* المصاعب التي مرت بالمريخ في الموسم الذي انقضى قبل أيام ليست كلها شراً. * النار تزيد الذهب لمعاناً. * والحديد يقوى عقب تعريضه للنار والطرق. * موسم أوله ضعف إعداد، وأوسطه أزمات ومعاناة مالية غير مسبوقة، وخاتمته فقدان قوة الدفع التي اكتسبها الأحمر في موسم 2015 وفقدانه للقدرة على المنافسة. * فقد المريخ كل التوليفة الأساسية التي خاض بها موسم 2015، ما خلا ثلاثة لاعبين، هم رمضان عجب وجمال سالم وأحمد ضفر. * شخصياً كتبت عدة مقالات في هذه المساحة في منتصف الدورة الأولى للدوري، مبدياً تخوفي من فقدان المريخ لفرصة التنافس الإفريقي في الموسم المقبل، قياساً بالظروف والمصاعب العديدة التي عاناها على مدار عامٍ كامل. * لو مرت الظروف المذكورة بأي فريق آخر بخلاف المريخ لما تكمن من الاستمرار في المنافسة على لقبي الدوري والكأس حتى مراحلهما النهائية، ولتهدده الهبوط من الممتاز. * تراجعت النتائج تبعاً لتساقط النجوم بالإيقاف والإصابات الناتجة عن ضعف الإعداد، واضطر المريخ إلى إشراك عدد من اللاعبين الجدد قبل أن تنعجم أعوادهم وتقوى ويتدرجوا في المشاركات، مثلما فقد مدربه البلجيكي في منتصف الموسم، واضطر إلى الاستعانة بجهاز فني وطني لم يحقق الإضافة المرجوة. * مع ذلك تمكن الفريق من العودة إلى سكة الانتصارات مع بداية الدورة الثانية، ونجح في تقليص الفارق مع الهلال إلى أربع نقاط. * لكن توالي المباريات وضغط البرمجة أنهكا المجموعة المحدودة التي اعتمد عليها محسن وبرهان، وحققت تسعة انتصارات متتالية، ففقدت قوتها تدريجياً، وسقطت في لفة الدوري. * في بطولة كأس السودان خرج المريخ بركلات الحظ، بعد أن تفوق على هلال التبلدي فنياً طيلة زمن المباراة، وسيطر على الملعب تماماً، وصنع كماً مهولاً من الفرص السهلة التي ضاعت بعناد الحظ وضعف تركيز المهاجمين أمام المرمى. * المحصلة لا تتناسب مع طموحات الصفوة. * لكنها مبررة تبعاً للظروف التي عانى منها الفريق في الموسم المنصرم، ومع ذلك نقول إن ما حدث للمريخ في 2015 ليس كله شراً. * أبرز إيجابيات تلك الفترة الصعبة أنها عجمت عود لاعبين صغار، ما كانوا ليجدوا فرصة اللعب مع الفريق كأساسيين لو سارت الأمور سيرها الطبيعي، كما أنها أظهرت أصالة معدن لاعبين مقاتلين، أمثال ضفر، الذي أثبت أنه قائد حقيقي، ولاعب وفي، بدليل أنه خاض عدداً من المباريات المهمة مصاباً ومخدراً. * من الإيجابيات المهمة أن ما حدث للمريخ في موسم المصاعب جعل مجلسه يجتهد في إيلاء الفريق المزيد من العناية، ويجتهد في تحضيره للموسم الجديد، بطريقة علمية وتجهيزات استثنائية. * العمل الذي يجري التحضير له على نارٍ هادئة هذه الأيام يستحق الإشادة ويستوجب التنويه. * لأول مرة يتم إعلان برنامج إعداد الفريق مكتملاً، قبل وقتٍ طويل. * المريخ سيخضع لثلاثة معسكرات متتالية، الأول في الخرطوم، والثاني في مدينة أنطاليا التركية، والثالث في الدوحة، والمقر الدائم لمعسكرات الأحمر. * الفريق سيشرف عليه جهاز فني يقوده مدرب أوروبي، بمعية مجموعة من المساعدين المقتدرين، وفي مقدمتهم الوطني فاروق جبرة، ومدرب الحراس الجزائري حكيم سبع، ومعد بدني جديد، اختاره الألماني أنتوني هاي بنفسه، بالإضافة إلى التونسي أحمد العابد مسئول العلاج الطبيعي. * التسجيلات ستتم برؤية فنية، وسيدخلها المريخ اليوم بسبعة لاعبين متميزين. * فرقة الأحمر ستنال دعماً قوياً بمجموعة من أميز اللاعبين الوطنيين، وخمسة محترفين جدد، منهم ثلاثة سينضمون للمريخ في خانات الأجانب، واثنان من المجنسين، وهما