* في الرابع عشر من شهر ديسمبر من العام قبل الماضي وعقب تعاقد المريخ مع المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو مباشرة وإبان فترة الجدل الأولى حول جدوى التعاقد معه من عدمها لا سيما وأنه قادم للمريخ بعد (تجربة مريرة) في السودان عقب توليه في فترة سابقة لتدريب الهلال كتبت مقالاً وقتها تحت عنوان (عودة نابليون) قلت فيه بالنص ما يلي : * نحت اسمه بأحرف من إرادة في جدران التاريخ، وبات واحداً ممن غيروا المعالم والمفاهيم والقوانين والأسس الإدارية والخطط الحربية, فعل في تسعة أعوام من الحكم ما جعله حديث العالم مكوناً امبراطورية لم يقف طموحها عند التمدد في الوطن العربي والأراضي الأفريقية بل ضمت دولاً أوروبية .. يراه ممجدوه صاحب الإنقلاب الفكري والحربي والإداري الأول، ويصنفونه من ذوي العقول العبقرية لنبوغه في الآداب والتاريخ والجغرافيا غير تفوقه في العلوم العسكرية، ويكفي أن حملاته تدرس الآن في أكبر المدارس الحربية ..! * الموثقون له بحب وإجلال يرونه رجل دولة لا تنقصه الحكمة والفطنة ويعتبرونه راعي الحضارة والنهضة والعلوم، ويستدلون على فكره الثاقب بوضعه للقانون المدني الفرنسي الذي صاغ الأسس القضائية والإدارية لمعظم دول اوروبا وعُرف بإسم (قانون نابليون)، في الوقت الذي ينظر فيه معارضو القائد الفرنسي الامبراطور نابليون كارلو بونابرت للرجل بوصفه ديكتاتور جبار أعاد الحكومة الفرنسية للامبراطورية ووزع المناصب والألقاب على أسرته . * أكثر ما يستوقفني في سيرة نابليون ويعجبني في مسيرة القائد الفذ أصراره الحديدي وعزيمته التي لا تلين، فيوم قالوا له: (إن جبال الألب الشاهقة ستمنعك من التقدم في أوروبا)، رد بحسم وقوة وتحدٍ : " لو وقفت جبال الألب في طريق تقدم نابليون ينبغي أن تزال من على سطح الأرض" ..! * والآن .. هاهو نابليون التدريب الفرنسي دييغو غارزيتو يقود الجهاز الفني للمريخ ويستعد لبدأية موسم مختلف وتحريك جيوشه للفتوحات الأفريقية من السودان . * جاء غارزيتو للمريخ يسبقه اسم ناصع وفي رصيده أكبر بطولات القارة السمراء على مستوى الأندية، ولا يعيب (نابليون) شئياً سوى (فترة جدباء قضاها بالسودان مع فريق لم يسبق له الحصول على كأس خارجي ويجهل ثقافة البطولات)، كما أن (الفريق الصفراوي) الذي أشرف نابليون عليه ظل مع (الصربي ميشو والبرازيلي كامبوس والتونسي النابي وغيرهم من المدربين) أرضاً للخلافات ومصنعاً للأزمات . * يعود نابليون للتدريب بالسودان لتصويب خطأ الإختيار وتصحيح المسار، وكي يثبت لأهل السودان أنه عندما جاء للهلال کان مج7يه للمكان الخطأ، فهو مدرب بطولات عالي القيمة والمقدار، ولا يمكن أن يمضي في فتوحاته مع فريق ظل طول تاريخه غارقاً في الأصفار. * الآن غارزيتو هو (المدير الفني للمريخ) واحترام الصفة والمسمى وتاريخ الرجل الذي يتكئ على تجربة مرصعة بالبطولات هو أساس النجاح والإشراقات ..! * بعد بضعة أشهر من قيادة غرزته للمريخ ظهرت حالة من