هلسنكي - ألقى تراجع كبير في مبيعات نوكيا من الهواتف المحمولة بظلاله على الأداء القوي لهاتفها الذكي لوميا في الربع الأول وقالت الشركة الفنلندية إنها تتوقع تدهور الأرباح التشغيلية الأمر الذي دفع أسهمها للهبوط 11 بالمئة. كما أعلنت نوكيا عن انخفاض مفاجيء في مبيعات وحدتها نوكيا سيمنز نتوركس لتصنيع معدات شبكات الاتصالات. وقالت نوكيا التي تفوقت عليها سامسونج وآبل في سوق الهواتف الذكية إنها باعت 5.6 مليون من أجهزة لوميا في الربع الأول ارتفاعا من 4.4 مليون في الربع السابق وهو ما يتفق مع توقعات السوق. لكن إجمالي صافي المبيعات نزل 20 بالمئة إلى 5.9 مليار يورو مقابل نفس الفترة من العام السابق بينما تراجعت مبيعات الهواتف 30 بالمئة خلال الربع السابق. وتراجعت الخسائر الأساسية للشركة في الربع الأول التي تستبعد بنودا معينة إلى 0.02 يورو للسهم من 0.08 يورو قبل عام. وتوقعت الأسواق خسارة عند 0.04 يورو للسهم. وبأحدث جولة من تخفيضات الوظائف التي أعلنت مؤخرا فإن ستيفن إلوب الرئيس التنفيذي لنوكيا ربما يعجل بأفول نجم شركة صناعة الهاتف الفنلندية التي كانت الملكة المتوجة في هذا القطاع يوما بدلا من أن يعيد إليها البريق المفقود. فقد استغنت الشركة عن ثلث عامليها في وحدة الهاتف على مدى 21 شهرا منذ تعيين إلوب والآن ستشمل الاستغناءات الأحدث لعدد عشرة آلاف موظف مصدرها الرئيسي للابتكار وحدة الأبحاث والتطوير. ويخشى المحللون أيضا من أن تكاليف إعادة الهيكلة ستنال بدرجة أكبر من وضع السيولة لدى الشركة دون أن تحقق شيئا يذكر على صعيد معالجة ما يرى كثيرون أنها أكبر مشاكلها أي بطء مبيعات أجهزتها الجديدة التي تعمل بنظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز. وقال جون ستراند مؤسس شركة الاستشارات الدنمركية ستراند كونسلت "إلوب يخفض التكاليف ويأمل في معجزة لكن يبدو أن نوكيا ستظل على لائحة المحكوم عليهم بالإعدام". وبعد أن كانت ذات يوم مزود الهاتف المحمول المهيمن عالميا تكافح نوكيا الآن للمنافسة مع أبل وسامسونج وجوجل في مجال الهواتف الذكية بينما تتراجع حصتها أيضا في أسواق الهواتف الرخيصة العادية. وبموجب استراتيجية إلوب الحالية التي تضع كل الرهان على هواتف ذكية تعمل ببرنامج من تطوير مايكروسوفت رب العمل السابق لإلوب ليس أمام الشركة عدا مخرج واحد هو أن تطرح منتجا لا مثيل له يعيد إلى اسم نوكيا أناقته. وحظت التشكيلة الحالية من هواتف لوميا ببعض المراجعات النقدية الجيدة لكن لم تنجح نجاحا كبيرا بين المستهلكين.