الفشل حاضر في الجولتين الأولى والثانية.. (والتالتة واقعة) بأي عدد الاستجلاب وراء عدم اكتمال النصاب.. وكل المحاولات لمعالجة التشوهات انتهت الى فشل ذريع لم تخالف الجمعية العمومية لنادي المريخ التي انعقدت مساء أمس في جولتها الثالثة بأي عدد، وافرزت مجلس ادارة جديد يقود النادي في المرحلة المقبلة، ما اصبح يحدث بصورة متكررة في الجمعيات المتكررة للعملاقين عندما تصل العضوية التي يحق لها المشاركة في الجمعية العمومية الى رقم غير مسبوق، وعندما يتم وضع هذه العضوية على المحك لتحضر وتشارك في انتخاب المجلس الجديد يظهر فشلها الذريع، وتظهر العضوية المستجلبة في أسوأ صورها بعد ان انتهت كل المحاولات بمحاربة العضوية المستجلبة الى فشل ذريع. كانت الجمعيات العمومية للعملاقين لا يتجاوز عددها ال300 عضو عندما كانت تعتمد على عضوية حقيقية من الرواد الذين يحرصون على الحضور يومياً او على الأقل في فترات متقاربة، لكن قفزت العضوية مع ظهور الاستجلاب الى ارقام فلكية، لدرجة أن عضوية نادي الهلال عام 2003 وفي قمة السباق بين صلاح ادريس وطه علي البشير وصلت الى 33 الف عضواً، وعندما تم وضعها على المحك لاكتمال النصاب فشلت في الجولتين الأولى والثانية، ولما كان الفشل ذريعاً لم يتم الانتقال الى الجولة الثالثة، وتم تعيين مجلس ادارة جديد حتى يعمل على معالجة تشوهات العضوية، وبرغم ان العضوية المستجلبة اصبحت حقيقة يصعب انكارها، لكن كل محاولات محاربتها انتهت الى فشل ذريع، بل تمازجت الألوان ولم يعد مستغرباً أن يكتسب بعض الأهلة عضوية نادي المريخ مقابل حفنة جنيهات، وتنعكس الآية بنفس المقابل، حيث لم يعد يهم الناخب في غمرة الاندفاع في الاستجلاب من يحكم ذلك النادي، لطالما أنه حصل على نصيبه من بيع صوته لمصلحة مجموعة بعينها لا تنقصها الجرأة في شراء الأصوات بطريقة الغاية تبرر الوسيلة، وشرع المريخ في محاربة هذه الظاهرة السيئة ووضعت لجنة التسيير السابقة العديد من المعالجات في مقدمتها معالجة ناجعة تتمثل في رفع رسم العضوية الى رقم يصبح من الصعب معه ان يستجلب شخصاً واحد الف عضو للوقوف معه، وكان يمكن لهذا المقترح أن يحارب العضوية المستجلبة وفي الوقت ذاته كان يمكن أن يحول العضوية الى أحد اهم مصادر دعم الخزانة الحمراء، لكن الاجراء لم يكتمل لأن المجلس المعين لم يكن يمتلك حق الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية الطارئة لتعديل النظام الأساسي، وبالتالي تعديل رسم العضوية، وربما لا تروق هذه الفكرة للمجلس الذي وصل الآن الى ادارة نادي المريخ، لأنه لا يمكن أن يقدم على تحطيم السلاح الذي حسم به معركة الأمس، وبرغم ان الجهات المسئولة وفي مقدمتها الوزارة والمفوضية على علم بتفشي هذه الظاهرة السيئة في اكبر ناديين في السودان، لكنها لم تستطع ان تضع أي قيوداً يمكن أن تسهم في محاربة الظاهرة أو التقليل منها بعد ان اصبحت تمس سمعة الأندية الكبيرة، وتضع ديمقراطيتها على المحك. المجلس الجديد لم يأت بجديد العضوية المستجلبة ليست وليدة الأمس، ولم تأت مع هذا المجلس، بل ظلت حاضرة في المريخ على مدى سنوات، وان كان رئيس النادي جمال الوالي لا يحتاج لاستجلاب عضوية حتى يصل الى رئاسة النادي الأحمر التي ظلت محسومة لديه بالتزكية دوماً، لكن عدد من الذين ادمنوا الظهور مع الوالي في كل المجالس، ظلوا يحرصون على استجلاب عضويتهم من اجل مقاعدهم، وبالتالي لا احد يلوم هذا المجلس ويتهمه بأنه اتى بظاهرة دخيلة على مجتمع المريخ، ولكن ما حدث في هذا الملف على مدى سنوات يفرض على كل محبي نادي المريخ ان يتقدموا الصفوف من اجل اكتساب عضوية ناديهم، وقفل الطريق امام اصحاب الولاء المزدوج الذين لا يهمهم من يحكم المريخ بقدر ما يهمهم ان يصل من سلمهم نصيبهم من الكعكة الى مجلس الإدارة. وإذا تقدمت الجماهير الحمراء الصفوف وحصل المريخ على عضوية مستنيرة، يمكن أن تصبح له عضوية مؤثرة، وداعمة لخزانته، وفي الوقت ذاته سيكون المريخ قد تخلص من ظاهرة العضوية المستجلبة، التي هبت رياحها من الشمال وانتقلت الى الأحمر وقبل كل ذلك تستطيع هذه العضوية التي تضم الحادبين على مصلحة النادي ان تنتخب المجلس الذي يمكن أن يحقق احلام وتطلعات الجماهير الحمراء.