□ عرض الاتحاد الليبي (35 ألف دولار) للفرنسي، لو قمنا بضرب المبلغ المذكور في (20 جنيهاً) سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الأسود ولن نقول بنك السودان المركزي لأن الأخير لا يمنح دولاراته (إن وجدت) للأندية بسعر الصرف الرسمي المعلن به لسداد مستحقات محترفيها وأجهزتها الفنية. □ إن ضربنا الرقم المذكور في (20 جنيهاً) أي أن الفرنسي يفترض أن ينال مبلغ (700 ألف جنيه) شهرياً له وحده دون حساب مساعده أنطونيو ولا بقية أفراد الجهاز الفني والطبي. □ ما هي موارد المريخ المالية حتى ينفق قرابة المليار شهرياً للحفاظ على (غارزيتو)؟ وما هي الأموال التي سيجنيها المريخ في حالة وصل للدور ثمن النهائي من دوري أبطال أفريقيا على أقل تقدير؟ □ هل سيغطي حافز الكاف للدور المذكور تلك الكلفة الباهظة؟ هل سيحظى المريخ بمداخيل شهرية من تلفزة ورعاية وتسويق ودخل مباريات تفوق كلفة جهازه الفنية المليارية ومحترفيه؟. □ الإجابة بالتأكيد لا، حتى مبلغ ال (20 ألف دولار) يعتبر مبلغاً كبيراً جداً في ظل الأزمة الاقتصادية وغياب الموارد الذاتية للنادي. □ إذا كانت جماهير المريخ نفسها أصيبت بالخمول والتكاسل وباتت لا تهتم لمؤازرة فريقها من داخل الإستاد فمن أين ستنتعش خزانة النادي حتى نعرض على الفرنسي تلك المبالغ الكبيرة. □ لذلك نجد أن رحيل الفرنسي للعرض الأفضل منطقي وعدم مجاراة الوالي لعرض الاتحاد الليبي يعتبر منطقياً جداً ومقبولاً بل يستحق عليه الإشادة وليس اللوم والتقريع. □ معظم الأندية التي تتألّق بأجهزة فنية وطنية على الصعيد الأفريقي لا تنفق مثل المبلغ المذكور للجهاز الفني. □ يتقاضى حسام البدري المدير الفني للأهلي المصري مبلغ (23 ألف دولار)، وليد الركراكي المدير الفني للفتح المغربي الذي حقق ثنائية الدوري والكأس وأوصل الفريق لمحطة الدور ربع النهائي في بطولة الكونفدرالية الحالية وقدّم فريقه أداءً نموذجياً في البطولة العربية يتقاضى (10 آلاف دولار). □ حتى لو اتجه المريخ للمدرسة المصريه فحسام حسن مع المصري يتقاضى (13 ألف دولار)، وشوقي غريب مع الإنتاج الحربي (8800 دولار)، إيهاب جلال الذي قاد مصر المقاصة لوصافة الدوري المصري كان يتقاضى (8300 دولار). □ شخصياً أتفق مع مقترح الأستاذ مأمون أبوشيبة بضرورة الاتجاه للمدرب الوطني ولكن ليس (مازدا) وإنما (محمد الطيب) الشهير بمورينهو. □ محمد الطيّب مدرّب اكتسب خبرة طويلة بالسعودية لقرابة العشرين عاماً عمل خلالها مع مدربين كبار أمثال (هنري ميشيل) و(كارلوس البيرتو). □ مورينهو يمتلك ميزة المدرّب صاحب النفس الطويل ويكفي إنجازه ببطولة طويلة المدى مثل بطولة الدوري العام بعد أن قاد (ثلاثة أندية) للصعود لمصاف أندية الدوري الممتاز (الرابطة كوستي – المريخ كوستي – الشرطة القضارف) وهو إنجاز لا يأتي بالصدفة على الإطلاق. □ يحقق محمد الطيّب حالياً نتائج مميزة مع فريق الشرطة وقاد قبلها الأمل للمشاركة الأفريقية وشخصياً أعتبره من فلاسفة التدريب الذي يجب أن يجدوا الفرصة بنادي كبير مثل المريخ. □ وفروا الدولار باهظ الثمن واتجهوا للمدرسة الوطنية لنجاري واقعنا الاقتصادي المزري ولنبتعد عن الترف الفني الذي لا يجدي نفعاً لأن الأساس الكروي (هش) أصلاً. □ يخوض المريخ مباراة الموسم مساء اليوم عندما يستضيف فريق هلال الأبيّض العنيد الذي بات بعبعاً لجميع فرق الممتاز خصوصاً عقب تألّقه الأفريقي تحت قيادة الديسكو. □ ليس هذا فحسب بل إن العمود الفقري لهلال التبلدي يعتبر القوام الرئيسي لمنتخب السودان حيث يشارك كل من كرنقو – أكرم – مهند – معاذ القوز – الشغيل – بكري بشير بصورة أساسية مع صقور الجديان آخرها قبل يومين في مواجهة إثيوبيا الحاسمة. □ مباراة خطيرة ومحفوفة بالمخاطر وتعتبر واحدة من أقوى مواجهات الممتاز قياساً لكم النجوم الهائل بالفريقين. □ في المريخ ستكون كلمة السر تحت أقدام شبابه محمد الرشيد والتش وأحمد آدم والسماني الصاوي والتكت الذين باتوا يشكلون العلامة الفارقة في التوليفة الحمراء. □ تقابل الفريقان في الممتاز منذ صعود هلال التبلدي (أربع مرات) كسب المريخ مواجهه وحيدة بهدف عبده جابر بالأبيّض في موسم (2015) وخسر الثلاث مباريات الأخريات منها (مباراتين) بأرضه ووسط جماهيره. □ جماهير الكرة السودانية على موعد مع لقاء ناري ومثير حيث يحتل الأحمر المرتبة (الثانية) برصيد (30) نقطة من (14) مباراة وهلال الأبيّض في المركز السابع برصيد (26) نقطة من (15) مباراة. □ حاجة أخيرة كده :: قمة جديدة أشرقت على سماء الكرة السودانية.