□ خيبة الأمل جملة تعتبر أدق وصف لحصيلة المنتخبات العربية المشاركة في مونديال روسيا 2018 بعد السقوط المتتالي والفشل حتى في إحراز هدف من كرة (متحركة) والاكتفاء بتدوين هدفين فقط من ركلتي جزاء عقب (سبع) مباريات بواقع مباراتين لكل من المغرب ومصر والسعودية ومباراة وحيدة لتونس. □ الفشل في مجاراة المنتخبات الواقعة في مجموعات المنتخبات العربية لا يعكس مدى الضعف الفني بقدر ما يؤكّد أن المشكلة الأزلية لكرتنا العربية هي مشكلة (ثقافة المواعيد الكبرى) والوقوع في فخ (التضخيم الإعلامي السلبي) الذي لم ينظر إلى الواقع (بالمنطق) وإنما (بالعاطفة الجياشة) كعادته. □ روسيا التي قلنا أنها أضعف منتخبات المونديال وجدت نفسها في مجموعة تضم إلى جوارها منتخبين عربيين (مصر والسعودية) وسقوط الأخضر متوقع قياساً على غياب اللاعب السعودي المحترف بالدوريات الأوروبية ولكن خروج الفراعنة هو (الصدمة) بعينها لأن كوكبة الفريق المصري تضم عدداً من المحترفين بالدوريات الأوروبية ومشبّعة بالخبرة وضغط وسرعة المنافسات الأوروبية. □ روسيا الضعيفة جداً لعبت بواقعية احترمت السعودية وهابت من مصر فكانت تدافع (بتسعة) لاعبين لحظة فقدانها للكرة في مواجهة المنتخبين وضعف الأخضر منحها الخماسية وغرور مصر عقب مباراة الأورجواي أهداها النقاط الثلاث فعبرت للدور الثاني لأول مرة في تاريخها عبر بوابتين عربيتين. □ روسيا على خشبات الأخضر الثلاث سددت (13) مرة منها (10) على المرمى ولجت منها (خمس) كرات إلى شباك المعيوف بينما لم يفتح الله على الأخضر بتسديدة واحدة على الخشبات الثلاث وجاءت جميع محاولاته (الست) خارج المرمى. □ أما محاولات الدب الروسي في مواجهة الفراعنة فكانت (11) محاولة منها (5) خارج الخشبات الثلاث و(6) على مرمى الشناوي استقبل منها (3) أهداف بينما كانت محاولات المنتخب المصري (13) محاولة منها (خمس) على المرمى جاءت من إحداها هدف من (ركلة جزاء). □ فرق واضح جداً في أفضلية المحاولات على المرمى ولكن يكمن الفارق الكبير جداً بين الكرة العربية والأوروبية في كيفية استثمار تلك المحاولات وامتلاك النجاعة في ختام الهجمة. □ محاولات الأورجواي الهجومية أمام مصر (14) محاولة منها (8) بين الخشبات الثلاث جاءت من إحداها الهدف القاتل بينما كانت محاولات مصر (8) محاولات منها (5) بين الخشبات الثلاث. □ المنتخب السعودي تحسّن قليلاً امام الأورجواي بعدد محاولات هجومية (8) مرات منها (5) بين الخشبات الثلاث بينما هدد رفقاء سواريز مرمى العويس (المهزوز) في (13) مناسبة منها (7) على المرمى جاءت من إحداها هدف سواريز. □ المنتخب المغربي أحد المنتخبات الذي كنا نعوّل عليه كثيراً سقط هو الآخر أمام إيران بهدف قاتل وأمام البرتغال بهدف في البدايات قتل الطموح وأحبط الآمال. □ هجومياً كانت أسود الأطلس الأفضل أمام إيران ب (13) محاولة منها (7) بين الخشبات الثلاث بينما لم تهدد إيران مرمى المنتخب المغربي فعلياً سوى (3) مرات جاءت من إحداها الهدف القاتل. □ أما المحبط بحق فهو الأداء المغربي أمام نظيره البرتغالي الذي فعل كل شيء في كرة القدم إلا التسجيل وللحكم نصيب من الظلم بصرفه ركلتي جزاء أوضح من شمس أبريل للمغاربة. □ المغرب هددت مرمى البرتغال (16) مرة منها (6) محاولات بين الخشبات الثلاث بينما كانت حصيلة البرتغال الهجومية (10) محاولات فقط منها (6) بين الخشبات الثلاث جاءت من إحداها هدف رونالدو الكارثي. □ نسور قرطاج المنتخب التونسي مباراة ماراثونية أمام الإنجليز ولكنها ثقافة اللاعب العربي الهزيلة وهي الركون التام للدفاع ومنح إنجلترا كل المساحات لشن هجوم ضاري على تونس كانت حصيلته هدفاً قاتلاً في آخر دقيقة. □ تونس قدمت أداءً هجومياً خجولاً وهي تكتفي (بثلاث) محاولات فقط على المرمى الإنجليزي بينما هدد إخوان كين وهندرسون شباك الحارس البديل (فاروق بن مصطفى) (عشر) مرات ولج منها هدفان في شباك نسور قرطاج. □ وللأهداف القاتلة قصّة أخرى تسقط مصر أمام الأورجواي في الدقيقة (89) وتسقط المغرب أمام إيران في ال (95) وتسقط تونس أمام إنجلترا في ال (91) وتخرج مصر من المونديال في (ربع) ساعة أمام روسيا. □ المغرب يسقط برأسيتين في مباراتين على التوالي في وجود العملاق (بن عطية) ومصر تسقط برأسية (خوسي) أمام الأورجواي وتونس تسقط أمام الإنجليز برأسية كين دون أدنى رقابة عليه والسعودية تستقبل (ثلاثة) أهداف من جملة (ستة) بضربات رأسية. □ دليل واضح على ضعف الأجهزة الفنية في إتقان العمل الهجومي والدفاعي فلا يعقل أن يحتاج الأخضر للفوز أمام الأورجواي ويدافع بتلك الطريقة الساذجة وليس من المقبول أن تفشل المغرب في إحراز هدف واحد خلال (180) دقيقة وهي التي أحرزت (11) هدفاً في التصفيات ولم تستقبل أي هدف. □ يبقى الرمق الأخير والأمل المرتجى أن يظفر المنتخب التونسي بنقاط مباراة (بلجيكا) إن امتلك معلول الجرأة وتخلى عن تقوقعه الدفاعي المقيت فمواجهة الشياطين الحمر تعتبر مفترق طريق إما العودة بالتونسية أو استعادة الأمل. □ حاجة أخيرة كده :: بيننا وبينهم (خط) و (بحر) (مصر) و (السعودية) هم وصلوا ونحن نتفرّج.