسكي وسنأتي نحن بكمين داخل الجيش ونقوم بقتله لكن زوجة العسكري (خربت علينا) ببراءة.
*ماهي رؤيتك للبرلمانات السودانية من حيث الاداء ونظام الحكم؟
لن يتم الحديث عن البرلمان بمعزى عن الاحزاب لانها التي خرجت من رحمها قيادات البرلمانات، وللاسف الشديد ان احزابنا (فطيرة) وتحتاج الى مرحلة حضانة ثم نضج.
*حتى حزب الامة الذي تنتمي له؟
نعم ...حتى حزب الامة مازال (فطير)، لذلك النواب الذين يأتون للبرلمان يعلنوا مطالب حزبية فقط ولازلنا في طور مبكر من الممارسة الديمقراطية الصحيحة.
*هل هذا يعني انه لم يمر على السودان برلمان مثل رأي الشعب؟
نعم ...لم يأتي حتى الان برلمان قال كلمة الشعب لان النواب يمثلون احزاب تعاني من خلل داخلي ، حتى حزبنا عندما يأتي الاختيار لن يكون قائم على الكفاءة والمعرفة بمشاكل البلاد ومقترحات حلولها بل يتم الاختيار على اساس الى اي مدى يستطيع هذا العضو ارسال توجهات القيادة العليا في الحزب في المنطقة التي يمثلها.
*كيف تنظر لبيت المهدي قديماً وجديدً عطفاً على الانشطارات بدءً من خروج الصادق عن الامام الهادي وفصل الامامة عن السياسية؟
للاسف الشديد توجد الانشقاقات والخلافات في منزل المهدي ومازالت واتسعت كثيراً خاصة بعد دخول الشباب للسياسة بعد مايو وحتى الان، صحيح ان الصادق طالب بفصل الامامة عن السياسة وهذا في تقديري اصلاح لكنه انتكست الان لان الصادق يمارس السياسة وامام وهذه قضية يجب ان تحسم ماهي وظيفة الامام ووظيفة رئيس الحزب وايهم يخضع للتمثيل الشعبي الصحيح؟!
*في تقديرك هل بحزب الامة ديمقراطية كما نص عليها دستورالحزب؟
لاتوجد ديمقراطية في كل احزاب السودان، وهي ليست كإدخال الخيط في (ابرة) بل هي ممارسة، لكن عموماً يوج نقص في الديمقراطية لدي كل الاحزاب والامة تحديداً، لكن مازال المجال متاحاً للتجويد في الممارسة اليمقراطية.
*قال الامام الصادق انه سيتنحى عن رئاسة الحزب كيف تقيم تلك الخطوه وانت كنت من المقربين له؟
في تقديري ان هذا قرار صحيح واقترح عليه ترك السياسة بعد40 عاماً وان يجتهد في القضايا الفكرية والدينية ويتفرغ لاعادة كتابة تأريخ الانصار والمهدية لان به تشويش كثير بعد ان كتبه الانجليز والمصريين والشوام وخربوا الكثير من احداثه، كما نريد ان نضع خطة لعلاقة الانصار بالحزب لانها مبهمة ويجب تحديدها لانها لاتتماشى مع الحديث الذي قاله الامام عبدالرحمن (ليس كل حزب امة انصاري وليس كل انصاري حزب امة)وانسب شخص ليقوم بهذا التصحيح هو السيد الصادق ولايمكن ان يؤتمن شخص آخر غيره على هذا العمل.
*وفقاً لتجربتك هل ينجح نظام ليبرالي في السودان؟
النظام الليبرالي هونظام وعي ،بمعنى انه ان مورست الديمقراطية ووعي وتجرد واكتفاء زاتي لكل المرافق سينجح لكن ان تمسك الناس بالحزبية الصارخة والقبلية والاصرار على الطائفة السياسية الدينية سيقلل من فعالية الحركة الديمقراطية داخل الانظمة.
في الحلقة القدمة يسرد بكري عديل بقية تفاصيل المحاولة الانقلابية ويحمل مبارك الفاضل مسؤولية الفشل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.