غارزيتو.. قصة مدرب انتصر لنظريته وحافظ على سلامة عناصره محمد موسى: المداورة ظاهرة صحية وعلى الجمهور الصبر على الفرنسي التيجاني محمد أحمد عندما يتسلم أي مدرب جديد مهام تدريب فريق كرة قدم في مرحلة بناء فريق جديد غالباً ما يكون همه الأكبر قبل انطلاقة الموسم الجديد الوصول إلى تشكيل ثابت يشارك بانتظام في غالبية المباريات حتى يصل بتلك العناصر إلى مرحلة متقدمة من الانسجام والتفاهم لتثبيت الفريق الجديد وطريقة اللعب الجديدة، لكن الفرنسي غارزيتو وعندما تولى مهام تدريب الفرقة الحمراء لم يهتم كثيراً بتثبيت التشكيلة ولا بتثبيت طريقة لعب ثابتة وجعل فريقه يلعب كل مباراة بعناصر مختلفة وطريقة لعب جديدة الأمر الذي فتح عليه باباً من الانتقادات لكنه سرعان ما أخرس الجميع بالأداء المميز والانتصار الذي حققه على هلال الفاشر. حتى الآن وجد غالبية نجوم الفرقة الحمراء فرصة المشاركة ولو سألت أي متابع عن التشكيل الأساسي للمريخ لما وجد إجابة وكذلك طريقة اللعب التي تنقلت بين 4/4/2 و3/5/2 و4/3/3 الأمر الذي جعل الفرنسي تحت مرمى نيران النقد الجماهيري والإعلامي خاصة بعد أن سقط الفريق في فخ التعادل أمام أهلي الخرطوم، وقتها حاول المدرب الفرنسي أن يدافع عن فلفسته في عدم تثبيت تشكيلة واحدة وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من العناصر واستبدال أي لاعب يشارك في أكثر من مباراة حتى وإن كان في قمة تميزه مثل علاء الدين يوسف، وظن الكثيرون أن غارزيتو وبعد الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها عقب التعادل أمام أهلي الخرطوم سيتخلى عن نظريته الفاشلة المتمثلة في عدم ثبات التشكيلة وطريقة اللعب من أجل المحافظة على سلامة عناصره لأنه يضع في حساباته المباراة الأفريقية الصعبة التي تنتظره أمام عزام التنزاني، لكن غارزيتو ذهب إلى أبعد من ذلك في مباراة هلال الفاشر واتخذ خطوات أكثر جُرأة عندما أبعد علاء الدين يوسف واوكراه وكوفي وعنكبة من تشكيلته، ليس هذا فحسب، حتى طريقة اللعب لم تسلم من التغيير عندما بادر غارزيتو بتحويلها في مباراة هلال الفاشر إلى طريقة 3/5/2 وتوقّع الكثيرون أن تنتهي مغامرات الفرنسي إلى فشل ذريع لكن المريخ استطاع وفي غياب عدد من نجوم تشكيله الأساسي أن يقدم واحدة من أجمل مبارياته وأن يحقق النصر خارج قواعده بهدفين وفي الوقت نفسه حافظ الفرنسي على سلامة جميع عناصره حيث سيدخل مباراة عزام دون أن يخسر مجهودات أي لاعب باستثناء أيمن سعيد الذي تعرض للإصابة في فترة الإعداد ليخرج الفرنسي لسانه لمنتقديه ويؤكد أن الطريقة التي اعتمد عليها هي الأنسب والأجدى لبناء فريق جديد لا يتأثر بغياب أي لاعب ويستطيع أن يؤدي كل مباراة بطريقة لعب جديدة وتكتيك مختلف ونال غارزيتو إشادة الجميع على جُرأته وأثبت نجاح طريقته وبالتالي لن ينتقده أحد اذا مضى قُدماً في طريقة المداورة في المشاركة والتي أجمع الفنيون على أنها طريقة مثالية لمجابهة البرنامج الضاغط في الدوري الممتاز ولأداء أكبر عدد ممكن من المباريات بأقل قدر ممكن من الخسائر على صعيد اللاعبين بسبب الإصابات لأن اللاعب السوداني لا يحتمل اللعب الضاغط. محمد موسى: ظاهرة صحية دافع الكابتن محمد موسى