المريخ يغامر بإبعاد اليوغندي والهلال يعاني مع الكاميروني منجد النيل مرشح لإنهاء أزمة حراسة المنتخب الوطني.. والأزرق تحت رحمة الثنائي الأجنبي حافظ محمد أحمد سيطر الأجانب على حراسة مرمى عملاقي القمة المريخ والهلال في السنوات الماضية ولم يجد جمال سالم ومكسيم فودجو حتى منافسة من العناصر الوطنية واحتكر الأوغندي حماية بوابة الفرقة الحمراء وسجل أعلى نسبة مشاركة من بين كل اللاعبين وسار على دربه الكاميروني وإن كان احتياطي سالم وطنياً بينما يجلس على دكة بدلاء الهلال جمعة جينارو حارس المرمى الأساسي لمنتخب جنوب السودان. سيطرة الأجانب على جماية بوابة عملاقي القمة انعكست سلباً على حراسة مرمى المنتخب الوطني الذي تتكون غالبية عناصره من القطبين تحديداً.. فيما عانى كلا الفريقين من متاعب جمة بداية كل موسم أو عند استدعاء الأوغندي لمنتخب الرافعات أو حتى امضاء عطلات ببلاده، ومؤخراً بدأ منجد النيل في الضغط على الأوغندي عبر المشاركة أساسياً مع فريقه في مباريات الدوري بعد مواسم لم يعرف فيها مرمى المريخ غير جمال سالم الذي قدم خدمات متميزة للفريق خلال ثلاثة مواسم ونصف قبل أن يبدأ مؤشر مستواه في التراجع ولم يكن وضع حراسة مرمى الهلال مؤخراً بأفضل حال من المريخ وما يزال الأزرق تحت ضغط الأجانب إذ يشارك جينارو أساسياً بعد أن اندلعت نيران الخلافات بين الكاميروني ومجلس إدارة النادي قبل أن تخمد مؤقتاً مؤخراً ويبدو واضحاً أن المريخ في طريقه للمغامرة بعدم التجديد للأوغندي.. بينما سيكون الأزرق تحت رحمة مكسيم وجينارو وحال حدث ما يعكر صفو العلاقة بينهما ومجلس الإدارة فإن الهلال سيكون أمام ورطة لا مثيل لها. سالم يقدم الكثير للمريخ لا يمكن أن ينكر أياً من أنصار المريخ الدور المهم الذي لعبه جمال سالم مع المريخ فالأوغندي نجح في وضع حد لأي أزمة على مستوى حراسة المرمى بالنادي وكان قاسماً مشتركاً في إنجاز حققه فريق الكرة من تقدم على مستوى المشاركات الأفريقية والتتويج بلقب الكأس ودرع الدوري وكذلك يدين له أنصار الأحمر بالفضل في العودة من جديد للبطولات المحمولة جواً في نسخة سيكافا 2014 التي جرت برواندا وكان الأوغندي بطلها بلا منازع، جمال سالم لم يستهلك وقتاً ليعلن عن وجوده بمنتهى القوة ليواصل بقوة كبيرة على مدى ثلاث مواسم متتالية كان صاحب النصيب الأعلى من المشاركات من بين كل اللاعبين في مختلف البطولات. الظهور المدوي لسالم ساهم في وصول الفريق لنصف نهائي أمجد البطولات الأفريقية الموسم قبل الماضي كما أعلن الأوغندي عن نفسه في مباريات الديربي وطوال فترة وجوده لم يعرف إلا خسارة وحيدة كانت المعاناة الإدارية ماثلة وحاضرة ولعبت دوراً أساسياً فيها.. بخلاف تلك الخسارة كان التعادل النتيجة الأسوأ للحارس الشاب في الديربي مع فريقه وتجاوز جمال سالم كل المطبات والمواقف الصعبة مع الأحمر وكان أحد أبرز اللاعبين مع فريقه في المواسم الماضية. الأوغندي يتفوق على الكاميروني على الرغم من أن مكسيم فودجو يعد أفضل لاعبي الهلال في السنوات الأخيرة ويدين له أنصار الأزرق بالفضل أيضاً في تقدم فريقه الأفريقي غير أن القط الكاميروني كانت له أخطاء واضحة وفشل تماماً في وضع حد لها وخلال فترته مع الأزرق عانى الكاميروني بشدة من التصويبات المباشرة والمتحركة من مسافات بعيدة وهي واحدة من أبرز نقاط ضعفه ولم ينجح أي مدرب حراس مر على الهلال من إيجاد علاج ناجع لها لتكون الثغرة الكبرى التي تسلل عبرها المنافسين لمرمى الأزرق. وعلى الرغم من تميز الكاميروني الواضح وسده لثقوب خط دفاع الهلال الكثيرة غير أن اخطاءه في بعض المباريات تسببت في خسارة الأزرق .