جنوب أفريقيا أثبتت للعالم أجمع أن الكرة السودانية في الإنعاش من يقف على إدارة الكرة في السودان لم يركلها في حياته فكيف نحلم بالتطور؟ التيجاني محمد أحمد اعتبر الفاتح النقر المدرب المعروف الخسارة التي تعرض لها منتخبنا الوطني أمس أمام نظيره الجنوب أفريقي بالمنطقية والمتوقعة قياساً بالتفوق اللافت للضيوف الذين قدموا لنا محاضرة مجانية في أن كر ة القدم تخطيط دقيق وليس خبط عشواء والسلام، وتوقع النقر المزيد من النتائج السيئة لمنتخبنا الوطني ذاكراً أن الصقور إن كسبت أي مباراة فالأمر لم يخرج عن كونه مجرد صدفة عابرة وانتقد الطريقة العقيمة التي أدار بها مازدا المباراة وشن هجوماً لاذعاً على قيادات اتحاد كرة القدم وقال إنهم لا علاقة لهم باللعبة ولم يمارسوها في حياتهم لذلك فإن الخسارة منطقية ومتوقعة. أشاد النقر بالمستوى الرفيع الذي قدمه منتخب جنوب أفريقيا وقال إنه يتناسب تماماً مع منتخب يسير على خُطى العالمية وِفق نظام مدروس وتخطيط دقيق دفع بمدربه لاستبعاد مجموعة من كبار النجوم الذين يلعبون في أكبر الدوريات العالمية مع الاستعانة بمجموعة شابة وطموحة لأن التجديد سنة الحياة في كل بلاد الله عدا السودان الذي مازال يتمسك بعناصر لعبت للمنتخب الوطني قبل 12 سنة مثل الحارس المعز محجوب وأضاف: جنوب أفريقيا أثبتت للعالم اجمع أن الكرة السودانية منهارة تماماً وقد دخلت غرفة الانعاش فقدمت لنا محاضرة مجانية في التمرير الدقيق والاستلام الصحيح واللعب اللا مركزي وكيفية ضرب الدفاع بحاله بتمريرة واحدة، وانتقد النقر الاعداد الضعيف لمنتخبنا الوطني لمواجهة منتخب كبير مثل جنوب أفريقيا وقال إن تجربة اعدادية وحيدة أوجدتها الصدفة لا يمكن أن تعين المنتخب على الصمود أمام منتخب كبير وقوي مثل منتخب جنوب أفريقيا. شوط للارهاق وآخر للاسقاط امتدح النقر الاستراتيجية الذكية التي اعتمد عليها مدرب جنوب أفريقيا وقال إنه عمل على استنزاف طاقة لاعبي منتخبنا الوطني في الشوط الأول وارهاقهم بالتحركات السريعة المزعجة وعندما تيقن مدرب المنتخب الجنوب أفريقي من نفاد طاقة لاعبي صقور الجديان غيّر استراتيجيته في الشوط الثاني إلى هجومية كاسحة فكانت النتيجة ثلاثة أهداف مع الرأفة لأن المنتخب الجنوب أفريقي إن كان يرغب في ضعف هذه النتيجة لحققها في الشوط الثاني. تبديلات خاطئة انتقد النقر الطريقة التي أدار بها مازدا المباراة وقال إنه أدارها بطريقة سيئة للغاية وبدأ بتشكيل خاطئ ووضح أن الاتحاد أحرجه بفترة الاعداد الضعيفة وبالتالي لم يكن يعرف قدرات جميع اللاعبين ومستوياتهم وإلى أين وصلوا مع أنديتهم من التقدم أو التراجع لأنه لو كان متابع جيد لأداء اللاعبين مع أنديتهم لما أشرك نزار حامد الذي يمر بأسوأ فتراته مع الهلال ولا فارس عبد الله الذي لا يستطيع اللعب أمام منتخب كبير مثل جنوب أفريقيا وأضاف: حتى تبديلات مازدا كانت خاطئة وعندما تأخر منتخبنا بهدفين وضح أن كل طموحه المحافظة على تلك الخسارة حتى لا يحدث انهيار تام فدفع بلاعب محور ثالث وهو نصر الدين الشغيل على حساب بشة الذي كان يلعب كمهاجم ساقط خلف المدينة وأضاف: اذا كان المدرب نفسه غير طموح ولا يفكر الا في أقل خسارة فلا داعي للحسرة على النتيجة التي خسرناها في أرضنا ووسط جماهيرنا. منتخب شاب وطموح عاد النقر من جديد للاشادة بمنتخب جنوب أفريقيا وقال إنه منتخب شاب وطموح وغالبية أعمار لاعبيه لم تتجاوز العقد الثاني لذلك تحرك لاعبوه بطاقة جبارة على مدار الشوطين وِفق تخطيط دقيق وتكتيكات متقدمة لم تتوافر على الاطلاق لصقور الجديان الذين كانوا يلعبون في انتظار أن