قائد المريخ السابق ومدرب الشمالي عطبرة عن الطريقة التي يعتمد عليها المدرب الفرنسي غارزيتو في اتاحة الفرص للعناصر بطريقة المداورة وقال إن معرفة غارزيتو بطبيعة الدوري السوداني وبرنامجه الضاغط ورحلاته الطويلة ساعدته على اختيار أنجع الطرق لمقابلة تلك المصاعب فاختار أسلوب المداورة في المشاركة بصورة ساعدت المدرب الفرنسي على تصدر بطولة الدوري الممتاز وفي الوقت نفسه أداء أربع مباريات قوية في بحر اسبوعين دون أن يخسر الفريق مجهودات أي لاعب بسبب الإصابة وأضاف: في الأصل مدرب كبير وصاحب انجازات تتحدث عنه وله تاريخه الطويل في القارة السمراء ويكفيه تميزاً أن أشرف على تدريب فريق بقامة مازيمبي الكنغولي وحقق معه دوري الأبطال بفضل تكتيكاته المبتكرة وشجاعته التي تُحسب له لا عليه وأضاف: منذ قدوم غارزيتو لتدريب المريخ كنت أتوقع أن يحقق نجاحاً كبيراً لأنه يثق في أن فكرته ستنتصر في النهاية وهو ليس من نوعية المدربين الذين يتراجعون عن فكرتهم من أجل إرضاء الإعلام والجماهير ولو كان غارزيتو من نوعية هؤلاء المدربين لبادر بتثبيت التشكيلة وطريقة اللعب عقب الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها جراء التعادل مع أهلي الخرطوم لكن غارزيتو مضى قدماً في تنفيذ فلفسته التدريبية دون أي خوف من الإعلام والجماهير فكان الأداء المميز في مباراة هلال الفاشر، وناشد محمد موسى الجماهير والإعلام بضرورة الصبر على المدرب الفرنسي وإتاحة الفرصة الكاملة له حتى يبني فريق البطولات للمريخ مشيراً إلى أن سياسة المداورة التي ينتهجها المدير الفني للمريخ صحية ومن شأنها أن تبعد الاحباط عن اللاعبين لأن أي لاعب يشعر أن فرصته آتية لا محالة وبالتالي يجتهد في التدريبات ليكون في قمة الجاهزية وكذلك يستطيع الفرنسي بهذه الطريقة أن يتغلب على البرنامج الضاغط في الدوري السوداني والآن الكل لاحظ التقدم الكبير الذي طرأ على مستوى المريخ والذي أصبحت اللمسة التدريبية واضحة فيه ويمكن للمريخ أن يصل إلى أقوى فريق له في السنوات الأخيرة إن أتاح الفرصة الكاملة لغارزيتو ليطبّق فكره التدريبي وينقل المريخ من إطار المحلية الضيق إلى رحاب التنافس الإقليمي. هشام الريشة: غارزيتو لا يهتم بالإعلام والجمهور لأنو (عارف نفسو بعمل في شنو) من جانبه قال المدرب هشام الريشة إن ما يقوم به غارزيتو من تغيير التشكيل وطريقة اللعب من مباراة إلى أخرى يُعرف في التدريب بالمرونة التكتيكية وهي مطلوبة بشدة لأن لأي مباراة عناصرها وطريقة اللعب التي تتناسب معها ولولا أن غارزيتو استطاع في وقتٍ وجيز أن يقف على مستويات لاعبيه وعلى طرق اللعب التي يستطيعون تنفيذها لما استطاع أن يغيّر تشكيلته وطريقة اللعب من مباراة إلى أخرى وأضاف: هناك عدد كبير من المدربين الذين جاءوا للسودان ولديهم فكر تدريبي متقدم لكنهم عندما بدأوا بتنزيله إلى أرض الواقع تعرضوا لانتقادات لاذعة من الجماهير والإعلام وحاولوا إرضاء الجماهير والإعلاميين فتراجعوا عن تنزيل فكرتهم على أرض الواقع والآن وعندما بدأ غارزيتو في تنزيل أفكاره على أرض الواقع بانتهاج أسلوب المداورة في المشاركة وتغيير طريقة اللعب من مباراة لأخرى واستبعاد أفضل العناصر من مباريات بالغة