* ودع العالم مساء أمس كرة العالم، بعد أن استمتع الكافة بمباريات غاية الروعة والدافعية العظيمة، التي لا تهدأ ولا تلين من أجل تقديم عملاً مقنعاً ومرضياً، قبل أن يكون هدفاً لنيل بطولة أو الظفر بكأس عظيم. * جمع مونديال روسيا الأنيقة كل نجوم كرة القدم في ساحة واحدة وظلت تقدمهم يوماً بعد يوم، عبر شاشات التلفاز بتقنية تصويرية وإخراجية أدهشت الناس كل الناس بلا استثناء. * وكانت روسيا تمثل أهم عوامل ذلك الإبداع والإمتاع الكروي الذي عكسه كأس العالم هذا العام، فالروس تعاملوا مع الأمر بكل جدية، فبذلوا المال حتى يخرج المونديال بهذه الروعة، وقبل المال تمت تهيئة المواطنين لاستقبال الضيوف والخلوق الذين أتوا من كل فج عميق، ببساطة ووئام تام، حتى ظن الزوار أنهم في بلادهم ووسط أهلهم، فتمتعوا بفنون كرة القدم ونجومها اللامعين. * فلله الحمد لم يعتري المحفل الرياضي العالمي الوسيع أي خلل أمني، أو حوداث ذلت أهداف سياسية أو عقائدية أو عنصرية، لقد سارت الأمور كما يريد أهل الرياضة. * الملاعب العشرة التي أقيمت عليها المباريات، كان كل واحد منها يحدث عن جمال وعمل متقن، وهندسة مطلوبة غطت كل الاحتياجات بكل تأكيد ويقين. * الرأي عندي هو، أن إقامة البطولة بروسيا، كان له الأثر الكبير في الحضور الجماهيري الأنيق والراقي، لأن قرب البلاد الروسية من معظم دول المنتخبات المشاركة، سهل عملية السفر والتنقل للزائرين العاشقين لكرة القدم. * وكان مونديال الروس مختلفاً جداً عن بقية السابقات، كونه طرد كل المنتخبات ذات الصيت والسمعة، ابنداءً من المنتخب البطل الألماني، ولحق به الأسباني ثم الأرجنتيني والبرازيلي والبرتغالي، وأخيراً الإنجليزي. * وفي الختام غاب اللاعب المحور والشخصية التي تجذب الأنظار وتجعل المتابعين يركزون معها، مثل كريستيانو وميسي ونيمار. * وفي هذا المونديال برزت منتخبات لم يكن يتوقع لها أحد أن تتقدم وتصل للأدوار المتقدمة في وجود المنتخبات العظيمة، ولكنها متعة كرة القدم التي تحب وتستدعي على الدوام الدهشة والإثارة الجذابة والممتعة، ولأجل ذلك يتعلق بها الناس ولا ينفكون عنها أبداً أبداً. * وما قدمه المنتخب الروسي كان فيه شيء من الإعجاز رغم الإمتاع، لأن الروس لا يمتلكون أصلاً شأناً طيباً في هذا الأمر، ولكنهم استطاعوا بجدهدم وحبهم في تقديم مونديال استثناء، قدموا منتخباً نال احترام العالم وإشادته ما في ذلك شك. * استطاعت مباريات كأس العالم أن تمثل نوعاً جميلاً من الترفيه لكافة المتابعين، وخفف عليهم صعوبات الحياة ومعاناتها، وسيجد الناس فراغاً عظيماً منذ هذا اليوم، ونعود غصباً وعنوة إلى الرفسي والدفسي. * أما عن المباراة النهائية نقول إن فرنسا قد خدمها الحظ كثيراً، كي تحقق هذا النصر العريض على كرواتيا. * وتمثل حظ الفرنسيين في أنهم نالوا هدفاً منحة في الدقيقة 17، من رأسية ماندويتش من كرة لم تكن ذات صعوبة على الحارس لو لم يلمسها لمساً خفيفاً برأسه. * وبعد أن أدرك الكروات التعادل من كرة جميلة هيأها فيدا لبريتش نال منها تعادلاً جميلاً، عاد الحظ لفرنسا، بعد أن لامست الكرة يد من أحرز التعادل ولم يكن قاصداً، وفيها شيء كثير من شك، وحتى الحكم لم يستطع الحكم عليها مع تقنية الفار لمدة فاقت الدقيقة، ليحتسبها بعد جهد وشك ركلة جزاء، نال منها قريزمان هدف التقدم الثاني. * الشوط الأول بكامله وبداية الشوط الثاني كان استحواذ الكروات 69 % مقابل 31 % للفرنسيين، ولكن حقاً كانت فرنسا هي صاحبة الشخصية. ذهبيات * مناطق وساحات الجماهير بالمدن الفرنسية أوضحت قيمة الكأس المصطادة * لاعبو المنتخب الفرنسي تحركاتهم ولمساتهم غير ممتعة، باستثناء قريزمان وأمبابي. * وعد الشيخ تميم أمير قطر، صاحبة تنظيم كأس عام 2022، بإذن الله، بأن يفوق تنيظم بلاده تنظيم روسيا. * تميم قال صراحة منتخبنا لا نتوقعه سيقدم ما قدمه المنتخب الروسي. * نال أمبابي جائزة أصغر لاعب في المونديال والنهائي. * واستحق مودرتش جائزة أفضل لاعب في المونديال. * وتمنيت أن لم يفز هاري كين الإنجليزي، بهداف المونديال لأنه أضاع فرصاً سهلة في مباراتي ربع النهائي ونصف النهائي. * خطفت السيدة كولندا رئيسة كرواتيا الجو من كل الحضور بما فيهم الرئيس الروسي بوتن والرئيس الفرنسي ماكرون، وزعيم الفيفا نفسه. * كانت كولندا أنيقة ورقيقة وعانقت لاعبي المنتخبين الكرواتي والفرنسي والحكام، بحضن وود عميق. * استفادت رئيسة كرواتيا من وجود منتخب بلادها في النهائي فقدمت نفسها للعالم بقدرة فائقة. * الكاميرات الناقلة للنهائي أظهرت كل الأشياء بالإستاد، عدا رؤساء دول الفرجة. * رغم أن هناك لاعبين من أصول أفريقية بالمنتخب الفرنسي، لكن معظم الشعب السوداني تعاطف مع كرواتيا. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نتمنى، أن يكون السودان ضمن منتخبات مونديال 2022م، بقطر، اللهم آمييييييييييييييين. *