الرفض لنقد الرجل أو أبداء ملاحظات علي تشکيلته واختياراته للاعبين وکان ذاک الملمح يمثل بدأية خطيرة لحالة تقديس مرفوضة فکتبنا بالنص ما يلي : * وضحت بصمة غارزيتو الذي ساندناه في كل المراحل والفترات، خاصة عندما تعرض لحملة (من الداخل) لمحاولة التشكيك في قدراته – التي لا خلاف عليها – وكتبنا مقالاً محذرين فيه من خطورة التفريط في الفرنسي أو تسميم الأجواء من حوله، ونحمد الله أنه واصل فجنى الزعيم ثمرة جهوده التي وضحت بجلاء في شكل الفريق و(إستايله)، ولکننا بتنا نلاحظ أن البعض يسعى لفرض قدسية على غارزيتو ويرفض مجرد إبداء وجهات النظر في (تشكيلته) أو الإختلاف مع (طريقة لعبه) أو نقد (تبديلاته)، ولعمري أن مفردة (التقديس) لا مكان لها في قاموس الزعيم، فمكانة غارزيتو ثابتة، وتميزه لا خلاف عليه، ولكن نقده حق متاح للجمهور وقدامى المحاربين ومن قبلهم الفنيين والإعلاميين، فلا حصانة لأحد بالمريخ ويجب التعامل مع النقد برحابة صدر، وليس هناك من هو معصوم من الأخطاء؛ ولا أحد کبير علي النقد بالقلعة الحمراء ..! * ……. * أردت من هذه الوقفة والإجترار في الجزء الأول من هذا المقال التأکيد علي نقطتين أهمهما إمکانيات غارزيتو الفنية التي راهنا عليها منذ قدومه للمريخ؛ والنقطة الثانية التي تمثل خطراً يجب مقاومته دائماً هي فکرة تاليه نابليون من قبل أنصار (غارزيتو مدربي) الذين يرونه للأسف الشديد غير قابل للنقد؛ وکل من يبدي ملاحظات علي أدا7ه هو بلا شک يستهدفه أو أنه يتأمر عليه أو غير راغب في استمراره مع أن أشهر المدربين في العالم ممن حققوا انجازات غير مسبوقة يتعرضون للنقد وتحاصرهم الإتهامات وتوجه لهم التسا5لات؛ ويجلسون في الم5تمرات واللقاءات الصحافية للإجابة علي الأس7لة بوضوح ورحابة صدر حتي ينجلي الغموض ويتضح کل أمر ..! * غداً بإذن الله تعالي أتوقف عند بعض ما قلته لغارزيتو بمطار الخرطوم في عودته الثانية؛ وتسا5لاتنا حول مباراة مازيمبي بلوممباشي؛ ولماذا أرتفع سقف طموح جماهير المريخ هذا الموسم وتوجهت أعينهم صوب منصات التتويج بالبطولات والفريق يدعم صفوفه بأفضل العناصر ويکتسح التسجيلات ؟؟ نقوش متفرقة * ما عجز الهلال عن تقديمه لأجيال عديدة منذ أکثر من ثمانين عاماً وجده محمد عبد الماجد بجناح المريخ بمعرض الخرطوم وهو (يتبرک) بکأس مانديلا ويلتقط صورة تذکارية؛ فضحک يومها حتي بانت نواجزه؛ و(القال ليک الهلال بفارق الصفر روج أکبر أکذوبة .. والقال ليک الصفرنجية بجيبو بطولة خارجية اداک صورة مقلوبة) ..! * يا حماده لو باريتو الهلال حتفتشوا اللقطات التذکارية مع کأسات المريخ طول عمرکم و(تتصوروا والضحک يشرطکم) ..! * معقولة يا ود عبد الماجد تضحکوا مع کأسات المريخ لاخر ضرس و(تجوا تضحکوا علي جمهور الهلال الممکون وصابر وما مستوعب الدرس) ..! * إتضحکي ..! نقش أخير * أضحك يغسل (مانديلا) المآسى ..تهدأ (أصفار) القواسى ..تلمس (الکأس) المحنة و(تعرف معني إنجازات) زمنا.. وتحضن (الصفر) المراسى ..!