كليتشي وباسكال. * مجلس الإدارة اهتم بكل التفاصيل المتعلقة بالموسم الجديد، بدرجة دفعته إلى التعاقد مع شركة عالمية لتجهيز المعدات، (نفس الشركة التي تشرف على تجهيز أزياء النادي الأهلي جدة). * كذلك شرع المجلس في استكمال مطلوبات ترخيص النادي، بسعيه للتعاقد مع عدد من الموظفين لشغل مناصب المدير التنفيذي والمدير المالي والمدير الإداري ومدير الكرة، وذلك يدل على جديته في توفير كل متطلبات عهد الاحتراف لفريقه في مستهل الموسم المقبل. * فوق ذلك أكد مجلس المريخ أنه سيوفر لفريقه معداً نفسياً في الموسم الجديد، وطلب من الراغبين في شغل الوظيفة المذكورة تقديم طلباتهم مشفوعة بالسير الذاتية للمكتب التنفيذي للنادي. * عمل منظم نتوقع له أن يثمر خيراً في الموسم الجديد. * البداية مبشر ة، والعمل الذي يجري حالياً غير مسبوق، لأنه يتم بنهجٍ علمي محترم ومدروس. * موسم المعاناة لم يكن كله شراً. * تباشير الموسم الجديد تنبئ بخير وفير، بحول الله وتوفيقه. آخر الحقائق * غداً بحول الله سيستقبل المريخ نجم منتخب النسور الخضراء ونادي صن شاينز النيجيري كونلي أودونلامي ليشكل إضافة لا تقدر بثمن لخط المؤخرة الأحمر. * مدافع قوي وطويل القامة، يلعب أساسياً لمنتخب نيجيريا. * يجيد اللعب في قلب الدفاع والطرف الأيمن على حد السواء. * في بعض مباريات منتخب نيجيريا لعب كونلي في الطرف الأيسر. * أميز ما فيه إجادته التامة لألعاب الهواء، بدرجة صنعت منه مدافعاً هدافاً. * سجل أحد عشر هدفاً لنادي صن شاينز، معظمها بالرأس. * الزعيم بحاجة إلى مدافع قوي وطويل القامة وصاحب سيرة ذاتية متميزة، وقد وجد ضالته في الدولي النيجيري بحمد الله. * التعاقد مع كونلي أودونلامي أجمل خبر في التسجيلات الحالية. * الصفقة الأفضل بكل تأكيد. * بوجود كونلي وباسكال يمكن للمريخ أن يستفيد من أمير كمال وضفر في خانة لاعب المحور. * كذلك يمكن توظيف باسكال فيها حال أقدم المدرب الألماني على إشراك أمير في قلب الدفاع. * لم نفاجأ بقرار صرف النظر عن النيجيري جابسون، بسبب رفضه الخضوع للكشف الطبي. * جابسون مصاب بكشط وقرحة في الرباط الهلالي للركبة، والتقرير الذي أعدته الوحدة الطبية لنادي الوصل يؤكد تلك الحقيقة. * التقرير أوصى بعدم التجديد لجابسون لأنه لن يفيد المريخ بشيء. * سلمون ظل يتدرب لأكثر من شهرين من دون أن يتمكن من خوض أي مباراة مع المريخ عقب عودته الأخيرة من نيجيريا. * ليست للمريخ مصلحة في الإصرار على الاحتفاظ بلاعب معاق. * الكشف الطبي أطاح بالكاميروني سيدريك أيضاً. * اليوم سيدخل الزعيم ساحة التسجيلات بقوة، بعد أن أفلحت غرفة تسجيلاته في ضم أفضل النجوم. * السماني على رأس القائمة. * موهوب وصاحب لمسة سحرية. * ومع السماني سيضم الزعيم الغربال، الذي فضل الزعيم على الهلال. * لاحقوه لتمديد عقده وأغروه بالمليارات، وعندما رفض وانحاز إلى كوكب الروعة قالوا عنه مصاب. * الغربال سيرد عليهم في المستطيل الأخضر. * ثلاثة حراس سيؤمنون بوابة الزعيم مع جمال سالم. * وأربعة مدافعين جدد يقودهم دولي نيجيري. * ومحترف أجنبي جديد في كل خط. * وتحضيرات في غاية الإتقان، تجعلنا نتفاءل بموسم متميز للزعيم في 2017. * على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح. * نتفاءل خيراً بالزعيم، لأن المريخ علمناً معاني التفاؤل. * السواي وما حداث. * وكل حديثه بي مقياس. * عودة العافية للزعيم تعني عودة العافية للكرة السودانية كلها. * من غيره أحضر الكؤوس بالأجواء طائعة؟ * آخر خبر: المريخ.. الجغرافيا والتاريخ!