* وصل لاعبو الدوري السوداني الممتاز إلى قناعة كاملة بأن الطريق إلى المجد والشهرة لا يأتي إلا عن طريق بوابة الهلال والدخول إلى عالمه، وهو الأمر الذي لا يقبل المغالطات لأن الأرقام والتاريخ يحكي عن الهجرات العكسية بين القمة، وكيف أن المواهب تجد طريقها إلى الشروق في الهلال وتخمد في المريخ، ولسنا بحاجة إلى سرد العديد من الأمثلة سواء على المستوى المحلي أو المحترفين لأن القاصي والداني يعرف هذه الحقيقة ويلاحظ فروقات واضحة بين مستويات اللاعبين في المريخ وتطورها بعد تحولهم إلى الهلال والعكس بالنسبة للاعبي الهلال الذين يتحولون إلى المريخ. * نسوق هذا الحديث قبل الدخول في تفاصيل اتفاقية الجنتلمان التي كان الهلال والمريخ وقعاها قبل فترة وبعدها ذهبت أدراج الريح ولم يعرها أحد اهتماماً لأنها لا تلبي "ضيق أفق إداراتنا" ولا تخدم نزعاتهم "البوبارية" وتوقهم المستمر للظهور كأبطال على حساب مواردهم الذاتية أو موارد الأندية الشحيحة لذلك كان من الطبيعي أن يتنصل الجميع عن اتفاقية الجنتلمان، ولعل الخاسر الأكبر من هذه المزايدات هي الأندية مهما اضافت من لاعبين ومهما حولت مساراتهم..!! * تتجاهل القمة وجود منافسين جدد على اللاعبين مطلقي السراح والذين لا تعنيهم اتفاقية الجنتلمان بين الناديين لا من قريب أو بعيد، وسواء قامت الاتفاقية أم لم تقم فإن اللاعبين مطلقي السراح في السوق لمن يدفع أكثر ولا أظن ان أي لاعب ذكي يمكن أن يفرط في عرض مغري من فريق محترم وله مكانته وتمثيله في الممتاز والمنافسة الأفريقية متى ما كان يلبي طموحاته وتخطيطه لمستقبله في ظل وضع اقتصادي ضاغط جداً واتفاقية تحد من طموحاته في تحسين المستوى المعيشي وبناء المستقبل..!! * وبالتأكيد فإننا نعني بالحروف أعلاه أندية الأهلي شندي والخرطوم الوطني وأندية الفاشر هلالها ومريخها باعتبارها أندية ذات ثقل مالي محترم ومستوى فنياً مميزاً ويمكن لها أن تدخل دائرة التنافس على هؤلاء اللاعبين وتضمهم إليها في التسجيلات الشتوية المقبلة وبالتالي تقطع الطريق من هنا وهناك على فوضى التفكير التي تملأ الساحة بين القمتين وكأن لا احد سواهما في مربع كرة القدم في السودان..!! * المريخ حريص على نفض يديه من الجنتلمان لأنه يدرك تماماً بان الهلال لا يرغب في أي لاعب من لاعبيه ليضمهم إلى الكشف الأزرق، ونقول هذا ليس من باب المداعبة أو المناكفة ولكنها الحقيقة عارية فليس هنالك لاعب في المريخ يشبه الهلال، وليس هنالك لاعب في المريخ نرغب في رؤيته بالشعار الأزرق، فقد انتهى هذا العهد عندما انتزعنا المقاتل حمودة بشير والمدمرة فييرا والمر سامي عبد الله وأخيراً نصر الدين الشغيل، فماذا نفعل بأؤلئك الموجودين الآن ليقدموا شيئاً للأزرق الذي يحلق سنوياً في أبطال أفريقيا..؟؟ * لم تعد اتفاقية الجنتلمان منطقية في ظل وجود الاندية الأخرى المنافسة والتي تملك ما تملك من قوة مادية، وفرق لها وزنها ومكانتها، وعلى القمة أن تفاوض من تفاوض من اللاعبين ، وأن تدفع ما تدفع بحسب الاتفاق مع اللاعبين وأن تؤسس نفسها لغد جديد تستطيع من خلاله أن تنافس لتجد لنفسها موطئ قدم في الدوريات الأفريقية، ولكننا نقول قبل هذا إن اللاعب الذي ينجح في الهلال فإنه ينجح لأن تركيبة الأزرق مبنية على صناعة اللاعب وإعادة صياغته ليدخل المنظومة الهلالية، وأن اللاعب في المريخ يفشل لأنه معد للاستهلاك فقط ولا يقدم له شيئاً سوى "البوفيه المفتوح" والنفخة الإعلامية الكاذبة على طريقة الخطاب التاريخي الشهير "نحن الملوك وهم الرعية"..!! * تجاهلوا الجنتلمان ، اتفقوا مع لاعبيكم وأنصفوهم، فلن يبارحوا داراً تقدر موهبتهم وتنميها..!! * حد يشعر بالسعادة يمشي يختار البعاد؟؟