تمنحهم الصدفة هدفاً يهديهم النقاط الثلاث وبالتالي لم يكن هناك تكتيك واضح أو طريقة لعب مفهومة بقدر ما كانت هناك هرجلة واضحة وارسال عالي من الدفاع للهجوم دون نتيجة تذكر. لا توجد عقلية تدير الكرة في السودان قال النقر إنه لا يقف ضد الاتحاد السوداني لكرة القدم لكنه على قناعة بأن السودان لا توجد به عقلية تستطيع ادارة النشاط الكروي بالبلاد وأضاف: كيف لنا أن نأتي بشخص ليدير الكرة وهو في الأصل لم يلعب كرة القدم ولم يركلها في حياته ونحلم بأن نتقدم إلى الامام وغالبية الدول تعتمد في ادارة نشاطها الكروي على نجوم كانوا ملء السمع والبصر مثل بلاتيني وفولر وبيليه وزولا وغيرهم من الأسماء الكبيرة. القادم أسوأ استبعد النقر أن يتدارك منتخبنا الوطني نفسه وأن يعود لتقديم الأفضل في مقبل المباريات وقال إن منتخبنا الوطني تنتظره هزائم قاسية في جميع مبارياته في التصفيات سيما وأنه سيلعب مع منتخبات بقامة نيجيريا والكنغو وجنوب أفريقيا على أرضها وتمنى النقر أن يقدم مازدا على خطوة شجاعة يستبعد من خلالها غالبية العناصر التي ظل يعتمد عليها لسنوات مع تقديم مجموعة شابة وطموحة حتى وإن لم تحقق له نتائج سريعة لكنها على الأقل ستجعلنا نحلم بعودة المنتخب للسير على الطريق الصحيح في أقرب فرصة ممكنة لأن المجموعة التي رأيتها بالأمس لا تجعلنا نتفاءل على الاطلاق في قدرة المنتخب على تقديم نفسه بشكل جيد في السنوات العشر المقبلة. بدائل مازدا أعادتنا للوراء وبديل جنوب أفريقيا صنع الفارق قال الفاتح النقر إن كل البدائل التي دفع بها مازدا كانت تعيد منتخبنا بسرعة للوراء وأضاف: شارك محمد كوكو ولم يشعر به أحد ولعب الشغيل في الوسط ولم يلامس الكرة الا مرتين وشارك مهند الطاهر وإن كان في أفضل حالاته لكن قرار مشاركته جاء متأخراً وبالتالي لم يضف جديداً لأداء المنتخب في حين استطاع مدرب جنوب افريقيا بتبديل وحيد أن يغيّر نتيجة المباراة تماماً عندما استطاع اللاعب ويتس أن يسجل هدفين قبل أن يعود ويصنع الهدف الثالث بطريقة متميزة للغاية وبالمقابل كان مازدا يجري تبديلاته من حيث أنه يريد أن يجري تبديل دون أن يكون له هدف واضح من ذلك التبديل. مازدا سهّل مهمة دفاع الأولاد بالسيطرة على تحركات المدينة انتقد الفاتح النقر اعتماد مازدا على بكري المدينة كمهاجم وحيد في المقدمة في مباراة نلعبها بأرضنا ووسط جمهورنا والطبيعي أن نفكر في تحقيق الفوز والحصول على النقاط الثلاث لا التعادل أو الخروج بأقل خسارة وأضاف: لو شارك مهاجم آخر صريح في الهجوم إلى جوار بكري المدينة لنجح في فك الحصار الذي فرضه دفاع جنوب أفريقيا على بكري المدينة لأن السرعة التي يتميز بها المدينة لم تكن مجدية في مواجهة دفاع شاب يعتمد على السرعة ايضاً ولو لعب إلى جوار بكري لاعب صاحب حلول فردية لتغير واقع المنتخب كثيراً في المباراة. مشكلتنا أننا نفكر في المكاسب الوقتية قال الفاتح النقر إن الهزة العنيفة التي تعرض لها منتخبنا أمام جنوب أفريقيا من المفترض أن تصاحبها ثورة تطيح بكل العناصر الموجودة حالياً في المنتخب مع التفكير في تقديم منتخب جديد نبدأ في حصد ثماره في عام 2018 بالاعتماد على مجموعة شابة وموهوبة ودارسة وتستطيع أن تتقبل الجديد في كرة القدم التي أصبحت علم ودراسة وليست قوة وعضلات فقط وأضاف: لكن مثل هذه التجارب في السودان مصيرها الفشل الذريع على الرغم من أنها المخرج الوحيد لنا لنعود إلى السير على الطريق الصحيح لأننا في النهاية نبحث عن المكاسب الآنية واذا قمنا بأي تغيير نريد أن تأتي نتيجته اليوم قبل الغد ولذلك لن نتقدم خطوة للأمام وسنظل محلك سر.