* بحمد الله وتوفيقه تجاوز المريخ العتمة القاتمة بفوزه على فريق فيروفيارو الموزمبيقي في جولة الإياب بينهما التي أقيمت أمس الأول على ملعب المريخ بأمدرمان ضمن جولات مجموعات دور ال16 لدوري الأبطال الأفريقي. * كنا نعشم في فوز المريخ بفارق هدفين على الأقل تحوطاً لاحتمالات فض الاشتباك بين الفريقين عبر المواجهات المباشرة.. ولكن لم يتحقق هذا الطموح.. والخير في ما يختاره الله.. * بعض جماهير خرجت غير راضية عن الأداء ونتيجة الفوز الضعيف الصعب.. وبعضها خرج غاضباً يصب جام غضبه على المدرب غارزيتو.. * قد يكون غارزيتو مخطئاً في بعض التقديرات الفنية غير الموفقة.. ولكننا قلنا إن المريخ بشكل عام يمر بمرحلة حرجة وظروف لا تجعل منه مؤهلاً لإحراز بطولات كبرى.. * المريخ لم يستقر على تشكيلة ثابتة حتى الآن ولم يثبت على طريقة لعب محددة.. * والتسجيلات الأخيرة التي فرضت خروج عناصر أساسية ودخول عناصر جديدة تشارك لأول مرة مع الفريق.. جعل من الصعب الوصول إلى تشكيلة ثابتة ومتجانسة ومتفاهمة في هذا الوقت.. * لا زال غارزينو يبحث وينقب ويجرب ويغير في خانات اللاعبين في سبيل الوصول إلى تشكيلة ثابتة وتحقيق الاستقرار الفني للفريق.. * ولسوء حظ غارزيتو فمشاركته في مرحلة المجموعات الحالية قطعت ثلثي الطريق وتبقى الثلث الأخير.. والفريق لم يصل بعد للتشكيلة الثابتة المتجانسة ومرحلة الاستقرار الفني.. * وأي فريق غير مستقر فنياً ولا يملك تشكيلة ثابتة ومتجانسة ومتمرسة.. لا يمكن أن يكون مؤهلاً لتحقيق بطولات قارية.. * على جماهير المريخ أن تتفهم هذا الواقع.. ولا تحلم في الوقت الراهن بفريق ضارب يكتسح خصومه عنوة واقتداراً ويجعل جماهيره تتمايل فرحاً وطرباً مع الانتصارات.. * المريخ يمر بمرحلة بناء.. ولن تكون عملية البناء ناجحة.. ما لم تتحلى الجماهير بفضيلة الصبر، ودعم ومؤازرة الفريق في هذه المرحلة الصعبة والحرجة.. * خلال هذه المرحلة الاستكشافية.. ستكون العثرات والهزائم واردة.. وكذلك الانتصارات الصعبة وغير المقنعة مثل انتصار أمس الأول.. فلابد للجمهور أن يتفهم ذلك ويتحلى بالقليل من الصبر.. * ومن المهم جداً في هذه المرحلة الحساسة أن يقف الجمهور مؤازراً ومسانداً للفريق واللاعبين بقوة دون الاكتراث للنتائج.. * من حظ المريخ السيئ، فالمباريات الأفريقية الحالية تعتبر مباريات استكشافية وتجريبية للجهاز الفني في سبيل الوصول إلى مرحلة الثبات والاستقرار الفني للفريق.. * الهجوم على غارزيتو والمطالبة بإقالته لن يفيد بل سيعيد عملية البناء إلى نقطة البداية.. * غارزيتو مدرب كبير مشبع بالخبرة ولكنه بشر غير معصوم عن الوقوع في الخطأ.. * أخطأ غارزيتو في ترشيح اللاعبين تالا ومارسيال.. وهما محترفان عاديان لا يحدثان الفارق الكبير في الفريق.. حيث كان ينبغي أن يرشح من هم أفضل.. * صحيح إن غارزيتو كان قد رشح المهاجم كواكو (مانوتشو) المعار من اتحاد العاصمة الجزائري إلى شباب قسنطينة.. لكن لم تنجح هذه الصفقة ربما لمغالاة النادي الجزائري.. مما يعني أن غارزيتو لم يحسن تقييم التحولات الاقتصادية في السودان وعدم قدرة الأندية السودانية على استقدام لاعبين بأسعار تفوق 300 ألف دولار.. * أيد غارزيتو تسجيل لاعبي الخرطوم التش وأحمد آدم ولم يقصر المجلس فدفع مبالغ طائلة لكسبهما.. ولكن غارزيتو لم يحسن القرار بضم اللاعب العادي مامادو للكشف الأفريقي على حساب صانع الألعاب المهول محمد حامد التش.. * المريخ يعاني من مشكلة كبيرة في صناعة اللعب.. واللاعب الشاب التش كان يمكن أن يساعد كثيراً في حل هذا الإشكال.. لولا التقديرات الخاطئة في عملية الإضافة للكشف الأفريقي.. * علاج الأخطاء يمكن أن يعيد غارزيتو للسير في الطريق الصحيح ولو بعد فوات الأوان.. وليس علينا إلا أن نسير قدماً في إصلاح الأخطاء ومواصلة عملية البناء، أي لا ينبغي أن نجلس ونبكي على اللبن المسكوب. * على جماهير المريخ أن تتفهم الظروف التي يمر بها فريق المريخ.. وأن تصبر على النتائج.. وألا تبخل على فريقها ولاعبيها وجهازها الفني بالدعم والمؤازرة.. حتى يتم الوصول لمرحلة الثبات الفني واستقرار تشكيلة الفريق.. * من غير المعقول أن نجلب لبن الطير ونفوز بالبطولة القارية هذا الموسم وفريقنا لا زال في مرحلة بناء وبحث عن الثبات والاستقرار.. زمن إضافي * العزوف الجماهيري في مباراة أمس الأول أمر مؤسف.. ففريق في مرحلة بناء وبحث عن الاستقرار الفني ينبغي أن يجد أقصى درجات الدعم والمؤازرة الجماهيرية.. * المظهر السيئ والمخجل للملعب يوم المباراة يعني وجود قصور في الاهتمام بأمر الملعب الذي يحتاج إلى رعاية وصيانة دائمة ومستمرة طوال العام.. * غارزيتو لا يمثل المشكلة الأساسية كما يعتقد البعض.. وما يمر به المريخ لا يخرج عن منطق كرة القدم.. والخروج من المشكلة يحتاج إلى الوعي الجماهيري.. * لا تسبوا جهازكم الفني ولاعبيكم ولا تقنطوا من المريخ.. بل أحيطوه باهتمامكم وحبكم ورعايتكم.. فالمريخ ملككم وأنتم المسئولون عن الخروج به إلى بر الأمان. * الحمد لله الذي أعاد أخانا مزمل الذي افتقده المريخ كثيراً خلال الأسابيع الحرجة الفائتة، مما كاد أن يحدث نفوراً كبيراً بين القاعدة والندى الحبيب.. ومزمل كما نعرف أحسن من يساعد في الحفاظ على الرابط القوي بين المريخ وجماهيره. * نسأل الله أن يجير الأخ مزمل وأسرته في المصاب الجلل.. وأن يعينهم بالصبر والاحتساب.. وكثرة الصدقات..