* هل أنديتنا السودانية مؤهلة بصورة كاملة لإحراز البطولات الخارجية ؟ وهل * السؤال أعلاه طرحناه من قبل .. وتناولنا بالحديث أن للرياضة وجوه عكثيرة لا تنحصر على ضرورة وحتمية إحراز البطولات فقط .. * كتبنا من قبل أن الأندية السودانية تعاني من ضغوط عنيفة خلال مشاركاتها الإفريقية حيث تجد نفسها مطالبة بتحقيق البطولات كإلزام حتمى لا مفر منه فيكون اللعب تحت الضغط العنيف لتكون المحصلة النهائية خسائر مستمرة وخروج مبكر من مسار البطولات * وفى دول أخرى يغيب الإلزام للتحقيق بطولات ولذلك تؤدى أنديها بسهولة ويسر بعيدا عن أي ضغوط * السؤال الذى نطرحه هنا هو : هل أنديتنا السودانية وعند مشاركاتها الخرجية مطالب بحتمية تحقيق أي بطولة مطروحة ؟ * وسؤال آخر : هل الغرض من المشاركات الخارجية هو تحقيق البطولات فقط بعيداً عن اي أدوار أو أهداف أخرى للرياضة عموما وليس كرة القدم فحسب ؟ * ما نود أن نخلص إليه هنا هو أن مطالبين بتغيير النظرة الآحادية الملزمة عند المشاركات الخارجية وهي ضرورة تحقيق البطولات المطروحة فى الساحة * للرياضة عموما أهداف عديدة بعضها خفى لدينا وهو أنها سفارة شعبية ولكن بإصرارنا على النظر من زاوية واحدة هو الذى يغيب تحقيق الأداف الخفية * أي مشاركة خارجية لأي نادٍ سودانى مهمة ومفيدة حتى لو لم يحقق أي بطولة ومعروف أن أنديتنا السودانية وعدا المريخ لم تحقق أي كأس خارجى * ورغم هذا الغياب الطويل عن منصات التتويج إلا أن المشاركات حققت أهداف عديدة للسودان عموما خاصة فى الجانب السياسى ولكننا نغفل الوقوف عندها * شخصيا عشت تجارب حية لدور الرياضة الكبير فى التعريف بالسودان وعكس الحقيقة واقعا مُعاشاً أمام الإخوة الأفارقة تعرضنا لسردهاها أكثر من مرة * أحكى قصة واحدة حدثت خلال مرافقتى للمريخ لدولة رواندا لمواجهة رايون إسبورت فى البطولة الإفريقية فى العام 2008 وحينما كنت حضورا فى تمرين الفريق إقترب منى أحد الصحفيين الروانديين وظل يتحدث معى عن المريخ * فاجأنى الصحف الرواندى بسؤال مباشر : هل لديكم لاعبين من من جبال النوبة وجنوب السودان ؟ * أجبته بالإيجاب وأشرت إلى مجموعة من اللاعبين بأرقامهم وكان الرواندى يركز بصورة كبيرة على جبال النوبة * أحصيت مجموعة من أبناء جبال النوبة فى المريخ كانوا ضمن فريق ثم أشرت إلى اللاعب جيمى ناتالى وكان ضمن صفوف المريخ وإنتمائه لجنوب السودان * ثم أردف الصحفى الرواندى بالسؤال : وهل يتعايشون معكم بصورة طبيعية فى الشمال ؟ * قلت له جميعهم من مواليد الخرطوم ويسكنون العاصمة السودانية ولديهم منازلهم الخاصة التى يمتلكونها وحتى اللاعب الجنوبى من مواليد الخرطوم * أصيب الصحفى الرواندى بالذهول الذى بدأ على وجهه وقال : إن كان الأمر كذلك فما الذى نسمعه عن وجود حروبات بين الشماليين والجنوبيين وقطيعة بينهم لدرجة عدم التواصل والتعامل .. ثم قال : ما نسمعه لا يتماشى مع ذاكرته ؟ * أجبته بأنها الآلة الإعلامية الغربية التى تصور للعالم أن هناك حروب عنصرية بين الشمال وجنوب كردفان والجنوب * القصة أعلاه ذكرتها من قبل فى عدد من المجالس لأستدل بها على الدور الكبير الذى تلعبه الرياضة ورغم ذلك لا تجد الإهتمام حتى على المستوى الرسمى * وما نلفت إليه الإنتباه هنا هو أنه فى تلك الفترة إبان زيارة المريخ لم يكن بها تمثيل دبلوماسى إطلاقاً ولكن المريخ قدم أدواراً لا يمكن أن تقدمها الدبلوماسية فى مائة عام لأنه عكس الواقع على الأرض (صورة وصوت وكل حاجة) وليس من خلال ترويج إعلامى يحتمل التكذيب فى الغالب * ولذلك نقول أن مشاركة أنديتنا خارجياً لها عدة وجوه وتقدم عدداً من الأغراض والخدمة للسودان وما ذكرناه يعتبر أحد الجوانب المهمة للرياضة ولذلك مطلوب عدم الضغط والتعامل مع المشاركات الخارجية من زاوي واحدة وهي إلامية إحراز البطولات فقط لا غير * يمكن للمريخ والهلال والأهلي شندي وهلال الأبيض وغيرهم من الأندية التى تشارك خارجياً القيام بأدوار تعجز أعتى أشكال الدبلوماسية من القيام بها * عليه مطلوب من مربع الضغط الإعلام والإداري بالحديث المستمر عن إحراز البطولات الخارجية رغم أننا وفي كثير من الأحايين لا نعمل لتسهيل الدروب التى تقودنا لتحقيقها * قبل أيام تحدث رئيس نادي الهلال الأخ أشرف الكاردينال مؤكداً بملء فيه أن موسم 2017 سيشهد إحراز فريقه لبطولة الأندية الأفريقية .. وأردف أن كأس أفريقيا لو غاب الموسم المقبل فلن يحرزه الهلال مستقبلاً * السؤال هنا : هل هيأ الكاردينال كل الأسباب والمعينات التى تقود لإحراز الهلال للبطولة ؟ * والمعينات التى نعنيها من شاكلة التسجيلات المتميزة على المستويين المحلي والخارجي وإستقدام مدرب مقتدر وتهيئة الأجواء عبر العمل الإداري عبر التجهيز لمعسكرات نموذجية زائداً قيام الإعلام الأزرق بأداء الدور المطلوب منه بصورة كاملة * ما طرحناه لم يتحقق الجزء الأكبر منه فتسجيلات الهلال محلياً أقل من الطموح وعلى مستوى الأجانب حدث ولا حرج * على مستوى الإعلام هناك إنقسام كبير وظاهر بين الأقلام الهلالية مما يعني أن الجميع ليس على قلب رجل واحد * مما تقد تتضح الصورة كاملة أن الهلال لا يمكن أن يحرز بطولة خارجية في ظل الأجواء التى يعيشها * إن كان هناك فريق سوداني أقرب لتكرار إنجاز المريخ الوحيد على مستوى تأريخ الأندية السودانية في إحلااز بطولة خارجية فهو المريخ نفسه ويليه الأهلي شندي * أولى عتبات إحراز البطولات الخارجية أسس لها المريخ عبر تسجيلات جيدة وإستقدام مدرب أجنبي منذ نهاية الموسم الفائت وبداية مبكرة للإعداد بحضور كل اللاعبين محليين وأجانب عدا باسكال * وحتى إحراز المريخ لبطولة خارجية يصعب تحقيقه الموسم المقبل بسهولة ما لم يكن هناك مجهود خرافي مضاعف من اللاعبين والجهاز الفني والإدارة لأن إحراز البطولات الخارجية صعب للغاية * المهم أن أنديتنا وبشكلها الحالي نعتقد أنها غير مؤهلة لتحقيق إنجاز خارجي بالسهولة التى يتحدث عنها كثيرون فلا بد من عمل مضني وشاق لتحقيق هذا الهدف * وما ذكرناه من دور كبير للرياضة لا ينحصر على كرة القدم فقط فهناك العديد من المناشط التى تلعب ذات الدور في التعريف بالسودان
