* فجعنا يوم السبت الماضي برحيل أحد الأصدقاء الخلوقين الذين تعرفنا عليهم في رحاب المريخ وجمعتنا بهم العديد من الأعمال بدءاً من انتخابات رابطة جدة وامتداداً باحتفائية الرابطة نفسها بلقب الممتاز عام (2011) وبعدها امتد التعارف لتكوين كيان اجتماعي مترابط تجمعنا الأفراح والأحزان. * الراحل (محمد عبد الله وداعة الله) رحمه الله رحمة واسعة أو كما يحلو للبعض مناداته بالإنجليزي والدراشي كان سمح الخلق حسن المعشر لا تفارق الابتسامة وجهه يشعرك منذ الوهلة الأولى عند مقابلته لك بأنك تعرفه منذ سنين ببشاشة استقباله وأدبه الجم وحبّه للخير وتواضعه الكبير. * لا يفرّق بين صديق مقرّب أو شخص عرفه تواً لأنه كان يتعامل مع الجميع بسقف احترام واحد بقلبه النقي الطاهر. * يكفيك حديث زملائه عنه بالعمل لم يذكره أحد إلا بالخير يكفيك ترقّب وصول جثمانه من الإمارات وتسمّر ذويه وأصدقائه أمام مطار الخرطوم. * قابلته لماماً وعكس لي هذا الخلق النبيل وخصاله الحسنة وفجعت برحيله فما بال أولئك الذين عاشروه وخالطوه عن قرب لسنوات (نسأل الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان). * علمنا رحيله أن هذه الدنيا دار (ممر) والآخرة دار (مقر) وكفى بالموت واعظاً وأنه يتعيّن علينا أن نعيد حساباتنا وتخطيط حياتنا من جديد لأن غالبيتنا يخطط ويرسم استراتيجياته الدنيوية ويغفل عن بناء صرح له في الآخرة. * علمنا رحيله بأن الخلق الحسن والكلمة الطيّبة هما جواز المرور لقلوب الجميع وما أدل على ذلك من تلك الدعوات التي تقاطرت عليه من كل حدب وصوب مترحمة على روحه الطاهرة ومازال كل من عرفه سواء عن قرب أو بعد يدعو له ولعمري إنها لثمرة خلقه الحسن وسريرته النقية. * اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب. * اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته. اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً. * اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ أفسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. * اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. * اللهم إنّ محمد عبدالله في ذمّتك، وحبل جوارك، فقِه من فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ. فاغفر له، وارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم. * اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً. اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك. اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذّبه أبداً. * اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم. اللهمّ اعف عنه، فإنّك القائل (ويعفو عن كثير). اللهمّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك. * إنا لله وإنا إليه راجعون.