وصف المدير التنفيذي لشركة غوغل أريك شميدت موقع يوتيوب لتحميل اشرطة الفيديو على الانترنت بالمنصة الجديدة في العالم الرقمي المعاصر، مؤكدا أن يوتيوب ليس بديلا عن التلفزيون. وقال شميدت خلال لقاء مع جمع من وكالات إعلان رقمية في مدينة نيويورك "يوتيوب ليس بديلا لشيء بل موجود بالفعل، ويسعى لبناء منصات جديدة". وأشار المدير التنفيذي لغوغل الذي أشترى عام 2006 موقع يوتيوب بعد سنة من إطلاقه مقابل 1.65 مليار دولار، إلى أن نحو مليار شخص يزورون موقع يوتيوب شهريا. وخاطب الحاضرين قائلا "إذا اعتقدتم أن هذا الرقم كبير، انتظروا حتى نصل إلى 6 أو 7 مليار زائر شهريا". واشترى محرك البحث العملاق موقع يوتيوب عام 2006، عندما كان يستخدمه خمسين مليون شخص في أنحاء العالم. وتصف وسائل اعلام بريطانية تصريحات شميدت بالمتفائلة أكثر مما ينبغي بسبب تخلف عدد مستخدمي موقع يوتيوب بنسبة كبيرة عن مشاهدي التلفزيون. ويشاهد البريطانيون التلفزيون بمعدل أربع ساعات وسبع دقائق يوميا، مقابل عشرين دقيقة لموقع يوتيوب. وتوصل استبيان للرأي إلى إن الأشخاص الذين تتراوح اعمارهم من 18 حتى 34 يشاهدون يوتيوب أكثر من مشاهدتهم للتلفزيون. ويبرز الإعلام المعاصر كواحد من ضحايا التقنية والمعلوماتية والشبكات الاجتماعية، كما هو ضحية للسياسيين والأزمة الاقتصادية. وكل ساعة يقضيها المستخدم أمام يوتيوب هي منقوصة من شاشة التلفزيون وصفحة الجريدة أو المجلة المطبوعة. وتاتي تصريحات شميدت بعد ايام من تأكيده أمام مؤتمر "كل ماهو رقمي" في نيويورك "أن غوغل يسير في الطريق الصحيح". من جانبه أكد روبرت كينسل رئيس محتوى يوتيوب خطأ اعتقاده السابق عندما كان يتصور أن يوتيوب مثل التلفزيون. وقال كينسل "التلفزيون يشكل وسيلة اتصال من جهة واحدة فقط، أما يوتيوب فيوفر اتصالا من جهتين، لأن مستخدمي الموقع يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض". واعتبر أن "التلفزيون يعني أن يصل المحتوى إلى الجمهور، بينما يوتيوب يعني أن يصل المحتوى ويتفاعل الجميع بشأنه". وسبق أن مول يوتيوب إطلاق مائة قناة تلفزيونية جديدة مرتبطة بأسماء إعلامية معروفة، في مسعى رقمي إلى إعادة ابتكار محتوى المادة التلفزيونية، كما تحالف مع رابطة المعلنين الوطنية، بما عرف "التحالف من أجل ترفيه العائلة"، لتقديم محتوى رقمي يتلاءم مع العائلة. وجاءت تصريحات شميدت وكينسل بعد اسابيع من إعلان يوتيوب قيام مليار شخص شهريا بتحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو على الانترنت، في تهديد جدي لسلطة التلفزيون في صناعة الرأي. وقالت إدارة الموقع الذي أصبح جزء من محرك البحث العملاق "غوغل" عام 2006 ان ما يقارب نصف مستخدمي الانترنت في العالم يتصفحون الموقع الذي يحقق نجاحا عالميا كبيرا منذ إطلاقه في العام 2005. وتصف إدارة "يوتيوب" الموقع بثالث أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين والهند، الأمر الذي يجعله في مقدمة الوسائل الإعلامية الأكثر تأثيرا اليوم. وفتح ربط يوتيوب مع الخيارات البحثية المتاحة في محرك البحث غوغل قناة إعلانية مربحة، حيث يتم تصفح أكثر من 4 مليار ساعة من أفلام الفيديو شهريا، وتحميل 72 ساعة فديوية كل دقيقة. وأعلنت إدارة غوغل في نهاية عام 2012 انها سجلت مشاهدة أغنية "غانغام ستايل" للمطرب الكوري الجنوبي ساي مليار مرة، محققة بذلك أكثر من ثمانية ملايين دولار من الإيرادات الاعلانية. ويشبه أريك شميدت تفوق المواقع الالكترونية على وسائل الإعلام الأخرى التقليدية كالتلفزيون والصحف المطبوعة عبر قوله "ببساطة، الشبكة ربطت العالم لإطلاق سراح العالم!" في إشارة لشبكة الانترنت. وسبق أن قال في محاضرة له في العاصمة البريطانية لندن مخاطبا الجمهور "لكم أن تتخيلوا كم سيكون العالم أفضل عندما يصل (شعب الانترنت) الى رقم 5 وأمامه تسعة أصفار! هذا يعني المزيد من الابتكار، المزيد من الإبداع، المزيد من الفرص". ومضى الرجل الذي وفر المعلومة عند أطراف الأصابع في محرك البحث العملاق بالقول "اذا كان العقد الماضي قد علمتنا شيئا، فهو أن ربط الناس مع المعلومات من شأنه أن يغير العالم". كرم نعمة [email protected] ميدل ايست أونلاين