وعلى الجانب الآخر لم يكن لجمال سالم نقطة ضعف واضحة وكان إخفاقه في أضيق نطاق.. وعلى النقيض من مكسيم الذي عانى من اهتزاز دفاع الهلال استفاد سالم من قوة دفاع المريخ وتميز عناصر الفريق إجمالاً.. لكون الفوارق كانت واضحة بين عناصر الفريقين في السنوات الأخيرة بتميزها في المريخ وضعفها في الأزرق. الأزرق تحت ضغط الأجانب كشفت الأزمة الأخيرة بين مكسيم فودجو ومجلس إدارة نادي الهلال أن الخلافات ربما لن تتوقف بعد إجبار الكاميروني على الاعتذار كما أن مغادرة مكسيم فجاة وحديثه على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه يبحث عن حقوقه المالية يؤكد أن أي تقصير من المجلس بشأن مستحقاته ربما يقوده للمغادرة مرة أخرى ليكون جينارو تحت الاختبار.. وتوقع كثيرون أن تنتهي رحلة الجنوب أفريقي مع فريقه بعد أن تسبب في عدد من الأهداف إذ لم يكن جينارو حارس مرمى قادراً على صناعة الفارق.. اعتماد الهلال على حارسي مرمى أجنبيين ينطوي على مخاطر كبيرة إذ أن مغادرتهما معاً ستجعل يونس الطيب أمام محك ربما لا ينجح فيه. مغامرة غير مأمونة العواقب للأحمر على الرغم من أن منجد النيل قدم ما يؤكد أن المريخ على موعد مع حارس مرمى متميز للغاية ربما يعيد ذكريات عمالقة خدموا النادي بإخلاص غير أن مغامرة مغادرة جمال سالم والاعتماد على منجد ربما تكون في غير مصلحة النادي فجمال سالم يملك من الخبرة ما يجعل المقارنة بينه وأي حارس مرمى في المريخ ظالمة لكليهما، طموح أبناء القلعة الحمراء الذي ارتفع سقفه وبات الوصول لمرحلة المجموعات الأفريقية لا يلبي الطموح يحتاج لحارس مرمى يملك من الخبرات ما يؤهله لتجاوز أصعب العقبات على غرار ما فعل جمال سالم الذي تشير كل التوقعات إلى أن نسبة رحيله تزيد عن احتمال مواصلته وهو أمر قد يشكل خطراً حقيقياً أمام الأحمر غير أن الأمر يتوقف على رغبة مشتركة بين الطرفين.. ولا تبدو العلاقة الحالية التي تربط جمال سالم بالنادي متينة ما يكفي على الرغم من أن الأوغندي يؤدي تدريباته بانتظام وتقبل جلوسه احتياطياً لجمال سالم بهدوء واحترافية كاملة، والكثير من أنصار الأحمر يرغبون في مواصلة الأوغندي لمواسم قادمة قياساً بانسجامه مع الفريق وتأقلمه على الأجواء في السودان، ولكن بشرط أن يظهر سالم التزاماً كاملاً ويضبط مواعيد عودته عندما يغادر إلى بلاده في عطلة قصيرة أو طويلة، سالم لم يجدد في فترة الانتدابات التكميلية وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أن الأمر يعني أنه سيرحل لا محالة وإن كان الأوغندي في مأمن من مزايدات مالية درج عليها القطبان المريخ والهلال في اللاعبين عند كل فترة إحلال وإبدال وذلك لكون الأزرق يحتكم على حراس مرمى أجانب وحال حاول الأزرق انتداب سالم فيعني الأمر ببساطه فتح باب رحيل مكسيم. منجد النيل على موعد مع المجد يجد منجد النيل مؤازرة كبيرة من أنصار المريخ بعد مشاركاته الأخيرة مع الفريق.. وساهم وجود عديد اللاعبين الشباب المميزين في منح الحارس الصاعد المزيد من المساندة.. وكان النيل امتداداً لهم ويتوقع الجميع مستقبلاً مشرقاً للحارس الشاب قياساً بما قدمه من مؤشر ومستوى في الفترة الماضية وما أظهره من هدوء وثبات وثقة بالنفس.. صغر سن منجد النيل وتميزه تجعله مؤهلاً تماماً لحماية مرمى المريخ ولذلك يخشى عليه كثيرون من مغبة المغامرة به في المنافسة الأفريقية الموسم المقبل بجانب عصام عبد الرحيم والتجديد لسالم مع منح منجد الفرصة من حين إلى آخر كما يتوقع الجميع أن ينهي منجد النيل أي أزمة لحراسة مرمى المنتخب الوطني الذي عانى بشدة من احتكار الأجانب لمرمى القطبين.
