سوداني الجوة وجداني بريدو.. كانت تعبيراً صادقاً عن ارتباط المريخ بالحركة الوطنية بقلم عيسى السراج كان في عام 1934م عام انتصارات خالدة في تاريخ المريخ ويكفي أنه العام الذي حقق فيه المريخ الفوز بأول كأس تُقام عليه المنافسة بين الأندية الرياضية في السودان الا وهو كأس البلدية الذي انتزعه المريخ بعد فوزه على بري في المباراة النهائية باصابة دون مقابل أحرزها عوض أبوزيد ويقول المؤرخون إن ذلك الفوز أحدث دوياً هائلاً في الوسط الرياضي عامة والمريخي خاصة ولكن شاعر الحقيبة الخالد صالح عبد السيد (أبوصلاح) كان أكثر الناس انبهاراً بالفوز المريخي وانفعالاً به وبالتالي كان هو أسبق من غيره من شعراء ذلك الزمان للتغني بذلك الانتصار حيث ألف قصيدته العصماء التي قال في مطلعها: في غرة التاريخ وعلى مدى الأيام تيم كوكب المريخ فائز على الأتيام يوم لعبتك مشهود زي عيداً عقبلو صيام ويمثل المريخ مولد تحيطبو خيام. ثم تبعه الفنان الكبير الحاج محمد أحمد سرور الذي لحّن للمريخ نشيداً صاغ كلماته الشاعر الملهم عبد الرحمن الريح كأول غيث على مسرح المريخ النابض بالحياة فامتلأ فناً وابداعاً وأدباً من شعراء ذلك الصرح العظيم، وخلال السنوات الأولى من عمر المريخ وعندما بدأت الأغنية الرياضية تلعب دورها في اذكاء روح الحماس وسط الجمهور واشعال جذوة الكفاح ضد المستعمر الغاشم نظّم الشاعر المريخي الكبير عبد القادر تلودي رائعته الوطنية الشهيرة (سوداني الجوة وجداني بريدو) فكانت تعبيراً صادقاً عن ارتباط أهل المريخ بالحركة الوطنية والتغني بأمجاد الوطن والانفعال بهمومه وقضاياه كما نظّم الشعراء سيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن والتيجاني يوسف بشير وعميد شعراء السودان عبد الله عمر البنا قصائد تمجّد المريخ وتعبّر عن اعجابهم بأدائه وفنه وابداعاته, استناداً على ما جاء أعلاه من معلومات يحق لنا أن نقول بالصوت العالي إن المريخ كان مصدر الهام للأدباء والشعراء والفنانين منذ نشأته الأولى وفي كل مراحل تطوره عقب الحِقب المختلفة من تاريخه الناصع وقد تباروا جميعاً في مدحه وتغنوا بأمجاده وانتصاراته وأبدعوا في نظم القصائد الشعرية والقطع الأدبية تمجيداً له فجاءت رائعة كروعته قوية قوة المارد العملاق عذبة كعذوبة عروضه الساحرة التي أذهلت جماهيره في كل مكان فازدادوا به حباً وولهاً وعشقاً وهتفوا من أعماقهم بأعلى أصواتهم (عشت يا مريخ موفور القيم).