مدريد - لأسباب عديدة، يتطلع كل من برشلونة وريال مدريد إلى الاهتمام بمباراته المرتقبة السبت في الدوري الأسباني لكرة القدم والنظر إليها بأنها أكثر من مجرد تدريب في ظل تركيز كل من الفريقين بشكل أساسي على مسيرته في بطولة دوري أبطال أوروبا. ويدخل قطار الدوري الأسباني محطاته الأخيرة ومراحله الحاسمة في الأسابيع القليلة المقبلة دون إثارة حقيقية بعدما حسم الصراع منطقيا بتربع برشلونة على أقمة بفارق مريح من النقاط أمام منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد الذي أهدر مبكرا فرصة الدفاع عن لقبه. وقال البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال، في كانون الثاني/يناير الماضي، "لقب الدوري الأسباني مستحيل". ومثلما اعتاد، ترجم مورينيو هذه التصريحات إلى تصرفات وواقع ملموس من خلال الدفع بعدد من لاعبي الصف الثاني في مباريات الدوري التي سبقت المباريات المهمة والصعبة في كأس ملك أسبانيا ودوري الأبطال الأوروبي لينجح في بلوغ نهائي كأس أسبانيا والاقتراب بشكل كبير من المربع الذهبي لدوري الأبطال. وعلى سبيل المثال، شارك أربعة فقط من اللاعبين الذين خاضوا اللقاء الذي تعادل فيه الريال مع ريال سرقسطة 1-1 مطلع هذا الأسبوع في المباراة التي فاز فيها الفريق 3-صفر على غلطة سراي الأربعاء في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال. واللاعبون الأربعة هم حارس المرمى دييغو لوبيز وسيرخيو راموس ومايكل إيسيان وكريستيانو رونالدو. وقال مورينيو إنه سيستعين باللاعبين راموس وتشابي ألونسو في لقاء ليفانتي بالدوري الأسباني السبت نظرا لغيابهما عن صفوف الفريق في مباراة الإياب أمام غلطة سراي التركي الثلاثاء المقبل بسبب الإيقاف. وبهذه الطريقة، يحافظ الريال على لياقته وجاهزية لاعبيه وإعداد البدائل للموقوفين والغائبين في مباراة الإياب أمام غلطة سراي. ولايبدو برشلونة قلقا بشأن لقب الدوري الأسباني لسببين رئيسيين هما اتساع الفارق مع الريال إلى 13 نقطة واستسلام الريال لليأس بالفعل في هذا الصراع. ومثلما يفعل الريال، دفع برشلونة بأربعة لاعبين فقط في لقاء سلتا فيغو الذي انتهى بالتعادل 2-2 يوم السبت الماضي ممن خاضوا التشكيلة الأساسية للفريق في لقاء باريس سان جيرمان الثلاثاء الماضي والتي انتهت بنفس النتيجة في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال. واللاعبون هم البرازيلي داني ألفيس وجيرارد بيكيه والتشيلي أليكسيس سانشيز والأرجنتيني ليونيل ميسي. ويركز برشلونة في الوقت الحالي على كيفية تدعيم خط الدفاع وعلاج سلبياته. وتمثل مباريات الدوري الاسباني فرصة جيدة لاختبار التعديلات التي يحدثها الجهاز الفني في هذا الخط. ومع الإصابة الخطيرة التي تعرض لها الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في لقاء الذهاب أمام سان جيرمان، أصبح جيرارد بيكيه هو البديل الوحيد الجاهز أمام برشلونة في مركزي قلب الدفاع. ولذلك، ستكون مباراة السبت أمام ريال مايوركا فرصة لاختبار البدائل الأخرى لاختيار اللاعب المناسب لتعويض غياب ماسكيراتو من بين الرباعي مارك بارترا وأليكس سونغ وسيرخيو بوسكيتس وإيريك أبيدال. والحقيقة أن برشلونة قد يلجأ لمنح الراحة إلى بيكيه من مباراة السبت تجنبا لإصابته التي ستضع الفريق في موقف صعب للغاية. ويفتقد برشلونة في مباراة السبت جهود نجمه الخطير الأرجنتيني ليونيل ميسي للإصابة. وقد يمنح تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة راحة إلى كل من أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وألفيس وخوردي ألبا وآخرين استعدادا للقاء الإياب أمام سان جيرمان الأربعاء المقبل. ووسط هذه الظروف، يراود الأمل كلا من ليفانتي ومايوركا في تحقيق نتيجة إيجابية أمام قطبي الكرة الأسبانية. وما يفعله برشلونة والريال حاليا قد يستلزم عقوبات في دوري آخر مثل الدوري الإنكليزي. وفي كانون الثاني/يناير 2001، تعرض بلاكبول لغرامة مالية بلغت 38 ألف دولار لدفعه بعشرة من لاعبي الصف الثاني في المباراة أمام مضيفه أستون فيلا حيث خسر بلاكبول 2-3 . ولم يلجأ بلاكبول لهذا القرار إلا في ظل ضغط المباريات عليه في هذا الأسبوع حيث خاض ثلاث مباريات بالدوري الإنكليزي في غضون ثمانية أيام فحسب ولكن مسؤولي الدوري الإنكليزي لم تأخذهم بالفريق أي شفقة. وفي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، كان هناك أمر مشابه حيث غرمت رابطة الدوري فريق سان أنطونيو سبيرز 250 ألف دولار لمنحه راحة إلى أربعة لاعبين بارزين في مباراة أمام ميامي في تشرين الثاني/نوفمبر. وقال ديفيد ستيرن رئيس الرابطة "فعل سبيرز هذا دون إبلاغ هيت أو وسائل الإعلام أو الرابطة في الوقت المحدد. وفي هذه الحالات، أرى أن سبيرز أضر بالدوري والمشجعين". وفي أسبانيا، لا توجد قواعد أو لوائح مماثلة رغم ما يثار سنويا عن التلاعب في البطولة عندما تحدث أمور مثل حسم الصراع مبكرا بين برشلونة والريال حاليا.
