□ بتعادله مع الوداد على أرضه تضاءلت فرص المريخ تقريباً في بلوغ دور الستة عشر من بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال وأصبح قاب قوسين أو أدنى من مغادرة ثاني بطولة عقب الخروج الأفريقي. □ صحيح أن خروج المريخ على الورق لم يحدث بعد ولكن فشل الأحمر على أرضه في تحقيق الفوز على أقل تقدير أضعف من حظوظه كثيراً أمام خصم سيكون شرساً للغاية عندما يستضيفه في منتصف سبتمبر الجاري. □ حال الأحمر لا يختلف كثيراً عن حال الأندية السودانية التي تعاني من مسألة التكوين السني فمعظم اللاعبين يجدون أنفسهم من دافوري الحواري إلى أندية الدرجات ومباشرة إلى الأندية الجماهيرية وضغوطات الإعلام وحالة من الثراء. □ تطوّر كرة القدم السودانية يبدأ بإزاحة اتحاد شداد الهرِم الأفكار الذي لا يملك جديداً لتقديمه للكرة السودانية بسبب سيطرة اللونية على أعضائه وجغرافية الانتماء تتحكم في الكثير من القرارات ويكفي ما حدث في دوري الدرجة الوسيطة وتأهيلي الموسم الماضي ومشاركة النهضة ربك بلا أي مسوغ قانوني في التأهيلي. □ اتحاد يعجز عن توفير أدنى مقومات تطوير المنافسة الأولى في السودان ويلزم أنديته بسداد قيمة المشاركة في البطولة الرسمية الأولى التي ينظمها والبالغ قدرها (10 آلاف جنيه) ويمارس أبشع أنواع الإقصاء وتدمير المواهب ولا يملك أية منافسات للمراحل السنية ويأتي بمدرّب مغمور لجميع المنتخبات اتحاد لا يرجى منه الكثير. □ أزمات إدارات الأندية لا تنفصل هي الأخرى عن أزمة الاتحاد لأننا لأول مرة نسمع عن رئيس نادي يقوم بإيقاف لاعب تمهيداً لشطبه بسبب خطأ في إحدى المباريات ولأول مرة نتابع أعضاء مجلس إدارة ينشدون إيقاف مهاجمهم الأول بالتعاون مع لجنة الانضباط. □ كيف تنتظر الجماهير من فرقها السودانية حصاداً إيجابياً وتلك الأجواء المسمومة والأفكار البالية تطوّق جيدها فخروج الهلال العربي والمريخ والأهلي شندي الأفريقي أمر متوقّع جداً ومغادرة الهلال والخرطوم الوطني للبطولة الأفريقية والمريخ للعربية مسألة وقت ليس إلا. □ حتى على صعيد المنتخبات الوطنية على الجماهير أن لا تتفاجأ بخروج صقور الجديان من المرحلة التمهيدية لتصفيات كأس العالم على يد المنتخب التشادي !! □ الرياضة في السودان على وجه العموم وكرة القدم السودانية على وجه الخصوص تحتاج (لثورة) حتى ينصلح الاعوجاج الحالي لأننا مازلنا ندور في فلك شداد وحميدتي وباني وبقية العقد اللا فريد. □ ومازل الكاردينال بلغة المال وبعيداً عن الإلمام بأبجديات الإدارة يدير مؤسسة كبيرة كالهلال بل ويجد التمجيد والإشادة من البعض ومازال المريخ يديره رئيس (من خلف القضبان) في واحدة من أسوأ مراحل قمة السودان. □ بأقل مجهود عبر الشبيبة المريخ وبدون عناء نال الوصل بطاقة العبور على حساب الهلال وأقصى بانداري الكيني الأهلي شندي رغم تمويل (صلاح إدريس) اللا محدود إذاً المشكلة ليست مشكلة مال بل مشكلة إدارة تقترن بالمال. □ فالمريخ في خضم أوضاعه المالية السيئة بلغ نصف النهائي العربي العام المنصرم والهلال بكل استقراره غادر من محطة ال 32 وهذا ملخّص كافي جداً لمعاناة الكرة السودانية. □ لا تحلموا بعالم سعيد ودعونا نعيش واقعنا المأساوي ونحصر كل تفكيرنا على (بطولتي الممتاز والسودان) لأننا نبتعد سنين ضوئية عن ما يسمى اتحادًا لإدارة كرة القدم وإدارات تدير الأندية باحترافية. □ دعونا نستمتع بالممتاز اللاممتاز فقط ونشبع شغفنا الكروي بمتابعة الدوريات الأوروبية تجنباً للإصابة بأمراض الضغط والسكري والمصران العصبي. □ حتى على مستوى الجماهير باتت التنشنة هي سيدة الموقف لأن كرة القدم ما هي إلا رياضة لا تخرج عن ثلاث نتائج (فوز – تعادل – خسارة) ومع ذلك لا يتقبّل جمهورنا الخيارين الثاني والثالث ويطالب على الدوام بالخيار الأول. □ تابعنا ملحمة كروية من العيار الثقيل بين اليوفي ونابولي أكّدت لنا بما لا يدع مجالاً للشك بأن ما نمارسه نحن شيء آخر غير كرة القدم الحقيقية. □ حاجة أخيرة كده :: النيران الصديقة تمنح اليوفي نقاط نابولي الغالية.