□ انقضت مشاركة صقور الجديان ببطولة الشان التي أحرز فيها منتخبنا الوطني المركز (الثالث) على حساب المنتخب الليبي بالركلات الترجيحية (4-2) مكرراً إنجاز العام (2011) عندما ظفر السودان ببرونزية البطولة التي استضافها على حساب المنتخب الجزائري وقتها بعد التفوّق عليه بهدف نظيف. □ المشاركة ببطولة الشان يجب أن تخضع لتقييم دقيق جداً من قبل القائمين على أمر كرة القدم السودانية لأن الحصيلة النهائية جاءت مخالفة لتوقعات الشارع الرياضي الذي لم يكن يضع في الحسبان بأن يحصل صقور الجديان على برونزية البطولة رغم (ضعفها الفني الكبير). □ تابعت تقريباً غالبية المباريات في الأدوار الأولى والدور ربع النهائي وحتى نصف النهائي ولم ترق البطولة للمستوى المتوقّع ولم نجد بها تلك الإثارة التي تواكب ترويجها الكبير لأن غالبية الدول تتعامل مع الشان من نظرة (إعدادية) واكتشاف (للمواهب) وتهيئة العناصر البديلة للمنتخبات الأخرى. □ الكرواتي (زدرافكو لوجاروشيتش) المدير الفني غير ملام إطلاقاً على مستوى الفريق ككل خلال مباريات البطولة لأنه بالتأكيد لم يقم هو باختيار عناصره ولم يتابع ممتاز الموسم الماضي لانتقاء الأفضل وإنما وجد (لستة) مكتوبة وجاهزة فقام بإدارتها فقط. □ وإلا لما اعتمد في منطقة المناورة على لاعبين بمعدّلات أعمار ثلاثينية فشلت في مجاراة سرعة المنتخب الليبي واكتفت بأداء 25 دقيقة فقط والتقدّم بهدف ليأتي الاستسلام الكامل بعدها للمد الهجومي للمنتخب الليبي. □ لذلك فإن تقييم عمل الكرواتي سيبدأ منذ انتهاء بطولة الشان والتحديات الجسام التي تنتظره ستبدأ بتاريخ (27/03/2018) والمواجهة الثانية بالتصفيات المؤهّلة لنهائيات الكان 2019 أمام غينيا الاستوائية (بأرضها). □ وهذا يعني أن الكرواتي لديه أقل من (ستين يوماً) لإعادة ترتيب أوراق المنتخب (وفقاً لوجهة نظره) وبالتأكيد فإن خياراته ستتبدّل وتوليفته ستتغيّر لمواكبة الكرة السريعة وليس التثاقل وجرجرة الأرجل التي تابعناها خلال مباريات البطولة. □ نحن لا نبخِّس البرونزية التي حصل عليها المنتخب الوطني ولكننا نتعجّب لحالة الفرح الطاغي بالحصول على الترتيب (الثالث) ببطولة أشبه (بسيكافا) من ناحية المستويات الفنية. □ فكل هذا الصخب سيخدع الجهاز الفني خلال الفترة المقبلة لأن العناصر الحالية لن تصمد أمام طموح مدغشقر ومحترفي غينيا الاستوائية والسنغال في تصفيات الكان. □ أمام ليبيا اعتمد الكرواتي على طريقة 4-3-3 في بداية المباراة وقدّم المنتخب ثلث ساعة مميزة جداً ولكن بسبب محدودية الإمكانيات وارتفاع معدّل أعمار كل من (الشغيل – مهند – الطاهر الحاج) فشل المنتخب في مواصلة الإجادة لأن خط الوسط كان بطيئاً للغاية في ظل تواجد أبوعاقلة والشغيل والطاهر الحاج. □ أضف إلى ذلك غياب الدور الدفاعي التام لثلاثي الهجوم (تيري – مهند – ولاء الدين). □ في الخط الخلفي كانت الثغرة الأساسية تتمثّل في خطورة جميع الكرات العرضية على مرمى أكرم الهادي ومن إحداها أحرز المنتخب هدف التعادل في الدقائق العشر الأخيرة. □ فمعظم فرص المنتخب الليبي كانت بسبب غياب قلب الدفاع الذي يجيد إبعاد الكرات بالرأس في ظل غياب المدافع المتميز عمر سليمان. □ وهنا نسأل إن كان الكرواتي يمتلك لاعباً بمستوى (حمزة داؤود) فلماذا قام بتوليف (عبد اللطيف بوي) كقلب دفاع والذي لم يؤد بنفس إجادة موقعه في مركز الظهير الأيسر. □ فلسفة المدرّب الذي ينظر للمستقبل كانت غائبة أيضاً فالمدير الفني للمنتخب الليبي أشرك (خمسة لاعبين) جدد لأول مرة أمام السودان للوقوف على مستوياتهم وتهيئتهم لقادم الاستحقاقات بينما لم يمنح (زدرافكو) الفرصة للعناصر التي لم تظهر في البطولة إطلاقاً. □ محمد حقار – حمزة داؤود – منجد النيل – عوض كافي والتاج يعقوب عناصر كان من المفترض أن تظهر إما في مواجهة المغرب (تحصيل الحاصل) أو مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. □ عموماً تعتبر المشاركة في بطولة الشان والحصول على البرونزية أمراً معنوياً جيّداً كما أسلفنا ولكن على الجميع أن يعمل بمفهوم استراتيجي بانتقاء عناصر شبابية تؤدي مع المنتخب في فترة لا تقل عن أربع سنوات وليس كل عام بتشكيلة. □ حاجة أخيرة كده :: الحكم جوناثان موس ومساعده يسرقان عرق ليفربول أمام توتنهام.