الاهمية تعرض هو الآخر لانتقادات لاذعة لكن (غارزيتو عارف نفسو بعمل في شنو) لذلك وعندما تعرض لانتقادات حادة عقب التعادل مع الأهلي لم يتخلى عن طريقة المداورة في المشاركة ولم يفكر في تثبيت طريقة اللعب بل أتى بطريقة لعب جديدة وأبعد خط وسط الفريق بحاله عن مباراة هلال الفاشر ومع ذلك حقق المطلوب وقدم الفريق مباراة جيدة ونصيحتي لجماهير المريخ والإعلام بضرورة الصبر على غارزيتو وإتاحة الفرصة الكاملة له لينزّل كل أفكاره على أرض الواقع لأن الفرنسي ليس بمدرب مغامر بل هو مدرب معروف وصاحب اسم كبير وفكر تدريبي متقدم وخبرات طويلة ينبغي أن يستفيد منها المريخ. عبد الاله بشرى: الاعتماد على تشكيلة ثابتة أمر مُهم للغاية من جانبه رأى عبد الاله بشرى مدافع المريخ السابق أن المرونة التكتيكية والاعتماد على فكرة المداورة في المشاركة لإبعاد اللاعبين عن ضغط المباريات وبالتالي تفادي موجة إصابات قادمة أمر جيد لكنه عاد وقال: على غارزيتو أن يعلم أن المريخ تنتظره استحقاقات أفريقية على درجة عالية من الأهمية ومالم يدخلها المريخ بتشكيل ثابت وطريقة لعب محفوظة للاعبين ستكون معاناة الفريق كبيرة وعلى غارزيتو كذلك أن يعلم أن هناك فوارق فنية وبدنية بين لاعبي المريخ ولو كانت كل العناصر في مستوى واحد لما رفضنا فكرة المداورة في المشاركة، ووصف عبد الاله غارزيتو بالمدرب الكبير والناجح وقال إنه يمتلك من الفكر التدريبي ما يجعله أكثر قدرة على بناء فريق جيد للمريخ وشدد على أن الأحمر لن يحقق بطولة خارجية إن مضى قدماً في سياسة استبدال المدربين عقب كل انتكاسة مُطالباً بضرورة الصبر على غارزيتو حتى يصل بالمريخ إلى مرحلة بناء فريق قوي تماماً مثلما فعل مع مازيمبي الكنغولي. هيثم سلمان: البرنامج الضاغط في السودان والقتال في عُدة جبهات فرض على غارزيتو المداورة دافع هيثم سلمان المدرب المعروف عن الطريقة التي يعتمد عليها غارزيتو في اشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين وتغيير طريقة اللعب من مباراة لأخرى وقال إن المدرب الفرنسي صاحب تجربة سابقة في الدوري السوداني ويعلم جيداً أن طاقة اللاعب السوداني محدودة وأنه يقاتل في عدة جبهات مثل الدوري الممتاز وكأس السودان والبطولات الأفريقية إلى جانب المشاركة مع المنتخبات الوطنية وبالتالي فإنه اذا اعتمد على صندوق واحد من اللاعبين سيستهلك أفضل عناصره في وقتٍ وجيز وسيجعل الفريق يتعرض لموجة اصابات مزعجة وعندما يلجأ إلى البدلاء يجدهم أبعد ما يكونوا عن الجاهزية الفنية والبدنية وبالتالي تحدث هزة كبرى في المستوى الفني لفريق كرة القدم وأضاف: غارزيتو مدرب كبير وصاحب خبرات طويلة والطريقة التي يعتمد عليها الآن لا يقدم عليها الا مدرب شجاع ويثق جيداً في فكره التدريبي لأن الانتقادات التي تعرض لها غارزيتو عقب التعادل مع الأهلي كانت كفيلة بدفعه للتراجع عن سياسة المداورة وتغيير طريقة اللعب من مباراة لأخرى ولأنه يثق في نفسه وقدراته لم يهتز بل مضى قدماً في تغيير طريقة اللعب واستبعاد بعض العناصر فحقق نجاحاً كبيراً وشدد هيثم على أهمية أن يُحظى غارزيتو بدعم الجماهير والإعلام حتى يطبّق فكره التدريبي دون أي ضغوط ليسهم في بناء فريق جيد للمريخ.
